الوفاق/ خاص/ موناسادات خواسته
“الشهادة هي هدية إلهية للمختارين. وعظمة هذا المقام الرفيع هي متناسبة مع عظمة التضحية الخالصة التي تأخذ بيد الشهيد الى ساحة الجهاد وتشربه شهد الشهادة”، “الامام الخامنئي”.
مرّت الأعوام والأيام بسرعة ويصادف غداً الثلاثاء الذكرى الثالثة لإستشهاد قادة النصر الشيهدين الحاج قاسم سليماني والحاج أبومهدي المهندس، فهما أنموذج صادق لإختلاط وقرب الشعبين الشقيقين الإيراني والعراقي، إضافة الى المشتركات المختلفة التي يحظى بها هذين البلدين، فعندما استشهد قادة النصر جنباً الى جنب كأخوين واختلطت دماؤهما، أثبتت مرة أخرى أن الأحرار روح واحدة في أجسام مختلفة، فهما أحياء باقيان إلى أبد الدهر، وخالدان في نفوس جميع الأحرار، حيث رأى العالم بأم أعينه التشييع المهيب الذي كان لهذين الشهيدين.
يقول الكاتب والسياسي العراقي سليمان الفهد: “كان الحاج الشهيد قاسم سليماني دور القلب النابض والعقل المفكر لحركات المقاومة في المنطقة ولا ابالغ ان قلت في العالم وكان للشهيد البطل ابو مهدي المهندس دور الإنسان المحب للحرية والعشق للشهادة بمعناها الحقيقي وأبعادها العرفانية والإنسانية، فكل ما وضع الشهيدان السعيدان قدميهما في بلد او منطقة ما في هذه الارض كان هدفهما الحرية للشعوب. فكانت الانتصارات بركة وثمرة من وجودهما الإنساني وروح مقاومتهما حيث صنعا العشق لكل الأمم والشعوب بتضحياتهما في سبيل حياة الآخرين وسعادتهم. قد طهروا سوريا والعراق من داعش بعزيمة واصرار رجال الله المؤمنين وحطما احلام امريكا وبني صهيون وبريطانيا واذنابهم وكل دول الغرب لذلك تم استهدافهما بطريقة بربرية همجية.
إن امتزاج دماء الشهيدين الحاج قاسم والحاج أبي مهدي تأكيد على حقيقة التلاحم الإنساني في مواجهة الظلم والظالمين على هذه الارض”.
يقول الصديق المقرّب للشهيد سليماني، “محمود خالقي: “شهادته كانت بأفضل شكل، وفي الحالة التي لم تخطر في بال أحد من البشر، إذ اجتمعت فيها جميع الصفات الحسنة من حيث استشهاده في ليلة الجمعة، وعلى أرض العراق، وبمرافقة أبي مهدي المهندس ورفاقه الأبرار، والحالة التي استشهد بها، ناهيك عن التشييع المهيب الذي أقيم له”.
لم ولن تخمد النار التي أحرقت القلوب من فقدانهم، فكل شخص في أي مجال بدأ يبرز عن مشاعره وحبّه لهما، ومنهم الفنانون والأدباء والشعراء في مختلف المجالات، فاليوم نقدّم لكم نبذة عن هذه النشاطات ونقتطف من هذا البستان، أجمل الزهور التي حصلنا عليها، وهي كثيرة جداً والإختيار صعب!
أفلام وثائقية
هناك أفلام وثائقية كثيرة تم إنتاجها بعد استشهاد الشهيدين، فنذكر بعضها:
– فيلم “الجنرال”: يكون سليماني مُنقِذ “أربيل” في هذا الفيلم، يروي الدور المصيري للقائد الشهيد الحاج قاسم سليماني في تحرير مدينة اربيل بكردستان العراق، فيقول مخرج الفيلم مهرداد يوسفي: “في الليلة التي هاجم فيها تنظيم “داعش” الارهابي حدود إقليم كردستان العراق، هيمن اليأس حينها على “مسعود بارزاني” لعدم وجود دعم من دول من قبيل السعودية وأمريكا، ليتصل بعدها بالقائد الشهيد سليماني، وأخبره الشهيد حينها بأن ينتظر حتى الصباح الى ان يصل الى كردستان العراق، وكان ما وعد به الشهيد سليماني، حيث توجه إلى أربيل مع 70 فردا من القوات الخاصة مدججين بالعتاد والسلاح، وتمكنوا من إنقاذ اربيل”.
– الفيلم الوثائقي “الرحلة الأخيرة”: يتطرق الفيلم لإستشهاد قادة النصر، ويتناول هذا الفيلم الوثائقي خطة الاغتيال التي نفذتها الولايات المتحدة الأمريكية في استهداف قادة النصر الشهيد القائد الحاج قاسم سليماني قائد فيلق القدس الإيراني، ونائب رئيس هيئة الحشد الشعبي بالعراق القائد الشهيد أبو مهدي المهندس مطلع يناير الماضي قرب مطار بغداد.
ويتحدث في هذا الفيلم الوثائقي جملة من المسؤولين العراقيين والإيرانيين واللبنانيين، كما يتحدث وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، الذي أكد أن مثل هذه الحادثة لا تتم دون وجود جاسوس.
ويستعرض اعلان الفيلم تحليل الأحداث وكيفية تنفيذ وكواليس هذا العمل الارهابي والأدوات التي تم العثور عليها في موقع الحدث.
– الفيلم الوثائقي “رحلة 1:20” يبدأ بالصلوات على النبي وآله الطيبين الطاهرين على لسان سيد حسن نصرالله وبعده تتحدث عائلة الشهيد وأصدقائه بجملة وذكرى عن الحاج قاسم سليماني، حيث يقول أخوه: “بالنسبة إليّ كان شقيقي الأكبر، لكنه كان يلعب دور الأب تجاهي”، فتقول ابنته الأولى :”عندما ولدت كان يخوض عملية عسكرية، كان مشغولا بأعماله الى حد كبير”، وبعده يتحدث الآخرين.
– فيلم “إرث القائد”: هو فيلم من إنتاج مرتضى ميردار وإخراج محسن صالحي خواه، وبتوصية مركز توثيق الثورة الإسلامية. هذا الفيلم الوثائقي هو سرد لأنشطة الشهيد سليماني في الخارج كقائد لفيلق القدس التابع للحرس الثوري الإسلامي من عام 1997 إلى عام 2019.
“إرث القائد” يفحص شخصية الشهيد سليماني من زاوية مختلفة. يهدف هذا الفيلم الوثائقي إلى تحليل جهود الحاج قاسم في مجال الدبلوماسية. في هذا الفيلم الوثائقي، تتحدث شخصيات سياسية بارزة وعشرات من دبلوماسيي وزارة الخارجية، عن جهود الشهيد سليماني في المجال الدبلوماسي.
* من جهة أخرى أعلنت أخيراً زينب سليماني بصفتها رئيسة مؤسسة الشهيد سليماني وبنت الشهيد، عن إنتاج أول فيلم سينمائي وكذلك مسلسل للشهيد سليماني تحت عنوان “الإغتيال”، وقالت: في السنوات الثلاث الماضية ، تم اتباع عدة خطط لتحرير السيناريو، منها ثلاثة سيناريوهات حققت تقدماً مقبولاً، ونأمل أن يتم الانتهاء من التحرير النهائي في العام الجاري، فإن حياة الشهيد سليماني شهدت تقلبات كثيرة منذ ولادته حتى استشهاده، ولا ينبغي التسرع فيها، فهذا ضعف صعوبة إنتاج الأفلام الروائية.
وأضافت: تدور قصة هذا المسلسل حول الاغتيال الفاشل للشهيد سليماني في بيت الزهراء (ع) في كرمان.
كانت هناك بعض النقاط بخصوص هذا المسلسل التلفزيوني “الرعب” ، والتي تم حلها لحسن الحظ بالحوار والتعاون مع وكلاء المسلسل والعمل جار.
وفي إشارة إلى إنتاج فيلم عن حياة الشهيد سليماني، أكدت: سنحاول متابعة وتنفيذ إنتاج أول فيلم روائي طويل عن الشهيد سليماني العام المقبل. وقالت عن تفاصيل سيناريو وقصة هذا الفيلم: إن هذا الفيلم سيصور حياة الشهيد سليماني من خلال تكييف كتاب “لم أخاف أي شيء” بالإضافة إلى مقابلات إضافية.
أناشيد
أما فيما يتعلق بحق النشيد والشعر هناك أناشید كثيرة لأبي شهداء محور المقاومة، فمن ضمن قائمة هذه الأناشيد نقدم لكم بعضها:
– فيديو كليب “ملوك الأرض” بأداء جميل من شباب العراق وباللغة العربية ولقد ترجم الى الفارسية، من تلحين “سلوان الناصري” وكلمات “احمد الذهبي”، يبدأ هكذا: “يا ملوك على الأرض.. يا من أديتوا الفرض..”
– فيديو كليب “روحان” للشيخ حسين الأكرف والملا قحطان البديري، وهو عمل مشترك مجموعات فنية من ايران، والعراق، سوريا، وتركيا، فيبدأ هكذا: “جميع المشاهد التي تشاهدونها هي تمثيلية” و”روحان تتحدان في الوجدان.. والباقي مبتليان بالخفقان..فلله النصر..” .
– فيديو كليب “مجد الثوار”: فرقة نشيد “القدر” الإيرانية من أهواز قامت بتكرار نشيد “الهدوء قبل العاصفة”، تحت عنوان “مجد الثوار”، حيث يبدأ هكذا: “يا قاسم باسمك نجري.. نحو المجد كالثوار.. بجهادك نلنا فخراً.. يا قائد جيش الأحرار.. عرفتك ديار الشام.. وكتائب يمن الأبرار.. وأبو مهدي خصم الأشرار.. حرّاً أبيّاً.. رمزُ الإيثار..”.
– فيديو كليب “الفتح الأعظم” للمنشد اللبناني “محمد المحيدلي”، يبدأ هكذا: ” يا صوت الحق تكلّم.. نبّأ بالفتح الاعظم.. قسماً سنبيد الجاني.. وسنثأر لسليماني..”.
– فيديو كليب “شعلة الشهداء” لفرقة نشيد “أنوار الهدى” في مدينة قم المقدسة، قامت بعرض هذا النشيد بثلاث لغات الفارسية والعربية والإنجليزية، وتبدأ: “شعلة الشهداء.. إنها نور..”.
الكتب تحكي
عندما نبحث في بستان الأدب عن الكتب التي تطرقت إلى موضوع الشهيدين نرى أنه نشر أكثر من 700 كتاب عن الحاج قاسم سليماني خلال السنة الماضية فقط، ومن بين الأعمال الموجودة نادراً ما يُشاهد العمل الذي يحتوي على قصة.
هذا العدد الكبير هو شيء نادر وغير عادي بسبب الشعبية الواسعة للجمهور وجهود الناشرين. يخصص جزء كبير من هذه الكتب لأجزاء من سيرة الشهيدين، ومجموعة مختارة من أقوالهما وذكرياتهما.
وكانت مجموعة مختارة من القصائد المكتوبة في عزاء الحاج قاسم أو تكريما لإبداعاته الملحمية، وكذلك نشر ترجمات قصائد عربية تحمل نفس المواضيع، من الموضوعات الأخرى التي تهم الناشرين. فئة أخرى يفضلها الناشرون هي نشر كتب الأطفال والناشئين، والتي تزداد يوما بعد يوم.
هناك كتب تتطرق إلى الشهيد سليماني في موضوعات مثل دراسة أبعاد شخصية واستشهاد الحاج قاسم سليماني من منظور العلوم الإنسانية، ودراسة الأبعاد القانونية والدولية للإغتيال، ودراسة التطورات في المنطقة وجبهة المقاومة، ردود فعل إعلامية وسياسية على اغتيال الحاج قاسم، وتجميع ملاحظات ومقالات عن شخصية وأداء الحاج قاسم، وتسجيل ونشر مذكرات أدبية وغيرها.
لم أكن أخاف شيئاً
كتاب ” لم أكن أخاف شيئاً” هو أكثر الأعمال شعبية، وهو السيرة الذاتية للحاج قاسم سليماني ووصف لميلاده حتى عيد ميلاده الثاني والعشرين، والتي صورت بطلاقة وبلاغة طفولته حتى الشباب.
وقد حظي هذا العمل بأكبر تداول للكتاب حول موضوع الشهيد سليماني، والذي نُشر أيضاً باللغة العربية، وتم إنتاج نسخة منه للأطفال على شكل قصيدة بعنوان “الرجل الصغير” ، بالإضافة إلى قصة مصورة بعنوان “لست خائفاً من أي شيء” للجمهور الناشىء، وقد تم نشرها جميعاً بواسطة مؤسسة مدرسة الحاج قاسم سليماني.
عزيزي الجميل
كتاب “عزيزي الجميل” هو أيضًا قصة العام الأخير من حياة الشهيد سليماني، والتي تُروى من منظور عائلته، والتي نشرتها أيضاً مدرسة الحاج قاسم.
“الحقول الصعبة” و “خطاب سليماني”
كتابا “الحقول الصعبة” و “خطاب سليماني” هما تصريحات الشهيد سليماني، و في مجال جمع ونشر أقوال الشهيد، “الحقول الصعبة” نشره مركز توثيق الثورة الإسلامية و “خطاب سليماني” من إصدار جامعة الإمام الحسين (ع).
رحلة 1:20
تم إزاحة الستار أخيراً عن كتاب شعر تحت عنوان “رحلة 1:20” في يوم التراث الثقافي العراقي بطهران، ويشتمل الكتاب على أشعار لشعراء إيرانيين وعراقيين للشهيدين الحاج قاسم السليماني، والحاج أبومهدي المهندس، حيث نقرأ فيه أشعار رائعة جداً، تدل على المشاعر الصادقة لشعرائها.
سليماني منّا أهل العراق
كما أزاح رئيس هيئة الحشد الشعبي في العراق فالح الفياض، الستار عن كتاب “سليماني منا أهل العراق” للكاتب أبو لواء البهادلي، خلال مهرجان يوم النصر الذي عقد في مبنى مديرية الإعلام في هيئة الحشد الشعبي بمناسبة ذكرى إعلان النصر على عصابات “داعش” الإرهابية.
ويتناول الكتاب دور الحاج قاسم سليماني في أخطر ثلاث سنوات في تاريخ العراق الحديث، حيث وصل عدد صفحاته الى 560 صفحة، ويعد الكتاب العنوان الأول الذي يصدر من العراق.
كتب تشرح مدرسة الحاج قاسم
من أهم الكتب التي تشرح مدرسة الحاج قاسم نذكر كتاب “الروحانية الاجتماعية في مدرسة سليماني” من مركز أبحاث الثقافة والفكر الإسلامي و “مدرسة سليماني” من دار نشر العتبة الرضوية المقدسة، وكذلك هناك كتب تدرس شخصية الشهيد، منها كتاب “العقل الأحمر” من دار نشر جامعة الإمام الصادق (ع)، و “الحاج قاسم الأسطورة وإعادة بناء الهوية الوطنية الإيرانية” من دار نشر الدولية. شخصية واستشهاد الحاج قاسم من منظور العلوم الانسانية والاجتماعية.
اللوحات الفنية والنصب التذكارية
من جهة أخرى شهدنا لوحات فنية جميلة وكثيرة تتطرق الى موضوع استشهاد الشهيدين، مثل اللوحات التي رسمها الرسّام الإيراني “حسن روح الأمين” وقد تم إزاحة الستار أخيراً عن إحداهما في ساحة وليعصر (عج) بطهران، كماتنشر السومرية نيوز، صوراً لنصب تذكاري قرب مطار بغداد لنائب قائد الحشد الشعبي الشهيد ابو مهدي المهندس وقائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني الشهيد قاسم سليماني.
ندوات وأشعار
أقيمت منذ استشهاد الشهيدين ندوات ومؤتمرات كثيرة، لا يمكن إحصائها ولكن غداً الثلاثاء، المجمع العالمي للتقريب يعقد ندوة حوارية عبر الانترنت بعنوان “الشهيد سليماني، شهيد وحدة وإقتدار الأمة” غداً الثلاثاء 3 كانون الثاني / يناير 2023، الذي يتزامن مع الذكرى السنوية الثالثة لاستشهاد قادة النصر، حيث ان الامين العام لمجمع التقريب بين المذاهب الاسلامية “الشيخ الدكتور حميد شهرياري”، سيدلي بكلمة الافتتاح في هذه الندوة، التي سيحضرها جمع من العلماء المسلمين السنة والشيعة والنخب الفكرية المحلية والاجنبية.
ويناقش المحاضرون في هذه الندوة الالكترونية، دور “الشهيد سليماني” في تعزيز قوة الامة الاسلامية، وتاثيره في النهوض بمستوى السلام والامن الاقليميين والعالم الاسلامي، ومدرسة الشهيد سليماني المنادية بالوحدة والتعايش بين المسلمين، ومكانة ودور الشهيد القائد في الترويج لثقافة المقاومة.
وهناك أشعار كثيرة أيضاً جاءت حول الشهيدين، فنختم المقال بهذه القصيدة للشاعر العراقي “حميد حلمي زاده البغدادي”:
أبا مهدي سليماني سلاماً
أبيتم عِيشةً إلا كراماً
ونهجُكما طريقةُ كلِّ حُرٍّ
مضى نحو الحقيقةِ واستقاما
ولم يعبأْ بنائبةٍ وهَولٍ
وجاهدَ مستبدّاً او طُغاما
سليماني أبا مهدي هنيئاً
لنصرِكُما شُهوداً او قياما
فَفخرُكما غَزا الدُنيا نضالاً
اتاحَ لكلِّ داهيةٍ سِهاما
أبَتْ سنواتُ فقدِكما خُضُوعا
فهذا الحشدُ يقتلعُ اللئاما
وهذي الارضُ تختزنُ انطلاقاً
وتلكَ كتائبٌ لن تُستضاما
اُسودُ عرينِنا زحفٌ مهولٌ
إلى صهيونَ شرّاً لن يناما
وأبطالُ المقاومةِ انتظارٌ
لصرخةِ ثورةِ المهدي إماما
ابا مهدي سليماني سلامٌ
على مثواكما صرحاً تسامى
