محافظ مسندم العمانية، معرباً عن استعداده لإبرام مذكرة تعاون مع هرمزكان:

إيران بلد آمن لإستقطاب الإستثمارات الأجنبية

محافظ هرمزكان: القضايا والعقبات في مجال الإستثمار الثنائي مع سلطنة عمان ستحل بطريقة خاصة وتم تعيين فريق عمل محدد لمراقبة الاتفاقيات على أساس شهري أو نصف شهري

2023-01-27

أكد محافظ مسندم بسلطنة عمان، ابراهيم بن سعيد البوسعيدي، أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية بلد آمن لإستقطاب الإستثمارات الأجنبية؛ لافتاً الى أن أمن واستقرار ايران من شأنه أن يزيد في تعزيز علاقاتها مع السلطنة.

محافظ مسندم أدلى بهذا التصريح، خلال زيارته التفقدية يوم الخميس، لمصنع إنتاج الفولاذ وميناء الشهيد رجائي في محافظة هرمزكان (جنوبي البلاد). وأشار البوسعيدي الى محادثاته، يوم الأربعاء مع محافظ هرمزكان، حيث أعلن عن توجيه دعوته له بزيارة مسندم. واعتبر ان زيارته لمحافظة هرمزكان ومباحثاته مع المسؤولين فيها، سبباً لتعزيز موقف المسؤولين العمانيين وتوسيع مجالات التعاون مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية.

كما تطلع البوسعيدي الى تكثيف جهود أصحاب القطاع الخاص في ايران ولا سيما محافظة هرمزكان مع نظرائهم بسلطنة عمان من أجل توسيع العلاقات الثنائية.

* إيران أفضل شريك تجاري لنا

وفي الاجتماع المشترك لغرفتي تجارة عمان وهرمزكان، صرح محافظ مسندم: إن الإحصاءات تظهر أن إيران وخاصة تجار هرمزكان هم أفضل شركاء عمان التجاريين في مسندم وخصب. وأضاف البوسعيدي، مساء الأربعاء، إن آفاق التعاون الثنائي واضحة ونأمل أن تتسع هذه العلاقات الاقتصادية لصالح نشطاء القطاع الخاص في كلا البلدين. وأكد أنه على الرغم من وجود بعض المشاكل والقيود في مجال المبادلات المالية، إلا أنه يمكن تخطي هذه المشاكل، وان الآفاق المستقبلية إيجابية.

وفي هذا الاجتماع، استعرض ممثل هرمزكان في مجلس الشورى الإسلامي أيضاً بعض القدرات التجارية والصناعية والاقتصادية للمحافظة، وشرح الإجراءات المتخذة في المحافظة كأساس لتطوير العلاقات مع سلطنة عمان. وقال أحمد مرادي: تم بناء خط بطول 1000 كيلومتر من غورة في محافظة بوشهر إلى جاسك في شرق محافظة هرمزكان لنقل الطاقة والمواد النفطية، مما يؤثر ايجابياً على التفاعلات الإقليمية. وأضاف: يجري بناء مصفاتين بطاقة إجمالية تصل الى 600 ألف برميل يومياً في بندرعباس وجاسك باستثمارات تبلغ 20 مليار دولار.

* نرحب بالإستثمارات الإيرانية

من جانبه، قال رئيس غرفة تجارة عمان في هذا الاجتماع: نرحب بمشاركة واستثمارات الإيرانيين وخاصة الناشطين الاقتصاديين في هرمزكان في عمان. وأضاف رائد بن محمد عبد الله الشحي: كما يتم بناء مدينة صناعية في مسندم، ونرحب بحضور إيران ومشاركتها في هذا القطاع.

بدوره، أشار رئيس غرفة تجارة هرمزكان الى التاريخ الطويل للتجارة بين المحافظة وسلطنة عمان، وقال: إن نقل الفواكه الجافة والتوابل بالقوارب التقليدية من هرمزكان إلى عمان وجلب الليمون العماني جزء من التاريخ التجاري للبلدين، والذي مازال مستمراً ويزداد نمواً. ودعا محمد رضا صفا الى إنشاء مكاتب ثنائية للغرف التجارية في مسندم وبندرعباس، وقال: ان تحقيق هذا الأمر سيسهل التبادلات الاقتصادية.

* تسهيل إستثمار العمانيين

إلى ذلك، أعلن محافظ هرمزكان إن القضايا والعقبات في مجال الاستثمار الثنائي مع سلطنة عمان ستحل بطريقة خاصة وتم تعيين فريق عمل محدد لمراقبة الاتفاقيات على أساس شهري أو نصف شهري ليشهد تسريع وتسهيل الاستثمار للمستثمرين العمانيين.

وأضاف مهدي دوستي، في لقاء مع إبراهيم بن سعيد البوسعيدي، الأربعاء: إنه يتم النظر في تطوير التعاون الثنائي بين البلدين الصديقين والجارين إيران وسلطنة عمان في قضايا البنية التحتية للموانئ والترانزيت، وبهدف تطوير عمل الموانئ والحركة البحرية، سيتم تحديد ميناءين كمنشأ ووجهة في البلدين لتحديد مسار المرور. وتابع: إن تطوير العلاقات مع دول الجوار من أهم أولويات الحكومة الثالثة عشرة (الحالية) وأكدتها الرئاسة، وأصدرت أمراً بتوسيع التفاعل مع الجيران في قطاعي الأجهزة والبرمجيات.

وقال دوستي: سنمضي على هذا الأساس، في قسم الأجهزة من الموانئ والبنية التحتية للطرق، وفي فئة البرمجيات، تمت مناقشة السياسات النقدية والضمانات التعاقدية وإدارة المخاطر وتبادلها. وأكد محافظ هرمزكان أن المحافظة وسلطنة عمان ليس لديهما أي مشاكل في مجال الأجهزة، ويجب التركيز أكثر على قضايا البرمجيات، وقال: عمان، بالإضافة إلى كونها جارة وصديقة وشقيقة لنا، عملت دائماً كحكومة داعية للخير في المنطقة، وعلى هذا الأساس سننتهز هذه الفرصة للتشارك في الإمكانيات.

وشدد دوستي على ضرورة تسهيل أنشطة المستثمرين في البلدين، قائلاً: لقد حددنا الفرص السياحية في مجال السياحة، ونحن مستعدون لمشاركتها مع أصدقائنا. وأشار إلى أن محافظة هرمزكان تنتج أيضاً النفط والغاز، وأكثر من نصف الطاقة التكريرية للبلاد تقع في هذه المحافظة، إذ يتم فيها تكرير أكثر من مليون برميل من النفط والغاز المكثف يومياً.

وصرح محافظ هرمزكان: نحن مستعدون للتعاون في هذا المجال، وهناك مناجم مختلفة بالمحافظة منها النحاس والكروميت والسيليكا، وبناء على وجود السيليكا تم تحديد إنشاء مدينة زجاجية في هذه المحافظة التي لديها قدرة جيدة على التعاون.

* علاقات آخذة بالنمو

من جانبه، أعرب محافظ مسندم عن سروره لنمو العلاقات بين بلاده والجمهورية الإسلامية الإيرانية، وقال: إن إيران دولة مهمة ونحن على معرفة بمحافظة هرمزكان، والجوانب الاقتصادية والإحصاءات تظهر أن العلاقات التجارية تتوسع باستمرار. وأضاف: كثير من الإيرانيين يعيشون ويعملون في سلطنة عمان وهناك العديد من المجالات للاستثمار في عمان وإيران.

وقال: نحن مهتمون بتوسيع العلاقات ونرحب بوجود ونشاط الشركات الإيرانية في عمان، وكذلك نشاط الشركات العمانية في إيران، ونحاول تسهيل الظروف لاستثماراتها. وأضاف: ان مسندم محافظة جبلية ولدينا خطط لجذب المستثمرين، ويسعدنا أن يستثمر المستثمرون الإيرانيون ومن ضمنهم محافظة هرمزكان. وتابع: لدينا أيضاً خطط لتطوير مطار خصب، ويمكن أن تكون هرمزكان وخاصة مطار بندرعباس إحدى وجهات رحلاتها.

وقال البوسعيدي: يجري تجهيز ميناء شرقي هذه المحافظة للشحنات الصغيرة والمتوسطة والمتوقع أن يكون جاهزاً للاستخدام العام المقبل، كما لدينا خطة لتطوير ميناء خصب للاتيان بشحنات هرمزكان وإيران إليه. وأشار إلى أنه في قطاع النفط والغاز، من المؤمل أن يزداد التعاون بين البلدين ويتبلور تعاون جديد، وقال: نحن مستعدون لإبرام مذكرة التعاون بين المحافظتين، مسندم وهرمزكان.

واستمرت زيارة محافظ مسندم والوفد المرافق له لمحافظة هرمزكان يومان، وتضمنت زيارات تفقدية متنوعة لميناء الشهيد رجائي، وزيارة منطقة الخليج الفارسي الاقتصادية والصناعية المعدنية الخاصة، وتخللت توقيع على وثيقة تعاون بين المحافظين.

 

المصدر: وكالات