أنقرة: مستعدون لتسليم دمشق المناطق الخاضعة لسيطرتنا

هل يثمر لقاء وزراء دفاع سوريا وتركيا وروسيا ثماره؟

10 شهداء بهجوم إرهابي نفّذه" داعش" على عمال النفط في دير الزور

لم يكن اجتماع موسكو الذي ضم إليه وزيري دفاع كل من سوريا وتركيا بحضور وزير الدفاع الروسي مفاجئًا ، فكل المعطيات والمؤشرات والتصريحات وخصوصًا التركية والروسية الداعية إلى هذا اللقاء كانت قد وطّأت له. وإذا كانت دمشق قد ربطت فتح مسار تفاوضي مع تركيا بخطوات تركية ملموسة على الأرض، فإن اجتماع موسكو يبدو أنه قد سار باتجاه اعطائها الضمانات الكافية في هذا السياق بحيث تقبض مقابل ذلك ثمنًا وازنًا في السياسة.

2022-12-30

وبعد أحد عشر عاما من الحرب المفروضة على سوريا، جاء اللقاء الرسمي الأول من نوعه والذي جمع في العاصمة الروسية موسكو وزراء دفاع سورية العماد علي عباس، وتركيا خلوصي أكار إلى جانب وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو على طاولة مباحثات واحدة، مخترقا الضباب السياسي الكثيف الذي يغطي المنطقة.

في السياق يرى عضو مجلس الشعب السوري مهند الحاج علي: أن لقاء موسكو بين وزراء دفاع كل من تركيا وسوريا وروسيا خرج إلى العلن بعد عدة لقاءات غير معلنة على المستوى الأمني، وبعد وساطة إيرانية – روسية مباشرة لتقريب وجهات النظر التركية – السورية والجلوس على طاولة للحوار.

*تسليم تركي بسيادة دمشق على أرضها

وجزم الحاج علي: أن جولة التفاوض هذه وما قد يكون سبقها من جولات عقدت بعيدًا عن الإعلام وما سيعقبها لاحقاً لم ولن تكون أبدًا حول الأراضي السورية، فالطرفان متفقان على وحدة وسلامة الأراضي السورية، وكان هناك شرط سوري قبل بدء الحوار ويتمثل في الإعلان عن انسحاب كامل من الاراضي السورية وعدم بقاء أي جندي تركي هناك.

وعن آلية التفاوض المتفق عليها بين الطرفين، أشار عضو مجلس الشعب السوري إلى أن التفاوض سوف يكون حول آلية التعاون لمكافحة الارهاب – كل الارهاب – بكل أنواعه كما ذكر البيان الصادر عن الاجتماع الثلاثي في موسكو، وهنا المقصود المجاميع الارهابية في ادلب وشمال حلب وتنظيم قسد في الجزيرة السورية.

*لهذه الأسباب وافقت دمشق

ونوه عضو مجلس الشعب السوري إلى أن مرسوم العفو الأخير الصادر عن رئاسة الجمهورية العربية السورية هو بداية لهذا التنسيق، مشيراً إلى أن الوساطة الايرانية – الروسية والتصريحات التركية الاعلامية والمصلحة السورية بحقن الدماء وتحرير الارض، هي ما دفع السوريين لهذا المسار، لا سيما وأن سوريا تعتمد مبدأ اللاانتقامية في سياساتها مع الدول المجاورة، ما عدا الكيان الصهيوني، فهي يمكن لها أن تحقق بالسياسة أهدافها بدون الحاجة إلى سفك دماء والمرحلة الحالية هي مرحلة اختبار للنوايا التركية اذا ما كانت” صادقة أم لا”؟.

*أجواء إيجابية

والاجتماع لا شك انه مفصلي، على أمل ان تختصر سنين العدوان على سوريا، وينهوا مكابرتهم الدموية، حيث تتحدث الانباء القادمة من موسكو انه تم البحث على طاولة الاجتماع جهود محاربة الإرهاب والأوضاع في سورية ومسألة اللاجئين، وانتهت إلى أجواء وصفت بالإيجابية، وتأكيداً على أهمية استمرار الحوار المشترك من أجل استقرار الوضع في سورية والمنطقة.

مصادر مطلعة في دمشق أكدت أنه لو لم تكن الأمور تسير بشكل مقبول ووفق ما تريده دمشق خلال اللقاءات الأمنية التي تمت في الأشهر الماضية لما كان هذا اللقاء قد حصل.

*نصر دبلوماسي وسياسي للروس والإيرانيين

بالرغم من صقيع العاصمة موسكو، الا ان الاجتماع كان يحمل من الأهمية الكثير، لدرجة يمكن وصفه بالنصر الدبلوماسي والسياسي للروس والإيرانيين، الذين التقطوا بصبر وحنكة كبيرة، نضوج اللحظة السياسية والقابلية السورية والتركية للقاء، بعد صبر وتصميم ودبلوماسية قوية وثابتة، تضع كل النقاط بالميزان، واهمها مواجهة الإرهاب ومسألة اللاجئين، كخطوة أولى لعودة العمل المشترك بين تركيا وسوريا، لتصبح الأمور واضحة تماما، انه لا نزاع على السلطة في سوريا كما تسميه تركيا، بل دولة مقابل دولة، بعد ان خرجت قضية العلاقات مع سوريا من دهاليز الجدال الحزبي في تركيا، الى مفاصل الدولة.

*الاجتماع الثلاثي والموقف الأمريكي

اما الأمريكي الذي يبدو ان اخبار الاجتماع الثلاثي السوري – الروسي – التركي وقعت عليه كأنباء سيئة، واعتقد ان وقعها كان الأسوأ على ميلشيا “قسد” وارهابيي الشمال وهياكلهم السياسية، ما يجعل أي تقدم حول النقاط التي ستناقش في هذه الاجتماعات هي محل استهداف امريكي، الا ان الإصرار الروسي والايراني على تمرير نظرية استقرار الإقليم، تحدد أيضا الأسس الجغرافية والسياسية الناتجة عن هذا الاصطدام الكبير في المنطقة، واننا في مرحلة التغير القادم، وهو ما يؤسس لمرحلة عودة الحقوق السورية في أراضيها ومخزونها النفطي والزراعي، والجميع يشهد للدولة السورية، دفاعها عن مصالح شعبها بقلوب حارة وعقول باردة.

*الاحتلال الأميركي المسؤول الأول عن الهجوم الذي نفذه” داعش” الإرهابي

في سياق آخر استشهد 10 فنيين وعمال نفط سوريين في إثر هجوم إرهابي استهدف سياراتهم في حقل التيم النفطي جنوب دير الزور.

وأفادت مصادر محلية بأن الهجوم نفذه عناصر “داعش” الإرهابي قبل الساعة الثامنة من صباح الجمعة.

وأضافت المصادر: أن التنظيم استفاد من أجواء الضباب، واستخدم عبوة ناسفة وأسلحة رشاشة في الهجوم، ما أدى إلى ارتقاء 10 شهداء وإصابة 4 آخرين، في حين تفحّمت بعض الجثامين من جرّاء احتراق سيارات تبديل الورديات.

إلى ذلك، حمّلت دمشق على لسان وزير النفط والثروة المعدنية السوري، بسام طعمة، الاحتلال الأميركي المسؤولية عن الهجوم الذي نفذه داعش.

وأشار طعمة في تصريح للتلفزيون السوري إلى أن “الاحتلال الأميركي عبر أدواته ومجموعاته الإرهابية يريد قطع الجزء النفطي المتوفر الذي يوفّر الحد الأدنى من احتياجات الشعب السوري”.

يشار إلى أنّ عدد شهداء قطاع النفط خلال سنوات الحرب في سوريا بلغ 235 شهيداً و26 مصاباً، بالإضافة إلى 112 مخطوفاً.

المصدر: وكالات

الاخبار ذات الصلة