العميد محمد حسین زاده حجازي هو جريح مخضرم من مواليد 1956 في مدينة اصفهان، نشأ في أسرة متدينة وانضم إلى صفوف الحرس الثوري إبان انتصار الثورة الاسلامية وتأسيس الحرس الثوري الإسلامي، وأصبح عضوا في هذه المنظمة الثورية. في السنوات الأولى لانتصار الثورة الإسلامية، ذهب العميد حجازي كعضو في الحرس الثوري إلى منطقة أذربايجان الغربية ومحافظة كردستان لمواجهة التمرد المضاد للثورة هناك، شارك الشهيد حجازي في عمليات التصدي للمجموعات المناوئة والانفصالية في غرب البلاد وبعد بدء حرب السنوات الثماني المفروضة على ایران، نشط في ايجاد القوات الشعبية وتعزيز قوات التعبئة .
العميد حجازي في فترة ما بعد الدفاع المقدس
بقي العميد حجازي في الحرس الثوري الإسلامي بعد انتهاء أيام الدفاع المقدس (الحرب المفروضة)، وتولی مسؤوليات مهمة مثل، نائب منسق قوة التعبئة للمقاومة، وقيادة قوة مقاومة التعبئة (1997-2007)، ورئيس الأركان المشتركة للحرس الثوري الإسلامي (2007-2008)، نائب منسق القائد العام للحرس الثوري الإسلامي (2008-2009) نائب قائد «معسكر ثار الله» (2008)، والجدير بالذكر أن مسؤولية معسكر «ثار الله» هي توفير الأمن في طهران. كما تولى منصب نائب رئيس الأركان للجهوزية والدعم والبحث الصناعي لهيئة الأركان العامة للقوات المسلحة (2009-2014)، ومسؤول عن مقر الحرس الثوري في المنطقة الثانية للبلاد، ونائب قاعدة سلمان الميدانية في الجبهتين الوسطى والغربية، ومن كبار قادة الدفاع المقدس والمسؤول عن التجنيد والتنظيم وإرسال القوات إلى الجبهات، ونائب قائد الحرس الثوري في المنطقة الرابعة للبلاد وأخيرا نائب قائد فيلق القدس للحرس الثوري .
حضوره في جبهات المقاومة
كان العميد حجازي مسؤولا عن الحرس الثوري في لبنان في السنوات الأخيرة، وقدم خبراته الكبيرة في خدمة المدافعين عن العتبات المقدسة ومساعدة جبهة محور المقاومة في مواجهة مجموعات داعش الوهابية والارهاب التكفيري (من 2014 حتى هزيمة داعش) واستلم منصب نائب قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإسلامي (منذ ديسمبر 2019 – ابريل 2021)، وقد كان مسؤولا في السنوات الأخيرة عن الميدان في أحد محاور جبهة المقاومة .
العميد حجازي على قائمة عقوبات الاتحاد الأوروبي
منع الاتحاد الأوروبي 29 مسؤولا إيرانيا، بمن فيهم محمد حسین زاده حجازي، من دخول الاتحاد الأوروبي بموجب قرار مؤرخ 10 أكتوبر 2011 وذلك بحسب زعمهم دورهم في انتهاك حقوق الانسان ومصادرة جميع أصول هؤلاء المسؤولين في أوروبا .
إنتاج أفلام هوليودية ضد القادة الإيرانيين
جدير بالذكر أنه خلال تواجد العميد حجازي في فيلق القدس تم تقديم شخصية «مجید جوادي»، في المسلسل المعادي لإيران (homless) و«الملقب» بـ«العميد حجازي» كواحد من كبار قادة الحرس الثوري؛ حيث نسب اليه العديد من الأعمال الإرهابية خارج ایران. فقد أمعنت هوليود منذ عدة عقود في انتاج افلام عدائية وذات طابع خاص ضد الجمهورية الإسلامية الإيرانية وتشويه صورة بعض المسؤولين والقادة الإيرانيين مثل العميد حجازي، والذين لديهم مسؤوليات مهمة في البلاد .
مصدر الصواريخ الدقيقة لحزب الله
من المعروف أن العميد حجازي كان من الشخصيات المؤثرة، وفقا لبعض المصادر، فهو مؤسس وحدة الصواريخ التابعة لحزب الله اللبناني .
وفي مقابلة مع الميادين في 3 يناير 2021، تحدث عن القوة الصاروخية لحزب الله في لبنان: “يجب الرجوع إلى رأي الخبراء الصهاينة لفهم مدى عمق قلقهم وخوفهم “.
وفي المقابلة المذكورة صرح العميد حجازي «قالوا إنهم لم يسمحوا بإيصال هذه الصواريخ إلى حزب الله. حسنا، أنتم تعلمون أن السيد حسن نصر الله، وهو شخص صادق، وقال إن هذه الصواريخ وصلت إلى يد حزب الله. وعددهما أكثر مما يتخيله العدو، اليوم المقاومة لديها قدرات جيدة، وإذا تصرف العدو بحماقة فسوف يندم عليها بالتأكيد».
جمع وثائق الرحلة الدبلوماسیة للفریق قاسم سلیماني
أعلن نائب قائد فیلق القدس التابع للحرس الثوری العمید محمد حجازي عن تقدیم وثائق الرحلة الدبلوماسیة للفریق قاسم سلیماني وطاقم الرحلة السوریة إلی العراق وطاقم الطائرة ولقاءات سلیماني قبل الرحلة إلی العراق وخططه في بغداد إلی جهاز القضاء.
وفي معرض تأكیده علی ضرورة المتابعة القضائیة لملف اغتیال الشهید قاسم سلیماني وأبو مهدي المهندس ورفاقهم من قبل الإدارة والجیش الأمریكي الإرهابي، قال العمید حجازي: من المتوقع أن یتخذ القضاء إجراءات قانونیة دولیة لمتابعة هذا العمل الإجرامي للإدارة الأمریكیة ورفع دعاوی قضائیة ضد الجناة والمتورطین في هذا العمل الإرهابي ویجب عدم الإكتفاء بالإجراءات السیاسیة والدبلوماسیة.
وصرح نائب قائد فیلق القدس أن هناك حاجة إلی وثائق وأدلة كاملة لرفع دعوی قضائیة ومتابعة القضیة قانونیا قائلا: علی الرغم من أن بعض الحقائق تبدو واضحة للغایة لكننا بحاجة إلی وثائق دقیقة لمتابعة القضیة قانونیا. ولذلك تم جمع وثائق الرحلة الدبلوماسیة للفریق قاسم سلیماني وركاب الرحلة السوریة إلی العراق وطاقم الطائرة واجتماعات سلیماني قبل الرحلة إلی العراق وخططه في بغداد وتم تسلیم الوثائق إلی السلطة القضائیة.
العميد حجازی كان زميلا للشهيد الحاج قاسم سليماني منذ سنوات عديدة، وفي الساعات الأخيرة من حياة هذا المجاهد العظيم، وقبل مغادرته لبنان إلى العراق واستشهاده كان دوما إلى جانبه.
الآثار الكيميائية سبب استشهاد العميد حجازي
رحل السيد محمد حجازي في 17 أبريل 2021 عن عمر يناهز الـ 65 عاما ويعود ذلك إلى إصابته بالسلاح الكيمياوي خلال أيام الدفاع المقدس (1980- 1988)، جدير بالذكر إن الكيان الصهيوني كان يسعى دوما إلى اغتياله لأعوام طويلة .
وقد أعلن المتحدث باسم حرس الثورة الإسلامية العميد رمضان شریف، في مقابلة إعلامية «إن السبب الرئيس الاستشهاد العميد حجازي هو الآثار الكيميائية للحرب»، بعد أن أكدت اللجنة الطبية في مستشفى بقية الله ذلك.
وقد نعى قائد الثورة الاسلامية الامام الخامنئي الشهيد العميد محمد حسين حجازي في بيان التعزية واصفا إياه بالفكر الديناميكي، وصاحب القلب المليء بالإيمان الحقيقي، والمليء بالدافعية والتصميم، والقوة الكاملة في خدمة الإسلام والثورة مضيفا بأن الراحل خدم في مسؤوليات كبيرة ومؤثرة في حرس الثورة الإسلامية وكان فخورا وناجحا فيها جميعا معتبرا غيابه مصدر أسف وأسی ..
کما توجه الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، بالتعازي إلى الجمهورية الإسلامية الإيرانية برحيل نائب قائد قوة القدس العميد محمد حجازي.
وضمن محاضرات شهر رمضان المبارك، قال السيد نصرالله، إن العميد حجازي أمضى سنوات في لبنان كان فيها إلى جانب المقاومة داعماً وسنداً لها.
وأضاف السيد نصرالله، إن العميد حجازي كان ذو أخلاق رفعية وحميدة وان المقاومة هي بحاجة لمثل هكذا قادة قادرين أن يحققوا انجازات كبيرة في هذه المعركة الفاصلة.
أ.ش
