عودة نتنياهو وآثارها السلبية على المنطقة

اتفاقات أبراهام التطبيعية من منظر الحجازيين

*السعودية ضمن أبرز 10 منتهكي حقوق الإنسان خلال 2022
2022-12-31

كشف استطلاع للرأي أجراه معهد واشنطن للدراسات، أن الغالبية العظمى من الحجازيين تنظر بسلبية إلى اتفاقات أبراهام التطبيعية التي وقعت قبل عامين تقريبا بين الاحتلال الصهيوني وكل من الإمارات والبحرين والمغرب.

ورغم أن الاستطلاع يكشف أن الأقلية من السعوديين ينظرون إلى الاتصالات مع الاحتلال بشكل إيجابي، إلا أن الأغلبية الساحقة تنظر إلى عودة بنيامين نتنياهو للحكم بشكل سلبي.

وأجري الاستطلاع عبر المقابلات وشارك فيه ألف مواطن سعودي، ووصف المعهد الشركة التي قامت به بـ”المستقلة وذات الخبرة العالية”.

*الأغلبية تشجب انتخاب نتنياهو

وما زال أقلية من المستطلعين تقريبًا يقبلون بالاتصالات مع الكيان الصهيوني، على الرغم من أن الأغلبية تشجب انتخاب نتنياهو.

ولا تزال المواقف الشعبية تجاه الاتصالات مع الكيان الصهيوني متباينة، كما في استطلاعات الرأي الأخيرة. فنسبة المواطنين السعوديين الذين يقبلون هذه الاتصالات قليلة جداً. ووفقًا لنتيجة رئيسية غير متوقعة أكدت النتائج السابقة، فقد سُجلت نسبة شبه متطابقة لدى الأجيال الأكبر سنًا (30 عامًا فأكثر) والأجيال الشابة من البالغين السعوديين اليوم. وتفيد النسبة ذاتها بأن “اتفاقية الترسيم البحري بين لبنان والكيان الصهيوني” سيكون لها انعكاسات إقليمية إيجابية.

*” العربية” تعرض مقابلة طويلة و” حصرية” مع رئيس الوزراء الصهيوني

وتماشيًا مع هذا الشعور، فقد استضافت السعودية، قرابة فترة إجراء الاستطلاع، مصرفيًا صهيونياً بارزًا في مؤتمر استثماري كبير في جدة، وفريقًا رياضيًا صهيونيًا في بطولة في الرياض. وفي هذا الأسبوع، عرضت قناة “العربية” السعودية مقابلة طويلة و”حصرية” مع رئيس الوزراء الصهيوني المكلف نتنياهو، أقله على صفحتها الرئيسية باللغة الإنكليزية.

لكن الأرقام المذكورة أعلاه تقارب ضعف النسبة المئوية التي تعتبر أن اتفاقيات أبراهام بدأت تُحدث آثارًا إيجابية على الشرق الأوسط. فهذه النسبة المئوية لا تزال عالقة ضمن نطاق الـ20% المنخفض. بالإضافة إلى ذلك، فإنه في إجماع غير معتاد، قال 90% من المواطنين السعوديين إن “نتيجة الانتخابات الوطنية الإسرائيلية الأخيرة في 1 تشرين الثاني/ نوفمبر”، والتي عاد بموجبها بنيامين نتنياهو إلى السلطة مع ائتلاف أغلبية واضح، سيكون لها آثار سلبية على المنطقة.

*السعوديون يلومون الحكومة على الاقتصاد

ويقول السعوديين إن حكومتهم “لا تبذل جهودًا تُذكر” لناحية “تلبية احتياجات المواطنين لتأمين مستوى معيشي مقبول”.

ولكن تظهر الإجابات عن الأسئلة ذات الصلة أن الكثيرين من السعوديين على استعداد لانتقاد بعض جهود حكومتهم، على الأقل في السر. ويقول حوالي النصف (54%) إن الرياض “لا تبذل جهودًا تُذكر” “للحد من مستوى الفساد في اقتصادنا والحياة العامة.” وتقول النسبة ذاتها تقريبًا (56%) أيضًا إن حكومتهم “لا تبذل جهودًا تُذكر” بشأن “الاهتمام بآراء المواطنين العاديين مثلي”، على الرغم من أن السلطات السعودية تقرأ استطلاعات الرأي وتحلل محتوى وسائل التواصل الاجتماعي على نطاق واسع لجس النبض الشعبي باستمرار.

*تنامي شعبية الصين لدى السعوديين

وبالنسبة للعلاقات السعودية الخارجية، فقد كشف الاستطلاع الذي أجرته شركة إقليمية، لم يكشف عنها المعهد، تنامي شعبية الصين لدى السعوديين وتفوقها على الولايات المتحدة الأمريكية.

وللمرة الأولى منذ بدء استطلاعات الرأي هذه منذ عقد تقريبًا، تجد الولايات المتحدة نفسها اليوم متأخرة بوضوح عن منافسَتيها العالميتين الرئيسيتين من حيث أهميتها لدى الرأي العام السعودي.

وترى الغالبية (57%) أن العلاقات الجيدة مع الصين “مهمة” للمملكة العربية السعودية.

وحلت روسيا في المرتبة الثانية، بنسبة 53 في المئة.

بالمقابل، تتأخر الولايات المتحدة بشكل ملحوظ عن منافستيها، إذ أفاد 41% فقط من السعوديين بأن العلاقات الجيدة مع واشنطن مهمة.

*لا يمكن الاعتماد على الولايات المتحدة

وتتماشى هذه النتائج مع الإجابات عن سؤال لاحق يقارن بصراحة بين القوى الخارجية الرئيسية الثلاث. ما زالت غالبية السعوديين (61%)، كما في استطلاعات الرأي الأخيرة، توافق (على الأقل “إلى حد ما”) على هذا الطرح: “لا يمكننا الاعتماد على الولايات المتحدة هذه الأيام، لذلك يجب أن نتطلع أكثر إلى دول أخرى مثل الصين أو روسيا كشركاء”.

في سياق آخر أدرجت منظمة هيومن رايتس ووتش الدولية السعودية ضمن أبرز عشرة منتهكي حقوق الإنسان حول العالم خلال عام 2022.

وأبرزت المنظمة حادثة الإعدام الجماعي في السعودية لـ 81 رجلاً في المرتبة الثانية ضمن قائمة أهم 10 انتهاكات لحقوق الإنسان حول العالم.

*إعدام السلطات السعودية 81 رجلاً

وأشارت المنظمة إلى أنه في 12 مارس / آذار 2022، أعدمت السلطات السعودية 81 رجلاً ، وهو أكبر إعدام جماعي لها منذ سنوات على الرغم من الوعود الأخيرة بالحد من استخدام عقوبة الإعدام. علمت العديد من العائلات بوفاة أحبائها بعد الواقعة ومن خلال وسائل الإعلام.

وبأكبر مجزرة إعدام في تاريخ السعودية، وبأحكام قياسية تقترب من قرن، أحكم ولي العهد محمد بن سلمان في 2022، أكثر من أي وقت مضى قبضته على البلاد مانحا نفسه حصانة مستبد.

إذ عين محمد بن سلمان نفسه رئيسا لمجلس الوزراء، محصنا بالمصالح والدبلوماسية عن أي ملاحقة، ومطلق اليدين في الانتهاكات الشنيعة لحقوق الإنسان.

وبحسب المنظمة الأوروبية السعودية لحقوق الإنسان، أثبت مسار 2022 أن محمد بن سلمان هو المسؤول الفعلي عن الواقع المؤلم لواقع حقوق الإنسان في البلاد، وأن طبيعة التعاطي مع ملف حقوق الإنسان مرتبطة بما عُرف عن سلوكه المضطرب، وما أثبتته السنوات الماضية من عدائه الشديد تجاه أبسط مبادئ حقوق الإنسان.

المصدر: وكالات