الفصائل الفلسطينية: تصعيد المواجهة هو السبيل الأنجع للجم العدو

بدم بارد على مرأى من الجميع.. ثلاثة شهداء برصاص الاحتلال

في ظل جرائم الاحتلال المتواصلة وحالة العجز العربيّة والدوليّة، استشهد، فجر السبت، ثلاثة شبان برصاص قوات الاحتلال الصهيوني، في جنين، أحدهما متأثرا بجراحه.

2023-01-14

وقالت مصادر محلية، إن قوات الاحتلال اقتحمت موقع مستوطنة “ترسلة” المخلاة، وأقامت حاجزا عسكريا على مفرق بلدة جبع، جنوبي جنين، وإثر ذلك اندلعت مواجهات في المكان، أطلق الجنود خلالها الأعيرة النارية وقنابل الصوت والغاز باتجاه الشبان، ما أدى إلى إصابة أحدهم بعيار ناري في القدم.

وكانت وزارة الصحة الفلسطينية أعلنت السبت استشهاد الشابين عز الدين باسم حمامرة (24 عاماً)، وأمجد عدنان خليلية (23 عاماً) برصاص “جيش” الاحتلال الصهيوني خلال العدوان على بلدة جبع جنوب جنين، إضافةً إلى استشهاد الشاب يزن سامر الجعبري (19 عاماً) من اليامون غرب جنين متأثراً بإصابته قبل أيام، ما يرفع حصيلة الشهداء منذ بداية العام الجاري إلى 12 شهيداً بينهم 3 أطفال.

*الشعب الفلسطيني يأخذ زمام المبادرة

وأضاف الإعلام الفلسطيني: أنّ قوات الاحتلال، أطلقت النار على مركبة عند مفرق جبع، ما أدى الى استشهاد شابين كانا داخلها.

ويقع موقع مستوطنة “ترسلة” المخلاة على تلة فلسطينية جنوب مدينة جنين على الطريق الرئيسي الواصل بين محافظتي جنين ونابلس، قرب بلدة جبع، وأخلتها سلطات الاحتلال عام 2005، ضمن خطة الإخلاء أحادية الجانب التي نفذتها حكومة أرييل شارون آنذاك.

هذا وقالت الجبهة الشعبيّة لتحرير فلسطين: أنّ “الشعب الفلسطيني سيأخذ زمام المبادرة كما عادته، ويواجه هذه الترسانة العسكريّة بكل ما أوتي من قوّةٍ وإمكاناتٍ متاحة مهما غلت التضحيات”.

من جهته، قال المتحدث باسم حركة فتح منذر الحايك إنّ “جريمة جديدة ترتكبها حكومة الإرهاب الصهيونية صباح السبت في جنين – جبع باغتيال الشهيدين عز الدين حمامرة وأمجد خليلية، وفي رسالة تحد للعالم والقانون الدولي من دون أي رادع، والمجتمع الدولي لايزال عاجزاً عن توفير الحماية للشعب الفلسطيني”.

وقد نعت سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي الشهداء الثلاثة، وقالت إن مقاتليها تمكنوا من استهداف قوات الاحتلال بالرصاص خلال اقتحامها قرية جبع.

وكان آلاف الفلسطينيين شيعوا الجمعة جثماني الشهيدين حبيب كميل وعبد الهادي نزال اللذين اعدمتهما قوات الاحتلال الخميس في بلدة قباطية جنوب جنين.

وردد المشيعون هتافات تندد بجرائم جيش الاحتلال ومستوطنيه، فيما دعت الفصائل الفلسطينية إلى تعزيز الوحدة الوطنية في مواجهة الاحتلال وتوفير الحماية الدولية للفلسطينيين.

*دعم المقاومة الشعبية

وفي قطاع غزة، نظمت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وقفة تضامنية في مدينة خان يونس نصرة للمسجد الأقصى ودعما للمقاومة الشعبية في مدن الضفة الغربية.

ورفع المشاركون في الوقفة لافتات تندد بالانتهاكات الصهيونية في مدينة القدس والمسجد الأقصى، كما رددوا شعارات لدعم المقاومة في نابلس وجنين وكافة أنحاء الضفة الغربية المحتلة.

على صعيد آخر، أصيب عدد من الفلسطينيين بجروح نتيجة اعتداء مجموعة من المستوطنين على شبان فلسطينيين ومتضامنين أجانب قرب بلدة العوجا شمال أريحا، وأظهر مقطع فيديو قيام المستوطنين بقطع الطريق ومحاصرتهم والاعتداء عليهم بالعصي وسبهم.

*مسيرة حاشدة

وفي مدينة جنين، انطلقت مسيرة حاشدة من أمام مستشفى ابن سينا، حمل المشاركون فيها جثمان الشهيد الجعبري على الأكتاف، وجابوا شوارع المدينة، مرددين الهتافات المنددة بجرائم الاحتلال المتواصلة.

يذكر أن 224 شهيدا قضوا برصاص قوات الاحتلال الصهيوني، العام الماضي 2022، بينهم 59 شهيدا من محافظة جنين.

من جهتها نعت فصائل وحركات فلسطينية الشهيدين عز الدين باسم حمامرة وأمجد عدنان خليلية، اللذين ارتقيا برصاص الاحتلال خلال العدوان على بلدة جبع جنوبي جنين، والشاب يزن سامر الجعبري من اليامون غربي جنين، والذي ارتقى متأثرًا بإصابته قبل أيّام.

وأكدت الفصائل ضرورة أخذ المبادرة والاستعداد لخوض معركة طويلة مع الاحتلال، مشددة على أنّ “تصعيد المقاومة هو السبيل الأنجع للجم وصد العدوان الصهيوني في كافة مدن وبلدات الضفة الغربية المحتلة”.

*المقاومة تزف شهداء جنين

بدورها، زفّت حركة “حماس” شهداء جنين، ودعت إلى مشاركة حاشدة في التشييع وفاء لدمائهم وتأكيدًا على مواصلة المقاومة الشاملة.

وقالت “حماس” في بيان لها: “إنَّنا وإذ نزفّ هذه الثلة المباركة من شهداء شعبنا الأبرار في ضفة العزّ والإباء، لنشدّ على أيادي جماهير شعبنا لمواصلة تصدّيهم لعدوان الاحتلال وتصعيد الاشتباك معه بكل الوسائل”.

من جهتها، زفّت حركة “الجهاد” الإسلامي في فلسطين شهداء جنين، وقالت في بيان لها إنّ “عملية الاغتيال لن تنال من عزيمة مقاومينا الذين سيثأرون لدماء الشهداء، وليعلم العدو أنّ جريمته سترتد عليه نارًا وجحيمًا، حتى دحره عن أرضنا ومقدساتنا”.

حركة “المجاهدين” الفلسطينية، حمّلت الاحتلال تبعات عملية الاغتيال، ووصفتها بالجريمة الجبانة الواضحة الأركان، مؤكدة: أنّ خيار المقاومة وتصعيد المواجهة هو السبيل الأنجع للجم العدوان المتواصل ولقطع اليد التي تمتد على أبناء شعبنا ومقاومينا.

ونعت حركة المقاومة الشعبية شهداء جنين، مؤكدة أنّ جرائم الاحتلال لن تمر دون عقاب.

كما شدّدت الحركة على أنّ المعركة مع العدو مستمرة، وأنّ دماء شهداء شعبنا لن تذهب هدرًا.

*تحذير من مخططات كيان الاحتلال

إلى ذلك أعلنت هيئة مقاومة الجدار والاستيطان الفلسطينية أنّ “قوات الاحتلال سلّمت 5820 إخطارًا منذ العام 2015 وحتى اليوم، بهدم وإزالة مبانٍ فلسطينية ومنشآت للمواطنين، بغرض محاصرة البناء والتوسع والنمو الطبيعي الفلسطيني في الأراضي الفلسطينية المحتلة”.

وأوضحت الهيئة في بيان لها، أنّ “معظم هذه الإخطارات تركزت في محافظة الخليل  بـ1584 إخطارًا، تليها محافظة بيت لحم بـ735 إخطارًا، ثم محافظة رام الله بـ 704 إخطارات.

وقال رئيس الهيئة مؤيد شعبان: إنّ “قوات الاحتلال تستخدم إخطارات الهدم كواحدة من الوسائل الاحتلالية لمحاصرة الفلسطينيين، ومنعهم من التطور والتوسع العمراني، وتحديدًا في المناطق المصنفة (ج)”.

وحذر شعبان من مخططات كيان الاحتلال في الوقت الحالي، والتي تسعى إلى تكثيف الحصار، وهدم البناء الفلسطيني من أجل تفريغ الأرض الفلسطينية، وتحديدًا مع الشعارات الخطيرة المعلنة للحكومة الفاشية الحالية.

ودعا المواطنين الذين توجه إليهم هذا النوع من الإخطارات إلى التوجه فورًا إلى مكاتب الهيئة، مصطحبين وثائقهم، من أجل إسقاط ذريعة الاحتلال، وحماية البناء الفلسطيني في كل أماكن تواجده.

 

المصدر: وكالات