السير والسلوك في حياة:

العلامة المجلسي والسيد علي القاضي

 يتضمن هذا الكتاب تعريف لسيرة  الميرزا السيد علي القاضي على لسان أولئك الذين لازموه وقضوا معه أياماً طويلة، إلى جانب وصاياه وكتبه ورسائله إلى تلامذته وتوجيهاته لطلابه وصحبه وآرائه بشأن بعض الأعلام ومؤلفاته.

2023-01-23

يضم كتاب السير والسلوك في حياة العلامة السيد علي القاضي، لمؤلفه عبد السادة الحداد والصادر عن دار المحجة في لبنان سيرة حياة هذا الرجل العظيم الذي توقدت نيران الحب في أحشائه، وكان أكثر من طرق الباب واستمر ذلك ليتفرق أربعين سنة، فباطنه النقي يشدّه إلى حظيرة القدس وعالم الكمال، حيث يدفعه العطس إلى التحليق من قفص الطبيعة إلى عالم النور والملكوت، فهو يعلم أن جذبة العشق عميقة ولا ينبغي أن يتخلى عنها مهما كان الطريق صعباً.

ومن هنا، جدّ واجتهد طيلة أربعين سنة؛ يتعلم العبودية دون أدنى ملل علّه يلج الباب ولا تسمع منه سوى التأوه والأنين والتطلع إلى السماء وحسرات الهجران وألم الفراق، التزم الميرزا القاضي بآداب الشريعة والإتيان بالمستحبات وترك المكروهات حتى لا يغيب عن عين الحبيب وكان يقيد نفسه بذلك حتى لم يعد يتخلى عن أدنى المندوبات.

كان لا بد للقاضي أن يدرك العبودية بمعناها الحقيقي حتى ينال هدفه ويقف على أسرار الربوبية، وذلك لأن العبودية جوهرة كنهها الربوية، ومعلوم أن الإنسان كلما غاص في العبودية اقترب من الله تعالى وتعمقت معرفته به، وهذا المعنى هو الذي صنع من القاضي ذلك الإنسان الذي لم يكن ليخطو خطوة واحدة خلاف المشرع وأن يجد ويجتهد بغية الوصول إلى ذلك الهدف الرفيع بحيث تكون سيرته وديدنه الإلتزام بآداب الشرع وسننه دون أدنى تكلف وعناء.

هذا وقد ولد آية الله الميرزا السيد علي القاضي سنة (1285هـ)، وابتدأ دروسه الحوزوية منذ ريعان شبابه عند والده السيد حسين القاضي الذي درس التفسير عنده، كما تعلم على يد الشاعر المشهور والعالم المعروف الميرزا محمد تقي التبريزي آداب اللغة العربية والفارسية وروى عنه الكثير من الأشعار العربية والفارسية، ولما تأججت في أعماقه نيران الشوق والعشق لزيارة إمام العارفين ومولى المتقين أمير المؤمنين الإمام علي بن أبي طالب (ع) التحق بقافلة انطلقت من تبريز إلى النجف الأشرف الذي أقام فيها حتى أواخر عمره لتصبح موطنه الذي يتوق إليه حتى دفن فيه.

وكانت وفاته في عام 1366هـ، كان غريباً في حياته ولم يعرفه أحد كما هو، بل كان على درجة من الغرابة بحيث كفّره بعض رجالات عصره ولم يردّوا إسلامه، ورغم ذلك كان من أبطال عصره حيث خلّف الدروس والعبر لأولي الألباب في حياته وغربته ووفاته.

تضمن هذا الكتاب تعريف لسيرة الميرزا السيد علي القاضي على لسان أولئك الذين لازموه وقضوا معه أياماً طويلة، إلى جانب وصاياه وكتبه ورسائله إلى تلامذته وتوجيهاته لطلابه وصحبه وآرائه بشأن بعض الأعلام ومؤلفاتهم.

الوفاق