بحسب المركز الإعلاميّ للقضاء فإنّ حكم الإعدام صدر بحقّ رضا أكبر” الّذي يحمل الجنسيّتين الإيرانيّة والبريطانيّة بسبب فساده وتعاونه مع جهاز المخابرات البريطانيّة في التّجسّس على إيران.
ووفقًا للوثيقة الصّادرة عن القضاء, فإنّ سجلّ أكبري حفل بالكثير من الأعمال غير القانونيّة, كالعمل ضدّ الأمن القوميّ لإيران, والتجسّس لصالح بريطانيا, والإتّصالات مع جهاز التجسّس MI6, وعدد من اللّقاءات المكثّفة مع ضباط إستخبارات العدوّ في دول مختلفة, كما أظهرت إجراءات جهاز الإستخبارات البريطانيّ حيال هذه القضيّة, قيمة رضا أكبري وأهمّيّة تمتّعه بصلاحيّات واسعة وثقة العدوّ به”.
ووفقًا للتّحقيقات عمل جهاز الإستخبارات على “تدريب رضا أكبري على تجميع المعلومات، وتدريبه على مكافحة الإدّعاء (بهدف ضمان أمن المحكوم عليه في المحاكمات أو الإجتماعات)، والتّدريب على مكافحة الإستجواب، والغطاء الإستخباري، وإنشاء شركة في الخارج لتمويه أعماله وتضليل المؤسّسات الأمنيّة الإيرانيّة”, كما عمل هذا الجهاز على توفير وسائل إتّصال خاصّة لرضا أكبري وتدريبه على إستخدامها ودعمه بعد هروبه من إيران. وبعد مغادرته إيران وإقامته في بريطانيا, بدأ رضا أكبري بالتّعاون مع معاهد أبحاث لندن.
يُمكن تقسيم أفعال رضا أكبري وإتّصالاته مع جهاز الإستخبارات البريطانيّ إلى مرحلتين: المرحلة الأولى من 2003 إلى 2008, والمرحلة الثّانية بعد فراره من إيران وعودته إليها مرّة أخرى.
تقاعد رضا أكبري عام 2001, لينتقل بعدها إلى العمل في مجال الأنشطة التّجاريّة والبحثيّة, وهو ما حدّدته المخابرات البريطانية، فبدأت بالعمل على تجنيده من قبل جهة إتّصال إيرانيّة كانت على علاقة مع أكبري في الماضي, وأثناء إجراءات الحصول على تأشيرة دخول من السفارة البريطانية في طهران، عُرض رضا أكبري على ضبّاط بريطانيّين وأجريت معه مقابلات من قبل عملاء المخابرات المتمركزين في السّفارة, كما سافر إلى النّمسا وإلتقى بضابط إستخبارات من ضبّاط الـMI6, وبعد ذهابه إلى أوروبا, تمّ “إستخدامه عميلا” لدى جهاز الإستخبارات البريطانيّة, أمّا بعد مغادرة إيران نهائيّا عام 2008, إلتقى أكبري بالعديد من ضبّاط المخابرات البريطانيّة في دول مختلفة، بما في ذلك إنجلترا وإسبانيا وألمانيا وإيطاليا والنمسا وماليزيا والإمارات, وقد كان يقدّم نفسه كباحث في معهد أبحاث يسمّى Focus.
وفي عام 2006، نظرًا لمحدوديّة قدرات رضا أكبري على السّفر وعقد الإجتماعات, قام ضابط إستخبارات بريطانيّ يُدعى جورج بتزويده بجهاز كمبيوتر محمول من Apple, للتّواصل معه وتزويده بالأخبار, وخلالا هذه الفترة, قام أكبري بجمع معلومات مهمّة عن إيران حول القضايا الإستراتيجيّة في مجال السياسة الداخلية والخارجية والإقليمية والدفاعية والصاروخية والنووية والمسائل الإقتصاديّة المتعلقة بالعقوبات, وسلمها لجهاز التّجسّس البريطانيّة. وأثناء إستجوابه, ذكر المتهم أكثر من 200 سؤال من الأسئلة التي طرحها عليه ضباط الـMI6 حول مختلف المجالات في إيران, وخلال هذه الفترة, عقد أكبري لقاءات عديدة مع مسؤولين إيرانيّين لمعرفة آرائهم حول مختلف القضايا المطلوبة منه.
خلال السنوات التي تعاون فيها أكبري مع MI6، تلقّى هدايا ومبالغ ماليّة ضخمة, هذه الميالغ إستلم بعضها في إيران, وبعضها تمّ دفعه في حسابه في النمسا, والبعض الآخر في حسابه في أحد البنوك الإسبانية.
غادر أكبري إيران عام 2008, بناءً على نصيحة ضابط مخابرات بريطانيّ, ففي البداية، لم يرغب أكبري بمغادرة إيران بشكل كامل، لكن خلال الإجتماعات التي نُسّقت مع ضابط مخابرات في دبي, أقنعه الأخير بضرورة مغادرته الكاملة لإيران. ووفقًا لسيناريو صاغته الـMI6 عن إصابة أكبري بسكتة دماغية “وهميّة”، غادرت عائلته إيران.وضمن إعترافاته, شرح أكبري كيفيّة تحديد ضابط المخابرات لتفاصيل هذه الخطّة أو الجلطة الوهميّ, كإبلاغ مكتب إستقبال الفندق في الصّباح أنّه ليس على ما يرام وبحاجة إلى إسعاف طارئ, وتمثيل عوارض السّكتة الدماغية وكيفيّة التّصرّف ليتمّ نقله إلى المستشفى. وتمّ إعتماد هذه الخطّة لعدة أهداف أوّلا لإقناع عائلة أكبري بالبقاء في النمسا والبقاء في أوروبا، وثانيًا لتبرير إقامة أكبري في أوروبا للقيام بإجراءات طبية, والتّذرّع بعدم القدرة على السّفر والطّيران كسبب لبقائه في النّمسا, فبعد تواجد عائلة أكبري في فيينا، تمّت متاعبة الإجراءات الإستخباراتية عبر تركيا ، ثمّ إنتقل إلى إسبانيا وإستقر أخيرًا في بريطانيا مع عائلته.
وفي عملية حصول أكبري على الجنسيّة البريطانيّة، تمّ منحه تأشيرة ILR أو بطاقة الإقامة الدائمة, وتعني “إجازة غير محددة للبقاء”, فالحصول على ILR يعني أنه يُسمح لك بالعيش والعمل والدراسة في المملكة البريطانيّة المتحدة وقتما تشاء, وتبطل صلاحيّات بطاقة ILR عند إصدار جواز السفر، ولكن خلافًا للقانون البريطاني، تمكن أكبري من إستخدام هذه البطاقة بعد إستلام جواز سفر.
وبعد حصوله على الجنسيّة البريطانيّة، عاد أكبري إلى إيران وإستمر في التّعاون مع المخابرات البريطانيّة، وبعد عدّة عمليّات إستخباراتيّة من قبل القوى والمعنيّين في إيران, تمّ إلقاء القبض عليه، وأحيلت القضيّة إلى المحكمة، وعقدت جلسات المحاكمة بحضور رضا أكبري ومحاميه.