قصة تقدم

يتحول العلم احيانا الى شعاع من النور

رواية  احد طلاب الدكتور شهيدي حول محاضراته

2023-01-01

الوفاق/

كان من المفترض أن أكون مجرد طالب بسيط. طالب بسيط في كلية صغيرة مكونة من 4 طوابق مبنية حديثًا. كلية سمعت فيما بعد ، مدى معاناتهم  جراء بنائها، من الباب والجدران و مواد البناء وحتى تصميم هندسة المعامل والمختبرات والعزل والخرسانة السميكة لتقليل احتمالية التعرض لجرعات كبيرة من الإشعاع.  وقد سمعت أنك ( الدكتور شهرياري) كنت تعمل جنبا الى جنب المقاول والبنّاء ،من الالف الى الياء . كنت تخجل من القول إن هؤلاء العمال أميون وكنت تقول أنه يجب أن يكون لدينا فصل ونوحد المفاهيم معًا.لم اعرفك حق المعرفة.

كان من المفترض أن أكون طالبا بسيطا في كلية حسنة السمعة سمعت عنها منذ سنوات، و عن الأخلاق والمستوى الأكاديمي العالي للأساتذة والمناخ الإيجابي والمنافسة الأكاديمية السليمة بين طلابها.

كنت في الفصل الدراسي الأول في السنة الأولى أدرس الهندسة النووية. لم أعرفك حتى في اليوم الأول. عندما كنت أتجول في غرفة شؤون التعليم مع ورقة في يدي، وانت كنت جالسا كأي موظف بسيط واستقبلتني وسلمت عليّ عارضا المساعدة. وعندما اكتشفت أنني كنت طالبًا في قسم تطبيقات الاشعاع ، ابتسمت أكثر وذهبت إلى غرفتك للرد على الهاتف.

قال لي الشخص المسؤول عن التعليم ، أنه يجب توقيع أوراقي من قبل * قائد المجموعة * ، مشيرا الى غرفتك!

كان من المفترض أن أكون طالبًا بسيطًا. لكن هذا لم يحدث. كنت انت ترغب ان نبذل الجهود أكثر فاكثر . ان مستوى وطريقة تدريسك كانت تحملنا المسؤولية ؛ حتى في ورش العمل التي عقدتها مجانًا ، والمسائل التي اعتدت على طرحها للتمرين عليها وكنا نبقى من الصباح وحتى المساء امام الحواسيب لتشغيل أكوادها ؛ و امتحانات الكتاب المفتوح التي تقيمها لعدة ساعات ، وفي منتصفها كنت تحضر لنا الشاي والبسكويت وتضحك قائلا:”لكي لا تهبط نسبة السكر لديكم!”.

كان من المفترض أن أتعامل مع الكتب والدروس فقط ، لكنك لم تسمح لي بذلك ؛ لقد زرعت بذور هموم و مسؤوليات أكبر في أذهاننا. وكنت حريصا جدا في الفصول الدراسية ، حتى في طي ووضع سجادة الصلاة على الجانب، بالرغم من ان اكثرهم لم يكن مسلما او حتى كانوا ملحدين.

عندما قلت لأحد زملائي في الفصل ردًا على انتقاداته لبعض المسؤولين: “إذا كنت مع الثورة ، فعليك سحب هذه الساق العرجاء …”

تلك الفصول التي تتحدث فيها ، في النصف ساعة الاخيرة ، عن نطاق النيوترون والمفاعلات الانشطارية والانصهارية، وبعد الانتهاء من المحاضرة ، ومثل الشعلة الملتهبة ، تتحمس في الحديث عن وفاة نبي الرحمة من مصادر عربية سنية ، والتاريخ الذي تلى ذلك  …

لم أخبرك عن ايام الفاطمية ( عزاء السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام) في منزلك. وهو نفس بيت الأمل لنا جميعًا ، الذي جرفت فناءه وغطيته بالأسود ، وكنا نصل إلى منزلك منذ الصباح للمساعدة والأستقبال وصب الشاي. بعد كل شيء ، كنت تقدم بضعة أطباق أخرى إلى طلاب المهاجع ، حتى لا يشعروا بالحنين إلى الوطن لبضعة أيام.

كان من المفترض أن أكون طالبا بسيطا ، لكن الامر كان صعبا. لم انجح، لم تدعنا، حتى لم تدعنا نبدأ بالسلام عليك مرة واحدة …