وتأكيد على أنه كان "متواطئا" في الهجوم..

أزمة البرازيل السياسية تحتدم.. وثيقة تفضح بولسونارو

اقتحم آلاف من أنصار بولسونارو القصر الرئاسي ومقار رسمية أخرى مؤخراً في محاولة لإسقاط دا سيلفا.

2023-01-14

عثر في منزل وزير العدل في حكومة الرئيس البرازيلي السابق جايير بولسونارو على مسودة بيان تنص على تدابير طارئة كانت ستسمح بإلغاء نتيجة الانتخابات الرئاسية التي فاز فيها لويس إيناسيو لولا دا سيلفا.

وأوردت صحيفة فوليا دي ساو باولو أنه عثر على الوثيقة خلال مداهمات نفذتها الشرطة الفيدرالية في منزل أندرسون توريس بعدما صدرت في حقه مذكرة توقيف عن قاض في المحكمة العليا للاشتباه بأنه كان “متواطئا” في الهجوم، الذي شنه أنصار لبولسونارو على مراكز السلطة في برازيليا الأحد.

ومن التدابير الواردة في النص من 3 صفحات الذي نشرت الصحيفة مضمونه، الجمعة، أن تسيطر الحكومة الفيدرالية على المحكمة العليا الانتخابية المكلفة الإشراف على حسن سير العملية الانتخابية “لضمان الحفاظ على الشفافية والمصادقة على نظاميّة عملية الانتخابات الرئاسية عام 2022”.

* الهدف إلغاء نتيجة الانتخابات

ويعتبر الكثير من القانونيين هذا الإجراء مخالفا للدستور، والهدف عمليا من خلاله إلغاء نتيجة الانتخابات التي فاز بها لولا. وبحسب الصحيفة التي كشفت الفضيحة، قد تكون هذه المسودة أول عنصر دليل لا يمكن دحضه على أن أوساط بولسونارو كانت تعد لانقلاب في حال هزيمته في الانتخابات. ونص المرسوم الرئاسي الذي لم يصدر في نهاية المطاف، على إنشاء “لجنة لتنظيم الانتخابات” تحل محل المحكمة العليا الانتخابية، وعلى رأسها غالبية أعضاء من وزارة الدفاع (ثمانية من أصل 17). ولا تحمل الوثيقة أي تاريخ، لكن اسم جايير بولسونارو مطبوع في آخرها في مساحة مخصصة لتوقيعه. وصرح توريس الموجود في الولايات المتحدة عبر “تويتر” أن هذه المسودة كانت على الأرجح ضمن كدسة وثائق من المفترض إتلافها في الوقت المناسب” وأنه تم تسريب محتواها وهو مأخوذ “خارج سياقه”.

*مالذي سيحلّ ببولسونارو

وكان توريس انتقل إلى الولايات المتحدة حين اقتحم آلاف من أنصار بولسونارو القصر الرئاسي ومقري الكونغرس والمحكمة العليا في العاصمة البرازيلية الأحد وخربوا ونهبوا محتوياتها. وكان الوزير السابق يتولى منذ 2 يناير منصب رئيس الأمن في دائرة برازيليا الفيدرالية، لكنه غادر في عطلة مباشرةً بعد الأحداث.

ويؤكد توريس براءته ووعد بالعودة إلى البرازيل وتسليم نفسه للسلطات بدون أن يحدد تاريخا لذلك. وأعلن وزير العدل فلافيو دينو، الجمعة، أنه سيطلب من واشنطن تسليمه إذا لم يسلم نفسه للسلطات البرازيلية بحلول الإثنين.

*دا سيلفا يتحدث عن “متآمرين”

وعززت السلطات البرازيلية إجراءاتها لملاحقة المنظمين والممولين لتحركات أنصار الرئيس السابق جايير بولسونارو، بعد اقتحام ونهب مقرات السلطات الثلاث، الأحد الماضي، وقد وجه الرئيس لولا دا سيلفا أصابع الاتهام إلى من وصفهم بالمتآمرين داخل الشرطة والقوات المسلحة. وقال الرئيس البرازيلي، الخميس، خلال مأدبة فطور مع الصحفيين للمرة الأولى بعد تنصيبه في الأول من يناير/كانون الثاني “أنا مقتنع بأن أبواب قصر بلانالتو (الرئاسي) فتحت ليتمكن الناس من الدخول لأنه لم يتم خلع أي باب”.

وتابع قائلا “هذا يعني أن أحدهم سهل دخولهم إلى هنا” وتساءل “كيف يمكن أن يكون هناك شخص أمام باب مكتبي قد يطلق النار علي؟”.

وأخبر دا سيلفا الصحفيين بأنه أمر بإجراء “تدقيق معمق” بشأن موظفي القصر الرئاسي، وقال إنه “من الآن فصاعدا سنكون أكثر حزما وحذرا وحنكة”.

ووجه الرئيس البرازيلي أيضا أصابع الاتهام إلى من وصفهم بالعملاء المتآمرين من الشرطة والقوات المسلحة، وقال “القصر مكتظ بالعسكريين الموالين لبولسونارو” مؤكدا أنه ينوي استبدالهم بموظفي الخدمة المدنية.

 

المصدر: الوفاق/وكالات