مسؤول في مهرجان "عمار" يتحدث للوفاق عن عرض الأفلام بالعراق

العراقيون يطلبون توسيع العلاقات السينمائية بين البلدين

لقيت نشاطات جناح ايران إستحساناً  كبيراً وكانوا يبحثون عن المكان الذي يمكنهم فيه الحصول على مثل هذه الأفلام.

2023-01-10

الوفاق/ خاص / موناسادات خواسته

أقيمت أخيراً عروض شعبية لأفلام مهرجان عمار في العراق حيث واجه إقبالاً  كبيراً، وكان ذلك بمناسبة الذكرى السنوية الثالثة لإستشهاد قادة النصر، الشهيدين الحاج قاسم سليماني والحاج أبومهدي المهندس.

ومن بين فعاليات مهرجان عمار في البصرة الذي استمر أسبوعا، كان عرض أفلام مختلفة وتم خلال هذا الأسبوع عرض أكثر من عشرين فيلماً، كما أقيمت ورشة عمل حول بنية السينما الإيرانية ومهرجان عمار والنقد السينمائي وغيرها.

كما أنه في هذا المعرض الذي أقيم بمناسبة ذكرى استشهاد شهداء المقاومة، عرض عدد من المنظمات والمؤسسات الثقافية والمطبوعات العراقية منتجاتهم وخدماتهم الثقافية من خلال المعرض.

فبهذه المناسبة إغتنمنا الفرصة وأجرينا حواراً مع مسؤول عرض هذه الأفلام في العراق السيد “حامد أشرفي نسب” حيث تطرق إلى الأفلام التي تم عرضها، وكذلك الحضور في المعرض الذي أقيم في العراق، وفيما يلي نص الحوار:

ما هي الأفلام التي تم عرضها في العراق، وفي أي مكان كانت؟

مكثنا في البصرة لمدة أسبوع وهناك قمنا بعرض الأفلام في يومين بجامعة البصرة، وكان ذلك بحضور طلاب كلية الفنون الجميلة في جامعة البصرة وهناك تم عرض فيلم “ميني باص” الذي موضوعه يدور حول منع الحج في زمن صدام المقبور.

وكذلك تم عرض فيلم “علمك”، وفيلم “ولد” عن القضية الفلسطينية، وقد تم عرض هذه الأفلام، كما كان لدينا عرض في كلية الفنون الجميلة بالبصرة، وكان لدينا عرض آخر في مركز أبو مهدي المهندس الثقافي لمدة يومين لأسر مناضلي وشهداء الحشد الشعبي.

و قمنا بعرض فيلم “ملك سليمان”، وفي يوم آخر كان من المفترض أن يتم عرض فيلم “محمد رسول الله (ص)”، وبسبب عدم التنسيق مع المنتج، لم نتمكن من عرضه، وقمنا بدل ذلك بعرض فيلم “الحارس الشخصي” (باديكارد)، وكان الإقبال على فيلم “ملك سليمان” أكثر.

وكما ذكرت كانت العروض في كلية الفنون الجميلة بجامعة البصرة ومركز أبو مهدي المهندس الثقافي وهو الصالة الإحتفالية السابقة لصدام حسين المقبور، كما أجرينا عرضاً للنساء في حوزة الإمام جعفر الصادق (ع) العلمية.

وهناك، بالإضافة إلى الأفلام التي ذكرتها، قمنا بعرض فيلم آخر تحت عنوان “الحذف الكامل”، والذي كان يدور حول صراع النساء مع داعش، وكانت بطلة الفيلم امرأة تقاتل ضد داعش.

ما مدى إقبال الجمهور للأفلام الإيرانية التي تم عرضها؟

كان هناك طلاب وأساتذة من جامعة الفنون الجميلة، وقد لقيت العروض إستحساناً  كبيراً، وكانت قاعة المدرج ممتلئة طوال اليومين، وكان اليوم الثاني أكثر ترحيباً.

كان الأساتذة والطلاب يستحسنون عمل السينما الإيرانية، وأعجبتهم السيناريوهات، وكان لدينا لقاء مع رئيس جامعة البصرة على هامش العروض.

والواضح أنهم يتابعون الإعلام الإيراني والسينما الإيرانية ويعرفون المخرجين الإيرانيين، وكانوا يريدون حقاً إقامة وتواصل هذا الإرتباط في مجال التدريب والإستشارات، سواء في مجال الإخراج أو كتابة السيناريو أو المؤثرات الخاصة، وقد أرادوا حقاً نقل الخبرة وقد عبروا عن ذلك عدة مرات في حديثهم حول الإستشارات.

كيف كان الحضور في معرض بغداد؟

كان هناك استقبال جيد جداً للأفلام الإيرانية، وعند انتهاء العروض في البصرة، كان هناك معرض في بغداد أقيم لمدة أسبوع بمناسبة استشهاد الحاج أبو مهدي المهندس والحاج قاسم سليماني، فكان لدينا جناح في المعرض، وكانت زيارة الجمهور لغرفتنا جيدة جداً وحوالي 600 إلى 1000 شخص كانوا يزورون جناح إيران في المعرض، وقد تم عرض أفلام مختلفة في جناحنا، وبالإضافة إلى الأفلام التي ذكرتها، كذلك تم عرض سلسلة من الرسوم المتحركة للأطفال مثل أنيميشن “لوبتو” وسلسلة من الفيديوهات الموسيقية في منطقة العالم الإسلامي بموضوع الأهداف الفلسطينية، كما قمنا أيضاً بعرض فيلم قصير بعنوان “خاتم سليماني” والذي كان في موضوع جبهة المقاومة العالمية حيث لقي إستحساناً كبيراً.

والشيء الجيد الآخر الذي حدث هناك هو أن أحد المخرجين العراقيين قدّم بعض منتجاته لعرضها في جناح ايران والتي كانت بموضوع جبهة المقاومة والحشد الشعبي والشهيد الحاج أبو مهدي المهندس.

وقد لقيت نشاطات جناح ايران إستحساناً  كبيراً وكانوا يبحثون عن المكان الذي يمكنهم فيه الحصول على مثل هذه الأفلام، والتي كنا نحيلهم إلى صفحات وسائل التواصل الاجتماعي.

وكان من بين آثار ذلك تعبير عن اهتمام طلاب كلية الفنون الجميلة بالبصرة للتواصل مع كتّاب السيناريو والمحررين والأفلام الوثائقية الإيرانية وطلب رئيس جامعة البصرة بعقد دورات تدريبية في مجالات التحرير وكتابة السيناريو والمؤثرات الخاصة من ميزات هذا الإقبال.

وكان استقبال طلاب وموظفي المدارس والطلبة والأهالي والزوّار من أهل السنة لجناح “عمار” السينمائي خلال أيام المعرض لافتاً.

 كيف جاءت فكرة عرض أفلام عمار في العراق؟

جاءت فكرة العرض على خلفية أيام الزيارة الأربعينية، فريق من الزملاء الإيرانيين بالتعاون مع معهد “أنوار” الذي يعمل في العراق، كانوا جاهزين لعرض الأفلام، ولكن في ذلك الوقت كانت هناك سلسلة من المشاكل بسبب الظروف في أيام الزيارة الأربعينية، مثل النقل وعبور المعدات من الحدود، وما إلى ذلك، ولأن العمل كان لا يسير كما يريدون، لم يستطيعوا العرض، ولكن الحمدلله هذا العمل إستمر وقرروا عرض أفلام عمار في ظروف افضل.

قبل اسبوعين الى ثلاثة اسابيع سنحت فرصة وذهبنا وعرضنا الأفلام وظهرت الفكرة الأولية خلال الأربعين وكان هناك المزيد من المتعاونين في العرض والمزيد من المساعدة من الأشقاء العراقيين في الأداء والعمل اللوجستي والنقل.

هل هناك مشروع أو برامج لإنتاج أفلام مشتركة بين ايران والعراق؟

في الوقت الحالي، لا أعرف ما إذا كانت لدينا مثل هذه الخطة أم لا، ولكن أظن ليست لدينا مثل هذه الخطة في الوقت الحالي.

 ما هو رأيكم بالنسبة للغة الفن، وكيف يمكن نشر ثقافة المقاومة عن طريق الفن؟

ما هو واضح أن اللغة المشتركة بين الأمم هي لغة الفن، وفي رأسها السينما، وبحسب المقولة المشهورة، فإن أي فكر خارج إطار الفن قابل للتدمير، وبالتأكيد للفن الدور الرئيسي والأولوي.

النشاط والتواصل بين فناني ايران والعراق

وأخيراً قال “أشرفي نسب”:  ما شاهدته بنفسي في هذين الأسبوعين عندما كنت في العراق هو أن مجيء وذهاب فنانينا وحتى مفكرينا إلى الجامعات والمراكز الثقافية في العراق وبالعكس يجب أن يكون أكثر من قبل، والمنظمات التي تقع على عاتقها هذه المهمة مثل رابطة الثقافة والعلاقات الإسلامية، والمنظمات الناشطة وسفارات إيران، يجب أن تكون أكثر نشاطا في هذا المجال.

مع الأخذ بعين الاعتبار أن نسبة الشباب في العراق مرتفعة للغاية، وعندما ذهبنا إلى جامعة البصرة  كانت مزدحمة للغاية.

العراق من أكثر البلدان التي لها شباب في العالم، والآن ليس لدي إحصائيات دقيقة، لكن البلد شاب جداً ولديه كثير من الشباب، فمجيء وذهاب الفنانين في مختلف المجالات وحتى في مجال الكتب وما شابه ذلك، يجب أن يكون أكثر شمولاً.

مشهد من فيلم “خاتم سليماني”
مشهد من “فيلم الحارس الشخصي”
مشهد من “فيلم ميني باص”

المصدر: الوفاق/ خاص