تجنيد أوروبا ونفق الانهيار اللانهائي

الإعلام الأوروبي يقع تحت سيطرة الصهيونية العالمية، تماماً كما تدير الصهيونية المؤسسات الإعلامية الضخمة في أمريكا

2023-01-10

عبير بسّام

خلال مكالمة هاتفية في أول أيام العام الجديد بين وزير الخارجية الأميركي انتوني بلينكن ووزير خارجية الكيان الصهيوني إيلي كوهين، كان هناك تأكيد كما العادة على دعم أمريكا اللا محدود للكيان. وكان هناك كلام هام يتعلق بتهديد إيران والاتفاق النووي، حيث نقل بلينكن عن الرئيس جو بايدن أن الاتفاق ولد ميتاً، إضافة إلى التأكيد على تفعيل قمة النقب وجعلها دورية والشأن الفلسطيني، وفي هذا حديث طويل. وأخيراً وليس آخراً، كان تصريح بلينكن أن “الإدارة الأمريكية تنوي تجنيد دول أوروبا لتشديد العقوبات على إيران”، وقد بارك كوهين من جهته الموقف الأمريكي وكرر موقف “إسرائيل” بوجوب “زيادة الضغط على إيران وعدم العودة إلى الاتفاق النووي”.

الكلام حول الضغط على أوروبا كلام وقح ولكنه ملفت، ويستنتج منه أن الولايات المتحدة باتت تتحدث بصراحة عن دورها الحالي في أوروبا وعن التحكم بالسياسات الأوروبية بحيث إنها باتت توجهها عن بعد لمصلحة “اسرائيل”. وأن ما يحدث في أوروبا اليوم من انهيار اقتصادي بسبب الحرب الأوكرانية هو صناعة أمريكية 100%، وأوروبا جُرّت إليها كما تُجَر الشاة إلى المسلخ.

والأوروبيون يعلمون أن الموقف الذي وُضِعوا فيه هو صناعة أمريكية، ويؤكد ذلك المخاوف الجدية التي أعلن عنها ممثل السياسة الخارجية جوزيب بوريل في نهاية العام الماضي، معترضاً على التشريع الجديد الذي وضعته الولايات المتحدة في تقديم المساعدات للشركات التي تنتج سلعاً عبر استخدام تقنيات صديقة للبيئة، ولكن داخل الأراضي الأميركية.

لا أحد يعلم ماذا يدور فعلياً في الكواليس، لأن الإعلام الأوروبي يقع تحت سيطرة الصهيونية العالمية، تماماً كما تدير الصهيونية المؤسسات الإعلامية الضخمة في أمريكا.

ليس من الممكن في الوقت الحالي لأوروبا التفلّت من إجراءات الحصار التي يمكن للولايات المتحدة أن تفرضها عليها عبر برنامج تحويل الأموال (سويفت)، الخاضع لسلطة الولايات المتحدة، والذي استطاعت عبره في العام 2001، فرض رفع السرية المصرفية في البنوك السويسرية. إن كلًّا من روسيا والصين تعملان منذ العام 2016، على وضع برامج لتحويل الأموال خارج سيطرة برنامج السويفت، إلا أن أوروبا مع الكفاءات العلمية التي تتمتع بها ما زالت تحت سيطرة البرنامج الذي يمكنه أن يفرض العقوبات على شركاتها ومصانعها وحكوماتها في حال خروجها عن القرار الأميركي، وقد هدد بفعل ذلك ترامب ونفذه.

الوضع الحالي لأوروبا لا يختلف عن وضع جمهوريات “الموز” التي يحكى عنها، وليس من أمل أمامها سوى العودة إلى نقل الأموال بواسطة البريد، وإنقاذ ما تبقى من ماء وجهها الذي خسرته يكون بعودتها للوقوف إلى جانب روسيا ووقف مهزلة الحرب في أوكرانيا، وإلا فشعوبها ستنقلب عليها حتما عندما يقرص البرد والجوع أمعاء أبنائها، وهنا اللعبة الأميركية ستتجلى بمزيد من الديون يقرضها البنك الدولي لباقي الدول المتماسكة فيها، مثل ألمانيا وفرنسا، وسيوقعها في فخ التجنيد إلى الأبد.

المصدر: موقع العهد الإخباري