جاسوس بريطانيا ينال جزاءه

نُفّذ حكم  الاعدام بحق علي رضا أكبري الذي كان يحمل الجنسيتين الإيرانية والبريطانية، بجريمة الفساد في الأرض والإخلال بالأمن الداخلي والخارجي للبلاد.

2023-01-14

أعلن المركز الإعلامي للقضاء عن تنفيذ حكم الإعدام بحق “علي رضا أكبري” جاسوس جهاز التجسس البريطاني الذي كان يحمل الجنسيتين الإيرانية والبريطانية “شنقاً”، وذلك بجريمة الفساد في الأرض والإخلال بالأمن الداخلي والخارجي للبلاد من خلال التجسس لصالح المخابرات التابعة للحكومة البريطانية، مقابل تلقيه راتباً بمليون و 805 ألف يورو و 265 ألف جنيه إسترليني.

بعيداً عن امتعاض لندن بشأن إعدام جاسوسها، العملية برمّتها تكشف عن مدى حجم التدخّل البريطاني الخبيث في شؤون ايران الداخلية، وحجم المؤامرة التي تُحاك من قبل الغرب بحق الشعب الإيراني.

وبحسب المرسوم الصادر عن القوّة القضائية الايرانية، فإن الأعمال التي أدين بها أكبري عبر السنوات الماضية ضد الأمن القومي للبلاد، والتجسس لمصلحة بريطانيا، والاتصالات مع جهاز التجسس MI6 وعدد اللقاءات المكثفة مع ضباط استخبارات العدو في دول مختلفة وفترة طويلة للتجسس، من الأمثلة على الجريمة الجسيمة التي ارتكبها الجاسوس أكبري ضد الأمن الداخلي والخارجي للبلاد.

*أهمية الجاسوس لبريطانيا

وأكد مرسوم القضاء بأن تصرفات جهاز التجسس البريطاني في هذا الملف أظهرت قيمة المحكوم عليه وأهمية وصوله وثقة العدو به.

كما إستعرض المرسوم التدريبات التي تلقّاها الجاسوس البريطاني، مؤكدا أنه تلقى التدريبات الامنية، والتدريب ضد المطاردة (بهدف ضمان أمن المحكوم عليه في الاجتماعات)، والتدريب على مكافحة الاستجواب، وتغطية المعلومات، والتدريب على جمع المعلومات (بهدف زيادة نجاح المحكوم عليه في جمع المعلومات في مواجهة الأشخاص الذين لهم حق الوصول)، وإنشاء شركة تغطية في الخارج من البلاد من أجل تضليل المؤسسات الأمنية الإيرانية، وتوفير أدوات اتصال خاصة، واستخدام عنصر الاتصال، ودعم المحكوم عليه بعد الهروب من البلاد، والتبادل مع بقية خدمات تجسس أخرى وتكاليف مالية ضخمة للحفاظ على دوافع المحكوم عليه وتشجيعه على خيانة أكثر للبلاد، واستخدام دول ثالثة، وتوفير الجنسية البريطانية للمحكوم عليه بطريقة خاصة وإعادة إرسال المحكوم عليه داخل البلاد من بين تصرفات جهاز المخابرات البريطاني في هذه القضية، مما يدل على الأهمية الكبيرة للمحكوم عليه لـ MI6.

*كيف تمّ توظيفه؟

الملفت انه وبعد مغادرة البلاد والاقامة في بريطانيا، بدأ التعاون مع مؤسسات الدراسة في لندن ووفقًا لإمكانية الوصول السابقة، بينما في إيران، قام بجمع المعلومات وتقديمها لتلك المؤسسات التي كانت تُدار تحت إدارة الضباط.

وقسّم مرسوم القوّة القضائية أفعال المتهم واتصالاته مع جهاز التجسس البريطاني إلى مرحلتين، واحدة من 2003 إلى 2008 ثم بعد الفرار من البلاد والعودة الى البلاد مرة أخرى.

*طريقة كشفه

في السياق، أوضحت وزارة الأمن الايراني، ان هذا الجاسوس ومن خلال مراجعاته لاستصدار تأشيرة دخول الى السفارة البريطانية في طهران، تم استقطابه والتواصل معه بواسطة عناصر استخبارات متمركزين في السفارة. وتابع البيان: بعد ذلك جرى خلال زيارات علي رضا اكبري الشخصية إلى أوروبا، توظيفه بشكل كامل من قبل جهاز التجسس البريطاني. وبعد احتجاج هذا المتهم والطعن بحكم الاعدام الصادر في حقه، احيل ملفه الى المحكمة العليا التي رفضت بدورها الاستئناف، وأيدت لائحة الاتهام الأولية وحكم الإعدام على هذا الجاسوس.

*حنق لندن يفضح دورها المُخرّب

لكن ما يثير الإستغراب هو مدى حنق لندن على ضبط جاسوسها الذي نال جزاءه على فعلته التي كان لها دور مُخرب على البلاد، هو حنق السلطات في بريطانيا، حيث أعرب رئيس الوزراء البريطاني ” ریشي سوناك ” في تغريدة له نشرها على حسابه الخاص في تويتر عن حزنه، التغريدة التي تعتبر تدخلا في الشؤون الداخلية لإيران وأكد أنه أصبح في حيرة من أمره لإعدام المواطن البريطاني – الايراني في ايران”.

كما هددت بريطانيا على لسان وزير خارجيتها «جيمس كلورلي» في تغريدة نشرها على حسابه الخاص في تويتر، ايران لإعدام جاسوسها، وأكد بأن هذا العمل الذي وصفه بأنه “وحشي” لن يبقى دون رد ويستحق الإدانة بأشد الأشكال.

*إستدعاء السفير البريطاني

ردّا على التدخلات البريطانية في هذه القضية، خصوصاً ان المتهم كان ضالعا بدور تخريبي كبير في الجمهورية الاسلامية الايرانية، استدعت وزارة الخارجية، يوم أمس السفير البريطاني بطهران سيمون شيركليف، وسلمته مذكرة إحتجاجاً على التدخلات البريطانية غير المعتادة، وسلم مدير عام دائرة اوروبا الغربية بوزارة الخارجية الايرانية، السفير البريطاني، مذكرة احتجاج حول الاجراءات التخريبية التي تقوم بها الحكومة البريطانية.

*إنتهاك الأمن القومي الايراني

في السياق أوضحت الخارجية أثناء استدعائها للسفير البريطاني، إلى المعلومات الموثوقة التي تم الحصول عليها حول الفخ الذي خططه الجانب البريطاني لتجنيد أكبري، وقال: يجب على الحكومة البريطانية الرد على اقامة روابط غير عادية ادت إلى انتهاك الأمن القومي للجمهورية الإسلامية الإيرانية، والدعم غير المبرر والخبيث لعميل التجسس، والتي لا تتوافق مع ادعاء العلاقات القائمة على الاحترام المتبادل.

*لا تسامح مع مثل هذه الجرائم

وأكد المدير العام لأوروبا الغربية أن الإجراء الحاسم لحماية الأمن القومي للجمهورية الإسلامية الايرانية لن يعتمد على موافقة الحكومات الأخرى، بما في ذلك بريطانيا، واوضح انه لا يمكن التسامح مع استمرار مثل هذه الأعمال غير القانونية والإجرامية بأي شكل من الأشكال، ويجب على الحكومة البريطانية تحمل تبعات قبول مسؤولية الاستمرار في نهجها غير التقليدي والتدخلي.

*الجنسية المزدوجة غير مقبولة

علاوة على ذلك، تم التأكيد على أنه وفقًا للقوانين المدنية للجمهورية الإسلامية الايرانية، فإن الجنسية المزدوجة غير مقبولة وأن التدخلات والتصريحات الهدامة للبريطانيين تحت هذه الذريعة لا أساس لها من الصحة. وادان المدير العام لدائرة أوروبا الغربية، مرة أخرى أي أجراءات غير عادية وخطيرة في مجال الأمن القومي للجمهورية الإسلامية الايرانية، داعيا السفير البريطاني الى نقل احتجاج طهران الى لندن في أقرب وقت ممكن. في المقابل تعهّد السفير البريطاني بأنه سينقل القضايا المطروحة في هذا اللقاء الى حكومته.

 

المصدر: الوفاق/وكالات