يستمر الكيان الصهيوني المحتل للأراضي الفلسطينية بممارسته العنصرية ضد أبناء الشعب الفلسطيني بشكل مستمر، حيث شهدت السنوات الاخيرة قيام كيان الاحتلال الصهيوني بارتكاب المزيد من الجرائم بحق الشعب الفلسطيني وسعى الكيان الصهيوني لقمع الشعب الفلسطيني والنيل من كرامته من خلال سن قوانيين عنصرية حيث تستهدف الحملات التشريعية التي يقوم بها الكيان الصهيوني بشكل أساسي (تهويد مدينة القدس، وتشجيع الاستيطان، والتنكيل بالأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال، والانتقام من عائلات الشهداء والأسرى، وإنهاء الهوية الفلسطينية)، وكان أخطر هذه القوانين على الإطلاق قانون إعدام الاسرى ، ولايخفى على أحد أن الكيان الصهيوني يسعى إلى سنّ هذه القوانين لتطبيق سياسة الانتقام والعقاب الجماعي ويكفي أن نعلم أن عشرة قوانين خصصت لاستهداف الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال.
ونتيجة للممارسات الصهيونية ضد أبناء الشعب الفلسطيني، كانت هناك ردود أفعال من قبل أبناء الشعب الفلسطيني ضد الكيان المحتل حيث قام أبناء الشعب الفلسطيني بالرد على الممارسات والجرائم التي قام بها جيش الاحتلال بتنفيذ العديد من العمليات خلال الفترة الاخيرة في معظم المناطق الفلسطينية، تلك العمليات التي قام بها أبناء الشعب الفلسطيني جعلت الأوساط الإسرائيلية تشهد حالة من الخوف والهلع بسبب تزايد عمليات المقاومة في الضفة الغربية وفي مدينة نابلس حيث إن الضفة الغربية المحتلة تعيش منذ فترة طويلة على صفيح ساخن وبالأخص في الفترة الأخيرة، وبالتالي ونتيجة للعمليات التي يقوم بها أبناء الشعب الفلسطيني فإن القلق الأمنيّ الإسرائيليّ من المقاومين قد وضع تل أبيب امام العديد من السيناريوهات الخطيرة حيث تحدثت مسبقاً وسائل الإعلام العبرية أن العمليات وكرة اللهب والغضب الفلسطيني يمكن أن تقلب الامور رأساً على عقب، وفي هذا الصدد فإن تصاعد المخاوف لدى المسؤولين في الجهاز الأمني من اتساع رقعة عمليات إطلاق النار وتنسيق العمليات بين مختلف فصائل المقاومة الفلسطينية باتت تشكل تحدياً امنياً صعباً للكيان الصهيونيّ.
التعاون بين شهداء الأقصى وسرايا القدس يقلق الكيان الصهيوني
لا يخفى على أحد أنّ حالة الغليان بين أبناء الشعب الفلسطيني ضد الكيان الصهيوني الغاصب لا يمكن السيطرة عليها، حيث إن تنامي قوة المقاومة الفلسطينية وصل إلى مرحلة صعب السيطرة عليها من قبل سلطات الاحتلال ، على الرغم من الجهد والقوة الأمنيَّين المبذولين فيها على مدار الساعة من قبل الكيان الصهيوني وعلى عكس التوقعات الأمنية للاحتلال، التي تُفيد بالسيطرة على الوضع و تشديد القبضة الأمنية، الا أن فئات جديدة من الفلسطينيين تنطلق نحو مواجهة الاحتلال ورفض سياسات التدجين. وفي هذا الصدد يمكن القول إن ما يُقلِق جيش الاحتلال الصهيوني هو التعاون بين شهداء الأقصى وسرايا القدس، فالتعاون بين شهداء الأقصى وسرايا القدس سوف يشهد تصاعداً كبيراً مع تقدم الوقت؛ وإن استمرار الـمـقـاومة بالتعاون وامتدادها لكامل جغرافية فلسطين واستخدامها تكتيكات عسكرية جديدة، ستفرض على الجندي الإسرائيلي معادلات جديدة وسيكون مصير قوات الاحتلال هو الفشل امام التخطيط والتعاون بين حركات المقاومة حيث إن التلاحم بين الحاضنة الشعبية والمقاومة جعل الكيان الصهيوني يعيش حالة من الفشل الذريع خلال كل السنوات الماضية.
“مجموعات برقين”.. ما هي أسباب الخوف والقلق الصهيوني؟
“مجموعات برقين”، تابعة لسرايا القدس، الذراع العسكرية لحركة الجهاد الإسلامي، قامت بالعديد من العمليات وأعلنت مسؤوليتها عن تنفيذ عمليات نوعية، بالتعاون مع مقاتلي كتائب شهداء الأقصى خلال الفترة الماضية، حيث سبق ونشرت “مجموعات برقين” – سرايا القدس وكتائب شهداء الأقصى مقطع فيديو ظهر فيه عدد من المقاتلين، أعلنوا ظهورهم الأول لمواجهة قوات الاحتلال الإسرائيلي وأعلنت المجموعة مسؤوليتها عن تنفيذ عدة عمليات نوعية، وكانت على امتداد السياج بين جنين والأراضي الفلسطينية المحتلة.
بعد ظهور “مجموعات برقين”، ظهر القلق الصهيوني بشكل واضح حيث إن الكيان الصهيوني يخشى التعاون بين شهداء الأقصى وسرايا القدس ، لان الكيان الغاصب يعرف أن المقاومين الجدد “مجموعات برقين” قادرون على فرض معادلاتهم على العدو الصهيوني، بل إن ظهور مجموعات مقاومة جديدة في الساحة الفلسطينية و تنسيقها مع حركات وفصائل المقاومة الكبرى قد استطاعت أن تربك حسابات القيادات الإسرائيلية لانها بدأت ترسم حكايات انتصارات جديدة للمقاومة الشعبية الفلسطينية، وظهور هذه المجموعات المقاومة داخل الأرضي الفلسطينية المحتلة كرافد للمقاومة لقي تأييد الشعب الفلسطيني والفصائل الفلسطينية لخيار المقاومة حيث إن التأييد الشعبي الفلسطيني لخيار المقاومة وهتاف الجماهير باسم المقاومة، ما هو الا تعبير عن ثقتهم الكاملة بالمقاومة ورجالها، وهنا تجدر الإشارة إلى أن الوحدة الميدانية لكل مكونات الشعب الفلسطيني هي أهم عوامل الصمود والتحدي والقدرة على مواجهة سياسات الاحتلال الصهيونية، فـ “مجموعات برقين”و مجموعة “عرين الأسود” أعادتا تموضع الداخل الفلسطيني في قلب المعادلة الإسرائيلية وأصبح الإسرائيلي يقف اليوم أمام قلقين أولهما هو التضامن والتكافل الفلسطيني، وأما القلق الإسرائيلي الآخر هو الخوف من تحول الشعب الفلسطيني إلى حامي حمى المقاومة وخطها الخلفي فلقد عبّر المشهد مؤخراً عن التضامن الشعبي الكبير في جبهات المقاومة حيث إن العدو الغاصب بات يدرك أنه لا يمكنه الاستفراد بأي منها.
التعاون الكبير بين فصائل المقاومة الفلسطينية “يضع إسرائيل” أمام مرحلة خطيرة
إن التعاون بين أبناء حركات المقاومة الفلسطينية من شأنه استنزاف العدو الصهيوني من خلال العمليات المتنوعة والمنتشرة في نقاط مختلفة ممتدة وتعزيز دور المطاردين وحمايتهم عملت على تقويض القوة العسكرية للعدو عبر استنزاف مقدراتها وتكبدها خسائر مادية وتدمير معنويات الجنود الصهاينة من خلال جرهم إلى دائرةٍ مفرغة من المواجهات المتقطعة.فاستثمار هذه العمليات وتوظيفها بشكل مناسب يسهم باسترجاع المقاومة إلى صدارة العمل المقاوم والبناء عليها وتشييد كيان مقاوم يقف على أسس صلبةٍ لا تهتز ولا تتزعزع.
ومن جهةٍ اخرى يمكن القول أن الكيان الصهيوني يدرك جيداً أن مقاومة أبناء الشعب الفلسطيني اتخذت منحى اخر وتوسعت، فالضفة الغربية أصبحت رافداً قوياً للمقاومة المسلحة داخل قطاع غزة ، حيث إن الضفة الغربية أصبحت عنواناً جديداً للمقاومة فمدن الضفة “نابلس ، جنين”، أصبحت تمثل خطراً على الكيان الصهيوني حيث لا يَقِلُّ خطَرِها عن الصّواريخ والمُسيّرات التي ترعب الكيان الصهيوني والتي تطلق من داخل قطاع غزة في سياق الرد على الاحتلال الصهيوني وجرائمه بحق أبناء الشعب الفلسطيني، في هذا السياق يمكن القول إن الخطر الأكبر الذي باتَ يُشَكّل خطرًا وجوديًّا وحقيقيًّا لكيان الاحتِلال الإسرائيلي ويُعَجّل في انهياره لم يعد الصّواريخ والمُسيّرات التي تمتلكها المقاومة فقط، وإنّما خلايا المُقاومة الشبابيّة النّاشطة في الضفّة الغربيّة وثلاث مُدُن رئيسيّة على وجْه الخُصوص وهي: نابلس، جنين، والقدس، لأنّها باتت في اشتباكٍ مُتصاعدٍ يرفع من تكلفَة الاحتِلال ماديًّا وبشَريًّا لأوّل مرّة مُنذ 22 عامًا
في الختام من الواضح أن الأمور ستزداد سوءاً بالنسبة للكيان الصهيوني، فالمجموعات الصاعدة الجديدة تشكل معادلة قوية في الصراع مع الكيان الصهيوني وأصبحت قادرة على قلب الموازين في الضفة المحتلة والقدس بعد أن نجحت في تحويل البيئة الأمنية لجيش الاحتلال ومستوطنيه إلى حالة من الرعب المتواصل، وكل هذا بهدف تعميم حالة المقاومة وإشعال الضفة بركاناً في وجه المعتدين، للانعتاق من الاحتلال وإجرامه غير المسبوق. بكل وضوح إن الأوساط الإسرائيليّة تعيش على كل مستوياتها، حالة هيستيريّة شديدة، وإنّ أكثر ما يثير الغضب الصهيونيّ حاليّاً، هو تصاعد موجات عمليات المقاومة الفلسطينية بشكل لا يشبه أيّ مرحلة سابقة أبداً، ضد جنود الاحتلال ومستوطنيه الذين أجرموا بشدّة بحق هذا الشعب منذ اليوم الأول لاستعمارهم .