بمدينة ميامي في محافظة سمنان

مجمع خانات مياندشت.. ذو أهمية تاريخية كبيرة

 اذا كانت لديك رغبة بالسفر الى مدينة مشهد المقدسة، فهناك منتصف الطريق تقريبا بين طهران ومشهد يوجد مجمع خانات على طريق الحرير بمدينة ميامي في محافظة سمنان وهو مجمع ضخم ذو ماض وأهمية تأريخية كبيرة والذي اضحى مركزاً للاقامة والسياحة.

2023-01-10

وهذا المجمع يشمل 3 خانات احدها يعود لفترة الحكم الصفوي والاثنان الآخران يعودان لفترة الحكم القاجاري، وكان المجمع مناسباً لأصحاب القوافل لاحتوائه على 3 خانات ماء.

وتجدر الاشارة الى ان كل واحد من هذه الخانات كانت له ميزاته الهندسية بخصوصيات الفترة التي بني فيها. كما يحتوي المجمع ايضاً على ابنية تأريخية اخرى هي دائرة البريد والتلغراف.

وهذا المجمع الذي سمي باسم (خان مياندشت) تم ادراجه في العام 1957م في قائمة الآثار الوطنية الايرانية، ويحضى بقدر ممتاز من الامكانيات والموقع الجغرافي، و يعتبر من اقطاب الاماكن السياحية في شرق ايران.

يشار الى ان احد هذه الخانات بني في فترة حكم الشاه عباس الاول بمساحة 2500 مترمربع، ويحتوي على اربعة ايوانات، اما الخانان الآخران فتبلغ مساحة احدهما 10 آلاف مترمربع والآخر 8 آلاف مترمربع. وتقع هذه الخانات الثلاثة واحدة بجانب الاخرى، وتوجد فوق بوابة الخان الاوسط لوحة مكتوب عليها ابيات شعر والسنة 1811م، وفوق بوابة الخان الغربي لوحة مكتوب عليها تاريخ اعمال الصيانة في السنة 1912م.

اما الخان الغربي فقد  بني في عهد شاه عباس والخانان الآخران بناهما والي خراسان حسين خان نظام الدولة، الملقب باسم (شهام الملك).

ويذكر ان الخان الغربي تم ترميمه على يد علي نقي كاشاني في الفترة القاجارية.

وقد قال محمد حسن خان اعتماد السلطنة مؤلف كتاب (مطلع الشمس) وهو يصف هذه الخانات الثلاثة بان بامكان 20 آلف شخص الاقامة داخل الخانات وخارجها. علماً ان الكثير من السائحين الاجانب والمستشرقين اقاموا فيها واشاروا اليها في مذاكراتهم.

وذكر الرحالة هنري ريند الالماني بأن هذه الخانات هي اكبر الخانات في طريق مشهد – طهران، وتحتوي كما في اي مدينة على محلات تجارية ومخابز وغيرها وفي حمامها عدد من الدلاكين والحلاقين وفي المذكرات باسم (خراسان وكرمان)، التي تم تأليفها العام 1942م جاء بأن دائرة للتلغراف كانت ناشطة هناك.

تجدر الاشارة الى ان الخان الغربي بني على طريق الحرير، ولأجل حمايته من هجمات قطاعي الطرق، جرى بناء قلعتين ودائرة بريد. وفي الفترة القاجارية لم يعد لطريق الحرير اهميته الماضية، لكن مع كثرة اعداد الزائرين والمسافرين من والى مشهد ما يفوق طاقة هذا الخان على استيعابهم، جرى بناء خان آخر في الشرق، وبعد فترة قصيرة تحولت المساحة بين هذين الخانين الى خان ثالث. وفي الفترة المعاصرة تقلص استخدام هذه الخانات واصيبت بأضرار بمرور الزمن.

جدير ذكره ان الخان الغربي تبلغ مساحته نحو 2100 مترمربع، ويعتبر خاناً صغيراً، في حين ان الخان الشرقي تزيد مساحته عن 8800 مترمربع.

 

المصدر: الوفاق / خاص