دور الذكاء الاصطناعي في التعليم

يمكن أن يساعد التعلم التكيفي القائم على الذكاء الاصطناعي الطلبة على التعلم بالسرعة التي تناسبهم. يمكن للنظام الذي يعمل بنظام الذكاء الاصطناعي تحديد المجالات التي يكافح فيها الطالب وتوفير موارد ودعم إضافي لمساعدتهم على التغلب على صعوباتهم.

2024-02-06

شيماء المزروعي

 

لقد شهد مجال التعليم تحولات سريعة في السنوات الأخيرة نتيجة للتطورات التقنية المتسارعة التي من أبرزها ظهور الذكاء الاصطناعي الذي يمتلك قدرات هائلة في سد الفجوات المعرفية وفي تحسين أساليب التعليم والتعلّم. فمنذ انطلاق هذه التقنية وهي تُستخدم في مجموعة واسعة من المجالات، مثل التعليم والطب والتسويق لإنجاز عدد من المهام، كتوليد الصور والأفلام وإنتاج التصاميم الخلاقة والمحتوى النصي الإبداعي.

 

و يعتبر قطاع التعليم أحد أبرز القطاعات المستفيدة من الذكاء الاصطناعي، فقد استخدم في سياقات متعددة مثل: اقتراح الأفكار، وتخطيط الدروس، وإعداد الاختبارات، وتقييم الطلاب. ويبدو من الواضح أن هذه التقنية ستؤثر على عملية التعليم والتعلّم.

 

ومن هذا المنطلق تُقدم هذه المقالة إضاءة عن الذكاء الاصطناعي في التعليم وتأثيره في عملية التعلم وأبرز الإيجابيات وفوائد استخدام الذكاء الاصطناعي في تلبية احتياج المتعلمين.

 

 

مفهوم الذكاء الاصطناعي

 

يعد الذكاء الاصطناعي أداة قوية لديها القدرة على تحويل التعليم من خلال إنشاء تجارب تعليمية مخصصة وجذابة للطلبة. يتم استخدامه لتعزيز مختلف جوانب التعليم، بما في ذلك التدريس والتقييم والإرشاد وتطوير المناهج الدراسية. ومع استمرار تطور الذكاء الاصطناعي، من المرجح أن يلعب دورا متزايد الأهمية في التعليم، مما يساعد على إنشاء نظام تعليمي أكثر فعالية وكفاءة.

الذكاء الاصطناعي: ذلك العلم الذي يهتم بجعل الأنظمة الإلكترونية ذات ذكاء مشابه للذكاء الإنساني، بما يمكن الأنظمة من التفكير واتخاذ قرارات، والعمل وفقًا لها، بشكل تتناسب مع طبيعة المهام المحددة لها.

 

يعرف الذكاء الاصطناعي التوليدي على أنه نوع من تقنيات الذكاء الاصطناعي التي تهدف إلى توليد محتوى جديد، سواءً كان ذلك على هيئة نصوص أو صور أو مقاطع فيديو أو غير ذلك.

 

 

أنواع المخرجات للذكاء الاصطناعي

 

يُولد الذكاء الاصطناعي بيانات متعددة الأنواع، منها: النصوص والصور والكلام ومقاطع الفيديو، مما يتيح إنتاج محتوى غني ومتنوع. وتوجد حالياً أدوات متنوعة للذكاء الاصطناعي التي يعتمد الاختيار فيما بينها على نوع المخرجات المطلوبة.

 

 

الذكاء الصناعي ومساهمته في التعليم

 

يشهد العالم في الوقت الحاضر تطورًا متسارعًا وتطبيقًا متزايدًا لأنظمة الذكاء الاصطناعي في مختلف المجالات، حيث لا يقتصر استخدام تقنيات الذكاء الصناعي على مجال التصنيع أو تقديم الخدمات، بل يتجاوز ذلك الى تحسين وتطوير التعليم كأسلوب وأدوات، حيث يعد التعليم أحد أهم المجالات التي تشهد استخدامًا متزايداً لتطبيقات الذكاء الصناعي وتمتلك كذلك افاق واسعة لتطوير هذا الاستخدام في المستقبل.

 

 

مميزات الذكاء الاصطناعي في التعليم

 

يجمع الخبراء على أهمية الذكاء الاصطناعي في التعليم في القرن الحادي والعشرين لما له من مميزات عديدة منها:

 

لديه القدرة على التعلم، والقدرة على تنظيم العلوم وفهمها، والقدرة على تحليل اللغة، والقدرة على فهم الصوت، وفهم وتحليل الصور والفيديو وحل المشاكل والإبداع والتعامل العاطفي والمجتمعي وتحريك الروبوتات والذكاء العام، ويشمل القيام بجميع ما سبق.
شرح المواد الدراسية وتقديم تغذية راجعة فورية على الإجابات.

 

تقديم النصح والإرشاد الأكاديمي للطلاب حول أفضل قسم يمكن الالتحاق به في الكلية أو لدراسة مواد دراسية تتلاءم مع قدراتهم العقلية.

 

الوصول لعدد كبير من الطلاب، حيث يساعد في جعل الفصول الدراسية متاحة للجميع خاصة إذا كانوا يتحدثون بلغات مختلفة أو يعانون من إعاقات سمعية.

 

القدرة التنبؤية من خلال تحليل البيانات للتعرف على الطالب المعرض للفشل والتدخل من المؤسسة مبكرا في الوقت المناسب.

 

يمكن استخدامه في النواحي الإدارية والتنظيمية بالمؤسسة التعليمية في الرد على استفسارات الطلاب من خلال روبوت محادثة مزود بإمكانات الذكاء الاصطناعي.

 

تمكين الطلاب من العثور على المعلومات بشكل أسرع ومن مصدر واحد.

 

تحرير المعلمين والاداريين من الأعمال الروتينية.

 

تجميع كمية بيانات ضخمة من النظام تستخدم في تغذية شبكات التعلم الآلي من أجل تطوير برامج تعليمية مخصصة وتحسين تجارب الطلاب.

 

توفير الوقت وحل المشكلات بطريقة أكثر كفاءة.

 

القدرة على التوصل لحل المسائل حتى مع عدم اكتمال البيانات.

 

توفير الوقت والجهد والإسهام في توفير بديل للطلاب، فإنها تعود الطلاب على المواجهة ومواكبة التكنولوجيا الحديثة.

 

 

علاقة الذكاء الاصطناعي بالتعلم التكيفي

 

التعلم التكيفي هو الأسلوب التعليمي الذي يستخدم أجهزة الكمبيوتر كأجهزة التعليم التفاعلي، لتنظيم وتخصيص الموارد البشرية وتوزيعها وفقاً للاحتياجات الفريدة لكل متعلم.

فتتكيف أجهزة الكمبيوتر مع طريقة عرض المادة التعليمية وفقاً لاحتياجات التعلم لدى الطلاب.

يمكن أن يساعد التعلم التكيفي القائم على الذكاء الاصطناعي الطلبة على التعلم بالسرعة التي تناسبهم. يمكن للنظام الذي يعمل بنظام الذكاء الاصطناعي تحديد المجالات التي يكافح فيها الطالب وتوفير موارد ودعم إضافي لمساعدتهم على التغلب على صعوباتهم.

يمكنه أيضا تقديم ملاحظات في الوقت الفعلي للطلبة، مما يساعدهم على البقاء متحمسين ومشاركين.

 

 

دور المعلم في الذكاء الاصطناعي

 

تعتبر معايير الجمعية الدولية للتكنولوجيا في التعليم الخاصة بالطلاب محفزة للمعلمين لتحديد غاياتهم لتعليم طلابهم ممارسات، مثل الابتكار وإعادة التصميم، وحل المشكلات. وسيؤدي تحقيق هذه الأهداف إلى خلق أساس متين لعمل الطلاب مع الذكاء الاصطناعي. إضافة إلى أن الذكاء الاصطناعي سيحول دور المعلم ليصبح أكثر شمولية، وسيختلف دوره من حيث قيمته العملية والتربوية، بحيث سيهتم أكثر بالبعد الاجتماعي الذي لا ولن تتمكن الآلة من تعويضه، فأصل المثابرة والتحفيز في المدرسة عند العديد من المتعلمين يبقى هو التفاعل الإنساني والاتصال البشري، إضافة إلى أنه سيوفر أدوات تمكن المعلمين من أداء رسالتهم بفاعلية أكبر وجهد أقل لأنه سيؤمن جميع المعلومات التي سيحتاجها المعلم لتقييم أدائه وأداء طلابه وتحسينهما بسرعة وفعالية.

 

في الختام، لا بدّ أن يعي الجميع أن الذكاء الاصطناعي أحدث ثورة هائلة في العصر الحديث، حيث لابد من استخدام الذكاء الاصطناعي في التعلم وتحسين نتائج الطلبة. كما يدعم الذكاء الاصطناعي التعلم التكيفي لأنه يراعي احتياجات وتفضيلات والفروق الفردية بين الطلبة، مما يجعل التعلم أكثر فعالية وجاذبية. من ناحية أخرى، يتضمن التقييم والدرجات بالاستعانة بالذكاء الاصطناعي واستخدام خوارزميات التعلم الآلي لتقييم أداء الطلبة وتقديم الملاحظات، مما يجعلها أكثر دقة وموضوعية.

 

أ.ش