لتجدد سورية التأكيد أن الاحتلال الأميركي لجزءٍ من أراضيها يمثل انتهاكاً صارخاً لسيادتها ووحدة وسلامة أراضيها، وأن دعم أميركا لميليشيات «قسد» الانفصالية يمثل أداة رخيصة لتنفيذ مخططاتها المعادية لسورية، مطالبة أميركا بالتوقف عن هذه الممارسات، والانسحاب الفوري من أراضيها، واحترام إرادة السوريين الرافضين لوجود ودور مثل هذه الميليشيا الانفصالية.
وزارة الخارجية والمغتربين السورية قالت في بيان لها أمس: شنت قوات ما يسمى «قسد» العميلة للاحتلال الأميركي هجمات إجرامية على أهلنا في دير الزور والحسكة والقامشلي، إضافةً إلى قرى أخرى في المناطق الشرقية والشمالية الشرقية، وأدت هذه الهجمات الهمجية إلى استشهاد عدد من المواطنين السوريين من بينهم نساء وأطفال، كما قامت طائرات حربية تابعة للقوات الأميركية بدعم ميليشيا «قسد»، عبر شن عدة غارات استهدفت خلالها المدنيين الأبرياء المدافعين عن عائلاتهم وقراهم وممتلكاتهم، حسب ما ذكرت وكالة «سانا». وتابع البيان: «تعيد الجمهورية العربية السورية التأكيد أن الاحتلال الأميركي لجزءٍ من الأراضي السورية يمثل انتهاكاً صارخاً لسيادة سورية ووحدة وسلامة أراضيها، وأن دعم الولايات المتحدة الأميركية لميليشيات انفصالية عميلة لها يمثل أداة رخيصة لتنفيذ مخططاتها المعادية لسورية».
وأوضح البيان أن سورية تشدد على أن كل هذه الممارسات اللاإنسانية واللاأخلاقية ضد أبنائها في المناطق الشرقية والشمالية الشرقية، بما في ذلك منع وصول المواد الغذائية ومياه الشرب، تهدف إلى مضاعفة معاناة السوريين وإطالة أمد الحرب عليهم. وأكد البيان مطالبة سورية الولايات المتحدة الأميركية بالتوقف عن هذه الممارسات، والانسحاب الفوري من الأراضي السورية، واحترام إرادة السوريين الرافضين لوجود ودور مثل هذه الميليشيات الانفصالية. وختم البيان: «تؤكد سورية على أن إرادة أبنائها في تحرير أرضهم والحفاظ على سيادتهم ستتحقق مهما بلغت التضحيات، ولن يفت في عضدها إرهاب وجرائم تلك الميليشيات».
وفي السياق بيّن محافظ الحسكة لؤي محمد صيّوح رئيس اللجنة الفرعية للإغاثة في تصريح لـ«الوطن» أنه وبمساع من اللجنة الفرعية للإغاثة تم السماح بدخول نحو 20 صهريجاً كبيراً ومتوسط الحجم، لملء الخزانات الثابتة المتموضعة في شوارع أحياء وسط المدينة. وأضاف: إن المساعي جارية الآن لزيادة أعداد الصهاريج ووصولها إلى خزانات المواطنين في بيوتهم، وحل كل المعضلات المتعلقة بالمواد التموينية والغذائية والدوائية الأخرى في مدينتي الحسكة والقامشلي اللتين تشهدان حصاراً لليوم الرابع على التوالي.
من جهة ثانية، وعلى الرغم من التعزيزات الكبيرة التي استقدمتها فجر أمس ميليشيات «قسد» الموالية لواشنطن إلى مناطق النزاع بريف دير الزور الشرقي ونشر قناصيها في بلداتها ومؤازرة مروحيات الاحتلال الأميركي لها، تمكنت قوات العشائر العربية أمس من اقتحام ثلاث بلدات شرق دير الزور وكبدت الميليشيات خسائر كبيرة.
وذكرت مصادر محلية في ريف دير الزور الشرقي أن مقاتلي قوات العشائر العربية، شنوا أمس هجوماً واسعاً باتجاه نقاط وحواجز «قسد» العسكرية عند مداخل بلدات ذيبان والحوايج والبصيرة عند الضفة الشرقية لنهر الفرات شرق دير الزور وتمكنوا من اقتحام البلدات، رغم وجود أعداد غفيرة من مسلحي الميليشيات وقناصتها. وأكدت المصادر لـ«الوطن» أن مقاتلي العشائر استطاعوا قتل وجرح أكثر من ١٥ مسلحاً من «قسد»، بينهم ٣ قناصين كانوا متمركزين على أسطح مداخل البلدات، واغتنام سلاح خفيف ومتوسط وذخيرة تركتها الميليشيات خلفها عند انسحابها، عقب اشتباكات ضارية مع مقاتلي العشائر العربية.
وأشارت المصادر إلى أن الاشتباكات بين قوات العشائر العربية و«قسد» امتدت إلى ريف دير الزور الشمالي، إثر مهاجمة قوات العشائر العربية مسلحي الميليشيات في بلدة صور، التي استقدمت تعزيزات عسكرية جديدة إليها، وسط تحليق مروحيات الاحتلال الأميركي فوق البلدة وفي محيطها. وشددت المصادر على أن معنويات قوات العشائر العربية لا تزال مرتفعة جداً، بعد خوض اشتباكات مع ميليشيات «قسد» أمس ولليوم الرابع على التوالي، لأنها مصرة على تحقيق مطالبها بطرد الميليشيات من مناطقها، التي يشكل المكون العربي أغلبية سكانها.