خبير سوري في الشؤون الإستراتيجية للوفاق:

ما تُنجزه المقاومة في المنطقة يترك تداعياته على موازين القوى

خاص الوفاق: إستعرّت المعارك في جبهة جنوب لبنان بين المقاومة الاسلامية في لبنان "حزب الله" والعدو الصهيوني المساندة لغزة التي تتعرض لمجزرة إرهابية يرتكبها الصهيوني.

2024-07-29

وجاءت نتيجة تصعيد الإحتلال ضد المقاومة في المنطقة من تنفيذ لعمليات اغتيال إجرامية بحق قادة في المقاومة، إلا أن رقعة النزاع تتوسع من جنوب لبنان، حيث استهدف العدو بلدات عدة بشكل كامل أو جزئي استمراراً لمجازره التي يرتكبها بحق الفلسطينيين، إمتدت إلى البقاع (شرقي البلاد)، حيث يركّز الصهيوني القصف على بُنى تحتية مدنية في لبنان، لذلك بدأت عمليات المقاومة في لبنان باتجاه شمال الأراضي المحتلة تأخذ منحىً تصاعدياً، مع استخدامها أسلحة متطورة، بعضها يستخدم للمرة الأولى، كالمسيّرات الانقضاضية وصواريخ «ألماس» بأجيالها الأربعة، إضافة إلى صاروخي «فلق» و«بركان»، علاوة على المسيّرة المتطورة “هُدهُد” التي نفّذت مهام حطّمت رواية المنظومة الدفاعية الصهيونية التي لا تقهر.

 

في ضوء هذه التطورات وفي ظلّ ارتفاع سخونة المشهد في المنطقة، أجرت صحيفة “الوفاق” حواراً مع الخبير السوري في الشؤون الإستراتيجية والسياسية الدكتور حسن أحمد حسن، تحدّث خلاله عن التصعيد الحاصل من قبل العدو الصهيوني ضد المقاومة في جنوب لبنان، والروايات المخاتلة التي يُطلقها الإحتلال بشأن استهداف البنية التحتية لحزب الله.

 

 

فيما يلي نصّ الحوار:

 

مرّت تسعة أشهر وما يزال الجيش الصهيوني يزعم إنه يهاجم البنية التحتية لحزب الله،ولكنه نرى يوماً بعد يوم يبرز للعالم فشل العدو والأزمة الذي يعيش فيها في شمال فلسطين المحتلة؟

 

من الخطأ أن يظن أي متابع أن الكيان الصهيوني قد ينشر خبراً ــ أي خبر كان ـــ بدون أن يكون للكذب مساحة كبيرة في طيات هذا الخبر أو ذاك، ويمكن هنا الإشارة باختصار إلى بعض الأفكار العامة والعناوين الرئيسة التي تساعد على اتضاح الصورة، ومنها:

 

  • الكذب والدجل والتضليل وتزوير الحقائق جزء أساسي من الخطاب الصهيوني، لا بل الركن الأهم والروافع الحاضرة في البربوغاندا الصهيونية منذ ما قبل إنشاء الكيان الصهيوني إلى اليوم وستستمر حتى يأتي وعد الآخرة، وهذا لا يقتصر على الخطاب الذي يتم تصديره للخارج بل الكذب جزء من الخطاب الموجه للداخل الاستيطاني الصهيوني نفسه.
  • سبق وأن عرض إعلام المقاومة في مرات عديدة المنازل والأماكن التي يستهدفها جيش الاحتلال بالقصف والبنى التحتية المدنية التي يطالها، ويتضح للجميع أنها ليست بنية تحتية خاصة بحزب الله، بل هي منشآت مدنية “معمل زجاج ــ معمل بطاريات… إلخ” وما شابه ذلك.
  • حزب الله يفتخر بشهدائه، وتتم نعوتهم رسمياً، وقسم كبير من الشهداء والجرحى مدنيون ومن بينهم نساء وأطفال، وكل ذلك موثق بالصوت والصورة، ورآه العالم بأم العين، وبالتالي هذه الرواية الصهيونية كغيرها من الروايات والسرديات التي تفتقد الدقة والمصداقية، وتبقى ضمن الحرب النفسية وتضليل الرأي العام الذي لم يعد يتأثر بهكذا بربوغندا بائسة، حتى الداخل الصهيوني يؤكد بأنه لا يصدق إعلامه، وأنه يثق بما ينشره إعلام حزب الله، ولا ثقة له بمقص الرقابة العسكرية الذي يعيد هندسة أي خبر بما ينسجم وتوجيهات مركز القرار العسكري والسياسي الصهيوني، وتسويق السردية التي تبيح لجيش الاحتلال الاستمرار بارتكاب المزيد من الجرائم.

 

مع العلم أن جيش الإحتلال الصهيوني خسر مصداقيته في المجتمع الصهيوني بشكل عام، وفي المستعمرات الشمالية مع الحدود اللبنانية على الأخص إثر صواريخ المقاومة التي طالت جميع المستوطنات المحاذية للخط الأزرق، برأيكم هل يدخل الكيان الصهيوني حرباً شاملة مع المقاومة الإسلامية في لبنان؟

 

الحديث عن صواريخ المقاومة التي طالت جميع المستوطنات المحاذية للخط الأزرق طويل ومتشعب، وباختصار شديد يمكن الإشارة إلى عدد من النقاط المتعلقة بهذا الموضوع، ومنها:

 

  • استهداف حزب الله للمستوطنات الصهيونية في شمال فلسطين المحتلة وعلى امتداد الحدود رد ُّفعلٍ مشروع على عدوان موصوف وغير مشروع، فالدمار الذي أصاب القرى والبلدات الجنوبية شاهد على ذلك؛ لكن الفرق الأساسي الذي يفرز العدوان الصهيوني عن رد الفعل المقاوم المشروع يتعلق بالسكان على الطرفين، فابن الجنوب اللبناني ابن أرضه وصاحبها ومتجذر فيها، ولا يغادرها طالما إمكانية الحياة قائمة، ولذا نرى استمرار اللبنانيين باستثمار أراضيهم مزارعهم في الجنوب، والعودة لمزاولة الحياة اليومية بعد كل عدوان، في حين يسمع العالم أصوات المستوطنين الذين تركوا مستوطناتهم خوفا من ردود حزب الله، وإصرار غالبية أولئك على عدم العودة حتى لو توقفت الأعمال القتالية، لأنهم يخشون عملية مشابهة لطوفان الأقصى تنطلق من الشمال، ولا يتردد أولئك في تحميل الجيش الصهيوني المسؤولية عما آلت إليه أوضاعهم بعد مرور أكثر من تسعة أشهر ونصف، وهم لا يستطيعون ولا يريدون العودة إلى أماكن سكنهم المقامة على الأراضي الفلسطينية المحتلة.
  • من المهم متابعة الإعلام الصهيوني وما يتم نشره من دراسات وتحليلات، وبخاصة تلك التي تصدرها كبريات مراكز الدراسات الإستراتيجية، وفيها قاسم مشترك يظهر في غالبية تلك الدراسات والتحليلات التي تؤكد أن الاقتحام البري لجنوب لبنان فوق طاقة جيش الاحتلال الصهيوني، وإذا حدث اقتحام ما في قادمات الأيام فسيكون من الشمال باتجاه الجنوب، وليس العكس، أي أن مقاومة حزب الله هي التي ستنفذ الاقتحام والتوغل البري إذا اقتضى الأمر، وإمكانية دخول المقاومين من حزب الله إلى الجليل والسيطرة عليه من السيناريوهات الأساسية الموضوعة على طاولة التحليل لدى مفاصل صنع القرار الصهيوني، ويمكن القول بثقة كبيرة: إن المقاومة في حزب الله ليست فقط قادرة على تنفيذ ذلك، بل وتتشوق لتلقي الأمر ببدء الاقتحام، وعندها يدرك العالم الحقيقة كما يدركها الداخل الاستيطاني الصهيوني عسكريين ومستوطنين، وصناع رأي ممن رفعوا الصوت مراراً محذرين من مغبة تكرار طوفان الأقصى من الشمال.
  • يخطئ من يظن أن حكومة نتنياهو يمكن أن تتردد لحظة واحدة عن اقتحام الجنوب وفرض رؤيتها العدوانية لو كان بإمكانها فعل ذلك، ويخطئ أكثر من يتوهم أن الإدارة الأمريكية تضغط على تل أبيب كيلا توسع دائرة الحرب لأي سبب إلا ذلك المتعلق بالعجز عن تحمل التداعيات من جهة، واليقين بفشل ذريع سيعصف بالكيان المؤقت صاحب الدور الوظيفي من جهة أخرى، ولو كان لدى نتنياهو وأركان الكابينت المصغر للحرب لديه أية مؤشرات على إمكانية الاقتحام البري لفعلوا مهما كانت أنواع الضغوط التي قد تمارس عليهم، بل يمكن القول: إن الحديث عن عدم رضا أمريكي وممارسة ضغوط لمنع إقدام الجيش الصهيوني على توسيع دائرة الحرب يصب في خانة الحرب على الوعي من جهة، ومحاولة تخفيف صورة الانهيار التي تجتاح جيش الكيان، أي أنهم يريدون أن يسوقوا صورة وهمية إلى أن الجيش الصهيوني ما يزال قادراً على خوض معارك ضارية وعلى أكثر من جبهة؛ لكن إدارة بايدن لا تسمح له بتطبيق خططه على مسرح العمليات، وهذا هو الكذب البواح والتضليل الصراح المفضوح بأهدافه ومراميه، وقد تكررت تصريحات المسؤولين الأمريكيين أن القوات الأمريكية ستكون مع جيش الاحتلال الصهيوني في أي توسيع محتمل للحرب، ولذلك استحضرت الأساطيل والبوارج وحاملات الطائرات، وبقيت على يقين بالفشل الحتمي في تحقيق أي هدف يمكن البناء عليه، وبالتالي أي حديث عن حرب شاملة في المنطقة إنما يستهدف رفع المعنويات المنهارة لدى الداخل الصهيوني، ومحاولة لتخفيف حدة الانهيار المتسارع والقابل للخروج عن السيطرة مع أية حماقة يمكن أن تقدم عليها تل أبيب.
  • الأمر الآخر الذي لا يقل أهمية يتعلق بالموقف الإيراني المعلن والصريح بخصوص دخول الجمهورية الإسلامية الإيرانية بكل إمكانياتها أية حرب يتم التلويح بها، واللافت للانتباه أن هذا الموقف الإيراني تم إعلانه من منصة الأمم المتحدة وعلى لسان المندوب الإيراني لدى المنظمة شخصياً، فضلاً عن التركيز والتشديد أن أي تصعيد غير مضبوط الإيقاع يهدّد باشتعال المنطقة كلها، ولا أحد يستطيع التنبؤ عندها بالنتائج المتوقعة، ولا أحد يستطيع أن يتحمل مسؤولية ذلك.

 

 

كيف تقيمون عمليات المقاومة في المنطقة؟ ما هي المعادلة الجديدة التي فرضتها جبهة المقاومة؟

 

ما تنجزه المقاومة في المنطقة منذ سنوات يتجاوز الحدود الجغرافية للمنطقة، ويترك تداعياته على موازين القوى وقواعد الاشتباك على الصعيدين الإقليمي والعالمي، ولإثبات صحة هذا التقدير والاستنتاج يمكن التوقف عند بعض المسائل والجوانب المتعلقة بذلك، ومنها:

 

  • مع بداية الألفية الحالية، وتحديداً بعد أحداث الحادي عشر من أيلول 2001م. كان واضحاً للعالم أجمع أن المحافظين الجدد قد كسروا كل القيود والأعراف وأطلقوا العنان لجنون العظمة لاجتياح الكون وفرص الأحادية القطبية بالقوة الصلبة على العالم أجمع، وهكذا تم احتلال أفغانستان وغزو العراق ورفع العصا الغليظة بوجه الدول العظمى قبل بقية الدول، وانبطحت أوروبا الغربية أكثر فأكثر وفق مشيئة المحافظين الجدد المتصهينين أكثر من الصهاينة أنفسهم، ولم يعد أحد يجرؤ على التفكير بقول لا في وجه الولايات المتحدة الأمريكية.
  • وحده محور المقاومة من وقف في مواجهة مد ذاك الطغيان ولم يكتف بالقول لا، بل جسد ذلك أفعالاً قائمة على أرض الواقع، ولا يستطيع منصف أن يتجاهل قدوم كولن باول إلى دمشق بعد احتلال العراق مع صك إذعان مطلوب التوقيع عليه، وهو أشبه ما يكون بإنذار غورو قبل احتلال دمشق 1920م. ولم يكن يخطر على ذهن أحد أن يستطيع الرئيس بشار الأسد رفض الإملاءات الأمريكية؛ لكن النتيجة كانت معاكسة لتوقعات الغالبية، حيث تمسكت سورية الأسد بثوابت النهج المقاوم، ووصلنا إلى عام 2006، وانتصر حزب الله على الكيان الصهيوني في حرب استمرت 33 يوماً، وتدفق الانفتاح على سورية، والعمل في الخفاء لتهيئة البيئة الإستراتيجية المطلوبة لإشعال النيران في المنطقة، وليتصور أي متابع الوضع الذي كنا نعيشه اليوم لو تمكنت أعاصير مخطط الأعداء من جرف سورية كما كان مخططاً، وأية علاقات دولية كانت مفروضة على المنطقة والعالم.
  • إذا أردنا حصر الأمر بالفعل النوعي المؤثر لمحور المقاومة بعد انطلاقة طوفان الأقصى وانضمام جبهات الإسناد يمكن تسجيل الكثير من النقاط، وأكتفي بالإشارة إلى أهمها، ومنها:

* تآكل هيبة الردع التي كان يحيط بها جيش الاحتلال الصهيوني نفسه، وظهور تدني كفاءة الجندي الصهيوني في مواجهة المقاوم الفلسطيني، وتظهير معالم إخفاق مركب سياسي وعسكري واستخباراتي وإعلامي ودبلوماسي ومجتمعي حوَّل الكيان من ذخيرة إستراتيجية إلى عبء إستراتيجي بعد أن فقد صلاحيته في حماية المصالح الأمريكية في المنطقة بعد أن فقد القدرة على حماية نفسه وحماية المستوطنين.

* ضرب الرافعتين الأساسيتين لسياسة الاستيطان المتمثلتين بالأمن والرخاء، فلا الأمان متوفر ولا هو ممكن، وهذا يعني انتفاء الرخاء بسبب هروب رأس المال من مسارح العمليات وأماكن التوتر والاضطراب، وقد ظهر للعالم كله عجز جيش الاحتلال الصهيوني عن تحقيق أي من الأهداف الأساسية التي أعلنها بعد مرور تسعة أشهر ونصف.

* دخول جبهات الإسناد مسرح العمليات منع الاستفراد بغزة، وقد استطاع حزب الله أن يفرض حزاماً أمنياً في شمال فلسطين المحتلة، فضلا عن تهجير سكان عشرات المستوطنات، وضرب مراكز الرصد والاستطلاع على امتداد الحدود من رأس الناقورة إلى أطراف جبل الشيخ، وبأعماق مختلفة، وطال الاستهداف أهم القواعد العسكرية في الشمال بما في ذلك قاعدة ميرون ومركز القيادة والتحكم والسيطرة في الجدولان ومئات المواقع العسكرية الصهيونية.

* توسيع دائرة الرد على الاعتداءات الصهيونية، ومقابلة التصعيد بالتصعيد، وفرض قواعد الاشتباك وفق ما تقرره قيادة المقاومة وليس وفق ما تريده تل أبيب، وبكلام آخر فرض الردع المتبادل مع رجحان لصالح كفة محور المقاومة، والإعلان عن المفاجآت المتتالية تباعاً عبر عرض ما عاد به هدهد المقاومة والتصوير الدقيق لكل ما أرادت المقاومة تصويره.

* المتغير الجيوبولتيكي الجديد الذي فرضه اليمن عبر إغلاق البحر الأحمر وبحر العرب ومساحات من المحيط الهندي في وجه جميع السفن الصهيونية أو تلك المتجهة إلى الموانئ الصهيونية، كما أن تكرار استهداف ميناء “إيلات” أم الرشراش أرغم سلطات الاحتلال على إعلان إفلاسه، لكن المتغير الأهم يتجسد في قدرة اليمن الصامد المقاوم على تحدي أكبر قوتين بحريتين في العالم: أمريكا وبريطانيا وفرض إرادته باقتدار، وتنفيذ حصار بحري على العدو الصهيوني إلى أن يرفع الحصار عن غزة وشعبها الأسطوري.

جبهة الإسناد الثالثة عبر المقاومة العراقية، والتنسيق الدائم والمحكم والمتكامل مع بقية جبهات الإسناد، ووصول الطائرات المسيرة وصواريخ المقاومة الى جنوب الكيان المحتل، ورفع وتيرة الاستهداف بما ينسجم ورؤية غرفة العمليات المشتركة لأطراف محور المقاومة.

*استمرارية الدعم الإيراني المعلن لجميع أطراف المقاومة، والانخراط المباشر بالضربة الجوابية بعد الاعتداء الإجرامي الصهيوني على المبنى القنصلي للسفارة الإيرانية في دمشق، واستهداف العمق الصهيوني بمئات الطائرات المسيرة والصواريخ التي وصلت إلى معظم أهدافها على الرغم من مشاركة أمريكا والأطلسي.

* استمرار سورية بالاضطلاع بدورها الريادي بصفتها واسطة عقد محور المقاومة، وفشل ما أسمته تل أبيب “المعركة بين الحروب”، وقد ثبت للجميع اليوم الكذبة الأكبر التي اعتاد الإعلام الصهيوني على تكرارها في كل اعتداء تنفذه قواته على الجغرافيا السورية، فعلى امتداد سنوات الحرب المفروضة على سورية منذ 2011 يزعم إعلام العدو الصهيوني أنه يستهدف قطع الطريق ومنع وصول السلاح إلى حزب الله وبقية أطراف المقاومة، ولو كان ذلك كذلك لكانت النتيجة تآكل ما لدى المقاومة من قدرات قتالية، لكن النتائج معاكسة وفق ما يعترف به العدو الصهيوني نفسه بمسؤوليه وجنرالاته ومحلليه وإعلامييه، والجميع يؤكد أن قدرات حزب الله تضاعفت عدة أضعاف منذ حرب تموز وآب 2006، وقد قالها سماحة السيد حسن نصر الله بشكل لا لبس فيه مؤكداً أن “كل ما يجب أن يصل إلى لبنان وصل” ولدى المقاومة ما تحتاجه وأكثر، فضلاً عن نقل تقنية التصنيع وقطع أشواط في مسيرة تصنيع ما تحاجه المقاومة من سلاح وذخائر، وهذا أيضاً ما أثبتته ملحمة طوفان الأقصى، حيث ظهرت القناصة الفلسطينية “غول” التي تفوقت على غيرها من بنادق القنص، كما تفوقت قذيفة (الياسين 105) وأثبتت قدرتها على تدمير وإعطاب فخر الصناعة العسكرية “الميركافا” بما فيها “ميركافا 4” وبقية العربات الأخرى، وما تكشف عنه المقاومة في اليمن وجنوب لبنان يبرهن على المستوى المتقدم الذي بلغته أطراف محور المقاومة في تصنيع ما تحتاجه من سلاح وذخائر.

* الخسائر الكبيرة التي تكبدها الكيان المؤقت، وما يزال يتستر على غالبية خسائره وبخاصة ما يتعلق بأعداد القتلى والمصابين، وهذا ما دفع وزير الحرب “غالانت” للإعلان عن حاجة الجيش إلى عشرة آلاف جندي إضافي بأسرع وقت، كما تم الإعلان عن النقص الحاد في الدبابات والعربات المدرعة والذخائر، وتمت زيادة فترة الاحتياط، إضافة إلى إقرار قانون تجنيد الحريديم.

* تصحيح بوصلة الرأي العالم وإعادة النظر إلى الكيان الصهيوني على أنه كيان مجرم، وخروج المظاهرات في العديد من المدن والعواصم الأوربية والأمريكية، إضافة إلى الحركة الطلابية في الجامعات، وكل ذلك بفضل تضحيات الشعب الفلسطيني وصموده والإنجازات النوعية التي فرضها المقاومون الفلسطينيون بدعم بقية أطراف محور المقاومة وجبهات الإسناد.

* استعادت القضية الفلسطينية ألقها وبريقها في المحافل الدولية، والاعتراف بالدولة الفلسطينية من قبل مجموعة من الدول، إضافة إلى جر الكيان اللقيط إلى محكمتي الجنيات والعدل الدولية، وصدور رأي استشاري صريح يؤكد بطلان الاحتلال الصهيوني للأراضي الفلسطينية وعدم شرعيته، وضرورة العمل على إنهائه في أسرع وقت.

 

باختصار شديد يمكن الوصول إلى خلاصة تقول: الكيان المؤقت في طريقه إلى الزوال، وهذا يعني ارتفاع احتمال التصعيد وتوسيع دائرة الحرب، وبذلك ينتقل نتنياهو وحكومته من مرحلة إطلاق النار على القدمين إلى توجه فوهة الإطلاق باتجاه الرأس بشكل مباشر.

 

المصدر: الوفاق/محمد أبوالجدايل