إزاحة الستار عن موسوعة سيرة الرسول (ص)

الفن الإيراني يتلألأ في المهرجان الدولي للفنون القرآنية بماليزيا

من أهداف هذا الحدث تقديم جهود لحماية القرآن الكريم، وتكريم التعاليم الإسلامية.

2023-01-25

ايران بلد الحضارة والفن، بدعم تاريخي مخضرم منذ آلاف السنين، والفنانون الإيرانيون يتلألؤون في كل المجالات العالمية، ويشاركون في معارض دولية في مختلف أنحاء العالم حيث يواجه فنهم إقبالاً كبيراً، كما حصل في المهرجان الدولي للفنون القرآنية بماليزيا، وشارك فيه الفنانون الإيرانيون.

بدأ المهرجان منذ يوم السبت الموافق 21 يناير/كانون الثاني ويواصل نشاطاته حتى يوم الأحد 29 يناير الجاري وقد تم تنظيم المهرجان الدولي للفنون القرآنية بماليزيا من قبل عدد من المؤسسات الماليزية، بما في ذلك مؤسسة “رستو” الماليزية، بالتعاون مع مستشارية ايران الثقافية في ماليزيا، وبمساعدة رابطة الثقافة والعلاقات الإسلامية، وهو على استعداد لإستقبال جميع الزوار وخاصة الأطفال والأسر.

وفي حفل الافتتاح الذي أقيم بحضور سفير إيران لدى ماليزيا علي أصغر محمدي، تلا القارئ الإيراني علي رضا بيجني آيات من القرآن.

هذا المهرجان الذي يستمر 10 أيام يضم أقسام عرض مختلفة؛ بما في ذلك معرض القطع الأثرية القديمة المتعلقة بالنبي (ص) وأصحابه، ومعرض ستارة الكعبة، ومعرض منتجات مؤسسة رستو، ومعرض أكبر كتاب للسيرة في العالم.

تم التخطيط لمجموعة متنوعة من الأحداث في هذا المهرجان الدولي، من بينها مزاد الأعمال الفنية وسوق المنتجات الحلال ومهرجان الرسوم المتحركة والأنشطة الخاصة للأطفال مثل التلوين.

بالإضافة إلى ذلك، يمكن للزوار زيارة مجموعة طباعة القرآن والعمليات ذات الصلة وتسليم الكتب القرآنية القديمة والبالية إلى الإدارة المختصة.

الفنانون الإيرانيون

وفد إيران يضم فنانين قرآنيين منهم  “علي جنكي” فنان الترميم وفنان الخط، “علي همتي” أستاذ الخط والنقش على العقيق، كلاهما من محافظة خراسان الرضوية، “محسن سليماني” فنان خط الثلث والخط الكوفي الإيراني، “بيمان بيروي” فنان خط النستعليق، “محمد حاتمي” ممثل المنظمة القرآنية لآكاديميين في البلاد، وكذلك أحد الفنانين الإيرانيين في مجال التذهيب الإيراني المقيم في ماليزيا.

إزاحة الستار عن موسوعة سيرة الرسول (ص)

من جهة أخرى أقيم حفل إزاحة الستار عن لوحة كبيرة من القرآن الكريم في مهرجان رستو العالمي للفنون القرآنية في بوتراجايا بماليزيا، وكانت هذه اللوحة لسورة “الواقعة” المباركة، كانت فيها آيات جميلة كُتبت وزخرفت بأيدي الفنانين، وكان ذلك بحضور سفير ومستشار جمهورية إيران الإسلامية في ماليزيا، وكذلك مستشاري تركيا والعراق في ماليزيا.

وبحسب المستشار الثقافي الإيراني السيد محمد كريمي أورعي، يبلغ طول هذه اللوحة ثمانية أمتار وستين سنتيمتراً، وعرضه خمسة أمتار، ووزنه 1500 كيلوغرام ، ويحتوي على 429 صفحة.

كما تم إزاحة الستار عن موسوعة سيرة الرسول (ص) تحت عنوان “الموسوعة الميسرة  لتعريف نبي الرحمة (ص)”.

إيران تمتلك قدرات عالية للمشاركة في الأحداث القرآنية العالمية

من جهته قال سفير إيران في كوالالمبور على هامش معرض المهرجان الدولي للفنون القرآنية بماليزيا: “إيران لديها قدرات كبيرة لإبراز أنشطتها وفنونها القرآنية في العالم، ونحن بحاجة إلى استراتيجية شاملة في هذا الصدد”.

وقال سفير ايران في ماليزيا حول تركيز المهرجان على قسم الفن القرآني في التعريف بالإنجازات القرآنية الإيرانية: أقيم هذا المعرض بهدف إظهار جانب جديد من القضايا المتعلقة بالقرآن الكريم.

واعتبر تدويل الجوانب القرآنية في إيران إحدى المهام الرئيسية لوسائل الإعلام القرآني، وقال: يجب معرفة الفنانين القرآنيين الإيرانيين أكثر ويجب تقديم المساعدة للفنانين ليكونوا حاضرين في هذا المعرض لخلق إحساس بالمصداقية والثقة.

وصرّح سفير إيران في ماليزيا أنه خلال العامين الأولين من تفشي فيروس كورونا، لم يكن هناك وفد بين إيران وماليزيا، وقال: خلال ذلك الوقت، استمرت موضوعات النقاش من خلال عقد لقاءات بالفيديو وشبكة الإنترنت.

وأضاف محمدي: أقيم المعرض الأول للأعمال الفنية القرآنية الصيف الماضي في مستشارية ايران الثقافية بماليزيا بمساعدة جامعات متعددة في هذا البلد، وهو ما لقي ترحيباً من الأكاديميين والفنانين الماليزيين، وقد حفزنا ذلك كثيراً لتنظيم حدث أوسع مثل هذا المهرجان.

واعتبر سفير إيران في ماليزيا أن إيجاد الموضوع المناسب والجمهور والشريك المناسب لعقد الأحداث الدولية هو الشرط الأول للنجاح، وقال: هذا المهرجان هو رابع حركة للجمهورية الإسلامية الإيرانية في مجال الدبلوماسية القرآنية، والتي كان لها وسيكون لها انعكاس جيد في وسائل الإعلام الماليزية.

واعتبر محمدي من أهداف هذا الحدث، تقديم جهود لحماية القرآن الكريم، وتكريم التعاليم الإسلامية، ودعوة المجتمع الإسلامي للتعرف على التعاليم والعلماء، واستخدام التقنيات الحديثة كوسيلة إعلام فعالة في مجال الدعاية الدينية، ومحاولة ترميم الهوية الحقيقية للمجتمع والمسلمون.

وقال: الهدف الآخر لهذا المهرجان هو تعريف الجمهور بأنشطة مركز بوتراجايا لنشر القرآن. يُعرف هذا المركز بأنه أكبر مركز لطباعة القرآن الكريم في العالم بعد مجمع “الملك فهد” القرآني بالمدينة المنورة. يقع هذا المركز بالقرب من كوالالمبور وهو أحد مناطق الجذب السياحي للمهتمين بالقرآن والفنون القرآنية.

كما أنه سفیر ایران في ماليزيا في حوار مع وكالة “ایکنا” قال: إيران وماليزيا على وشك دخول حقبة جديدة في الدبلوماسية القرآنية، إن إيران لديها قدرات كبيرة للمشاركة في الأحداث القرآنية على المستوى العالمي.

وأضاف: إن مهرجان رستو العالمي للفنون القرآنية، الذي يقام حالياً في ماليزيا بعد شهرين أو ثلاثة أشهر من المسابقة العالمية للقرآن الكريم، هو أول عمل للجمهورية الإسلامية الإيرانية على المستوى الدولي، وهو نتاج ثقافي.

وذكر أن القرآن عنصر الوحدة الإسلامية التي يجب أن نتمسك بها وقال حول تركيز المهرجان على قسم الفن القرآني في التعريف بالإنجازات القرآنية الإيرانية: أقيم هذا المعرض بهدف الالتفات إلى جانب جديد من القضايا المتعلقة بالقرآن. وهو أمر لدينا الكثير لنقوله عنه، نحن الإيرانيين، واعتبر الرسالة الأساسية للإعلام القرآني إلى تدويل الملامح القرآنية في إيران.

إقامة ورشة تعليمية للفنانين الإيرانيين

وصرح رضا سلطاني باشا، خبير في الثقافة والفنون القرآنية بالإدارة العامة للترويج الدولي في رابطة الثقافة والعلاقات الإسلامية في حواره مع “إيكنا”: سيعقد هؤلاء الفنانون اجتماعات وورش عمل متخصصة مختلفة في ماليزيا ، وفي ورش العمل هذه، وهي فصول تدريبية مؤقتة، سيقومون بتدريس فنهم وتقديم أعمالهم وعرضها.

جناح ايران يواجه إقبالاً كبيراً

معرض الفنون القرآنية في ماليزيا يواجه إقبالاً كبيراً وهذا ما ذكره السيد “حاتمي” مراسل “إيكنا” الحاضر في هذا الحدث الثقافي القرآني الكبير، وأضاف “حاتمي”: إقامة هذا المهرجان تزامن مع أيام العطلة الصينية وكثير من الزوار يقمون بزيارة جناح ايران الذي يشتمل على أقسام مختلفة، فجناح إيران ينقسم الى ثلاثة أقسام وهي: معرض للصور التي تحتوي على لوحات من الخط والنقوش الإيرانية، والقسم الثاني يعرض فيه الخواتيم الفنية بنقوش جميلة وغيرها، والقسم الأخير تقام فيه الحوارات والورشات وغيره.

ويذكر أن هناك مشاركون في المهرجان من الدول العربية منها العراق وفلسطين، ولكن الجناح الإيراني هو القسم الأصلي في هذا المهرجان.

موناسادات خواسته

 

 

التصوير: حاتمي

المصدر: الوفاق/ خاص