المصالحة التركية – السورية.. بوتين مع مَن؟

للرد على هذا السؤال علينا أن نرى الصورة بحقيقتها من مكاسب روسيا في العلاقة مع كل من سوريا وتركيا بانعكاسات ذلك على حسابات موسكو الإقليمية والدولية.

2023-01-07

فروسيا التي أصبحت طرفاً رئيسياً في الحرب السورية اعتباراً من نهاية أيلول/سبتمبر 2015 حققت بذلك تفوقاً نفسياً بالمعايير العسكرية على واشنطن وعواصم الحلف الأطلسي بعد أن حشدت ما يكفي من قواتها البحرية والجوية في قاعدتي حميميم وطرطوس اللتين تطلان على البحر الأبيض المتوسط. هذا الأمر مهم جداً بالنسبة للغرب والكيان الصهيوني، لأسباب عديدة منها الغاز الطبيعي الذي تم اكتشافه شرق البحر المذكور وفي جوار قبرص وإسرائيل ومصر ولبنان وسوريا.

كما كان الوجود العسكري الروسي في سوريا عنصراً مهماً ومؤثراً في تطورات العلاقة الاستراتيجية بين موسكو وطهران بانعكاسات ذلك على لبنان والعلاقة مع حزب الله وحماس والفصائل الفلسطينية المحسوبة على جبهة المقاومة.

ويمكن تلخيص العلاقات بعناوينها الرئيسية كما يلي:

1- تستورد تركيا حوالى 50% من استهلاكها من الغاز الطبيعي من روسيا.

2- يزيد حجم التبادل التجاري بين البلدين عن 25 مليار دولار حيث تصدّر تركيا حوالى عشرين نوعاً من منتجاتها الزراعية إلى روسيا وتستورد منها الأسمدة والقمح والذرة والحديد وبعض المعادن الأخرى.

3- يعمل في روسيا حوالى 150 ألف تركي في مختلف القطاعات فقد نفذت وتنفذ الشركات التركية ما قيمته عشرات المليارات من الدولارات في مشاريع البناء في عموم روسيا.

4- تستمر الشركات الروسية في بناء المفاعل النووي قرب مدينة مرسين على الأبيض المتوسط بقيمة 30 مليار دولار، وهناك اتفاق مبدئي لبناء مفاعل نووي آخر قرب مدينة سمسون على البحر الأسود.

5- يزور تركيا سنويا حوالى 6 ملايين سائح روسي، وقد اشترى 61 ألفاً منهم المساكن في تركيا خلال هذا العام فقط وحملوا معهم مليارات الدولارات عندما دخلوا تركيا من دون أي مساءلة أو مضايقات جمركية أو مالية.

6- تحدثت المعلومات الأسبوع الماضي عن قرار استثنائي من الرئيس بوتين لتأجيل ديون تركيا المستحقة من الغاز الطبيعي إلى ما بعد الانتخابات الرئاسية وهي بقيمة 20 مليار دولار واعتبرت أوساط المعارضة ذلك دعماً روسياً لإردوغان عشية الانتخابات الرئاسية.

7- لا تلتزم تركيا بالعقوبات الأميركية والأوربية على روسيا على الرغم من استنكارها “للعدوان الروسي على أوكرانيا” ورفضها قبل ذلك ضم شبه جزيرة القرم. وسبق للرئيس إردوغان أن وقّع قبل ذلك على العديد من اتفاقيات التعاون العسكري مع كييف، وباعت أنقرة لها الطائرات المسيرة التي ألحقت أضراراً بالغة بالقوات الروسية في بدايات الحرب، كما دعمت أنقرة حكومة الوفاق والفصائل الإسلامية في ليبيا التي كانت تقاتل قوات خليفة حفتر المدعومة من مجموعة واغنر الروسية.

المصدر: الميادين/ حسني محلي