ان الطواحين الهوائية بصفتها تراثا محلياً واسلوب تصنيع من العهود القديمة، تبين التطور التقين والمعرفة العملية لدى السلف بمنطقة خواف بتناغمهم من جهة مع البيئة ومن جهة اخرى مقدرتهم على الاستفادة من الطاقة الطبيعية الدائمة.
ويعتقد معظم الباحثين ان اهالي شرق ايران هم اول من استخدم طاقة الرياح لطحن القمح وحمل المياه الى الاعلى. وهذه الطرق الصناعة انتقلت من ايران الى اوروبا والصين والهند ومصر. واليوم يمكن مشاهدة آثار لمثل هذه الطواحين في محافظات سيستان، خراسان الجنوبية والرضوية، ومناطق في افغانستان.
ومن بين هذه الطواحين الهوائية، تلك الموجودة بمنطقة خواف في خراسان الرضوية، والتي من افضلها واكبرها حجماً المبنية ايضا من الآجر والطين والخشب، وهي طبعاً الاقدم من نوعها في العالم، وطانت ولا تزال ذات فائدة للناس.
وتتألف هذه الطواحين الهوائية من قسمين، التحتاني معدني وطابق اسفله ومستودعين للغلة، وفي القسم الاعلى توجد عجلة وريشن المروحة الخشبية.
يشار الى ان منطقة خواف تحتوي على 95 معلما تاريخيا وثقافيا، كلها مدرجة في قائمة الآثار الوطنية. كما ان طواحين خواف يجري ادراجها في القائمة العالمية لليونسكو، هي والطواحين الاخرى في خراسان الجنوبية وسيستان وبلوشستان في ملف واحد.
ويذكر ايضاً ان قناة قصبة كناباد في خراسان الرضوية ادرجت هي الاخرى في قائمة اليونسكو.
الجدير ذكره ان هناك حالياً 107 طواحين هوائية فقط موجودة هنا وهناك في قرى ومدن خواف منها 36 طاحونة كاملة، واربعة لا تزال تعمل وتنتج مادة الطحين، وتوجد آثار لستة طواحين اخرى.
يذكر ان طواحين نشتيفان الهوائية يختلف تكوينها عن تلك العادية، حيث ان ريشها عمودي ودورانها يكون حول محور اسطواني وخشبي.