مباركة براهمي: مفاتيح أغلبية التحدّيات الإجتماعية في تونس عند القضاء

اليوم مشكلة التهريب تُلقي بظلالها على المجتمع. نحن ما رأينا طوال عمرنا أن يقف التونسيون على الطابور لشراء الخبز ولكنّ اليوم منذ سنة تقريباً أصبحنا نقف على الطوابير..

2023-02-01

أقيم قبل أيام مؤتمر النساء المؤثرات العالمي في الجمهورية الإٍسلامية في إيران وشاركت فيها النساء المؤثرات من مختلف أرجاء العالم حيث كنّ يؤثّرن في مستوى مجتمعاتهنّ أو مستوى إقليمي أو عالمي وشارك فيها الكثير من النساء العربيّات من مختلف البلدان العربية منها تونس.أصبحت منذ سنة تتداول وسائل التواصل الإجتماعية أخباراً عن التحديّات الإجتماعية التّي أوجدتها وتسبّبت فيها المشاكل الإقتصادية منذ سنوات خاصّة منذ سنة حتى الآن  ولكن يخطر سؤال ببال القارئ ما هي أهم التحديّات الإجتماعية في تونس وبيد من مفاتيح حلّ هذه الأزمات الإقتصادية؟ في السياق ذاته أجرت صحيفة الوفاق حواراً خاصّاً مع رئيسة حزب التيّار الشعبي في تونس والتي كانت سابقاً نائبة البرلمان التونسي الدكتورة مباركة براهمي والتي شاركت في مؤتمر النساء المؤثرات ممثلة عن دولة تونس. نظراً إلى أنّ هذه المقابلة كانت مُطوّلة سوف تقوم صحيفة الوفاق بنشرها خلال عدة أيام مُقبلة. إليكم نص القسم الإجتماعي من المقابلة:

في الردّ على سؤال حول أهمّ التحدّيات الإجتماعية في تونس قالت: أغلبية التحديّات الإجتماعية اليوم، مفاتيحها عند القضاء، حيث يجب أن تحلّ مشكة التهريب ويفتح ملفّه. تنتج المصانع التونسيّة منتجّاتها المدعومة من صندوق دولة تونس ولكن يتمّ تهريبها إلى ليبيا التي تواجهها الحرب و هذه المشكلة هي التي تتسبّب بحدوث أزمة في بلادنا حيث يتمّ تهريب البضائع المحلّية إلى ليبيا بأسعار مرتفعة جداً مقارنة بالأسعار التي يدفعها الشعب التونسي. هذا يعني الدولة تدعم الخبز والقمح ومشتقاتها والغذاء ولكنّ  اليوم أصبح بعض منها مفقوداً في السوق بسبب التهريب إلى ليبيا وهنا إستفهامات كبيرة عن دور الحدود والجمارك؟ فأين هي؟

تابعت الدكتورة براهمي قائلة: من ناحية أخرى، مشكلتنا الثانية هي الإحتكار لهذه المنتجات الوطنية. الحبوب في تونس سواء كانت لمزارع الدولة أو لمزارع الخواص تستقبل كلّها ديوان الحبوب وهي عبارة عن مؤسسة تتبع وزارة الفلاحة ووزارةالتجارة بشكل متداخل. اليوم كميّات قليلة من الحبوب تدخل إلى ديوان الحبوب وأينَ الكمّيات الباقية؟. من هنا يجب على القضاء أن تحاسب كلّ من يتورط في تهريب غذاء التونسيين وإحتكارها.

وأشارت إلى المشاكل الإجتماعية التي تسبّب فيها التهريب: اليوم مشكلة التهريب تُلقي بظلالها على المجتمع. نحن ما رأينا طوال عمرنا أن يقف التونسيون على الطابور لشراء الخبز ولكنّ اليوم منذ سنة تقريباً أصبحنا نقف على الطوابير. في الفضاءات التجارية اليوم أصبح السكّر مفقوداً وإن وُجد بكمّيات محدودة ويُقال للمواطن أنّه ليس من حقّه أن يشتري أكثير من كيلو واحد. الحليب أيضا فيه مشكلة.

وفي تلميح إلى غلاء سعر القهوة في تونس قالت: أنتم الإيرانيّون متعوّدون على شرب الشاي الإيراني منذ الصباح حتى الليل ونحن التونسيون متعودّون على شرب القهوة وأصبحت القهوة في الثقافة المجتمعة للتونسيين شيئاً غير قابلة للفصل ولكن أصبحت القهوة غالية إلى حدّ من الصعب شراءها للمواطن التونسي والذي تعوّد على شربها منذ نعومة أظفاره.

وفي إشارة إلى تحدٍ إجتماعي آخر يواجه الشباب التونسي قال: ألقت المشلكة الإقتصادية بظلالها على مسألة زواج الشباب حيث من الصعب جداً أن يتمكّن من شراء أثاث المنزل وتوفير الإمكانيّأت الأوليّة لبدء الحياة المشتركة. هناك غلاء شديد في أثمان إيجار البيوت فضلاً عن شراءها. أهم تحدٍّ إجتماعي بالنسبة للشباب والبنات هي عدم تمكّنهم من الزواج إلّا بصعوبة قاسية جداً بسبب الظروف الإقتصادية.

أضافت نائبة البرلمان التونسي الأسبق: اليوم نحن الشعب التونسي أمامنا خياران: إمّا أن أن يقبل الرئيس قيس سعيّد إملاءات صندوق النقد الدولي والتي سوف تتسبب بإنهيار البلاد إقتصادياً ويتسبب بمشاكل إجتماعية كثيرة فعلاً إلى حدّ نرى سوف يتقاتل التونسيون من أجل الخبز أو يتحمّل هذا الشعب و يصبر قليلاً حتى يتجاوز هذه الأزمة. هناك من  ضمن شروط المصرف الدولي تخفيف الأجور. ماذا يعني تخفيف الأجور بعدما إنخفضت أجورنا؟. نحن كموظفين نعاني من مشاكل إقتصادية عديدة وتخفيض الأجور طبعاً سيتسبّب بمشاكل أكثر. بمجمل الكلام أنّ المصرف الدوليّ لايريد أن يُقلّل من حجم معاناة الشعب التونسي بل بعبارة أخرى هي تزيد من مشكالنا التي نعاني منها اليوم في تونس. فبهذا السبب الرئيس قيس سعيّد رفض أن يقترض من المصرف الدولي بسبب وجود شروط مجحفة يفرضها المصرف الدولي. نحن نعلم من وراء المصرف الدولي. وراءها أمريكا التي لاتدعم إلّا الأنظمة التي تساندها وتخدم مصالحها فالرئيس قيس سعيّد ليس من هؤلاء الأشخاص.

أشارت إلى شروط المصرف الدولي قائلة: أنا لو كنت في مكانة الرئيس قيس سعيّد لرفضت الشروط المصرف الدولي كما هو فعل ذلك لأننا جميعاً نعلم وراءها شيئ آخر. كلّ الشروط الضاغطة التي يفرضها المصرف الدولي كما قلتُ ساقاً لايُقلّل من حجم المشكال الإجتماعية يعاني منها الشعب في تونس بل تزيد منها حتى نصل إلى مرحلة تريدها أمريكا فما هي هذه المرحلة؟ نصل إلى هذه النقطة يُقال لنا: كلّ الأبواب أمام تونس شعباً وحكومة مسدودة إلا باب واحد يمكن أن يخرجوا منه ليحلّوا مشاكلهم وهو التطبيع مع الكيان الصهيوني. سوف يُقال لنا: أنتم بعيدون عن الكيان الصهيوني ولاتوجد بينكم خطوط تماس فاطمنئوا بأنّ هذه العلاقة لاتضرّكم.

في قادم الأيام سيظهر هذا الخياربالتأكيد لأنّ كلّ الدوائر المالية بالعالم بصدد الضغط الأكثر على تونس.

ختمت الكلام بالقول: أنّي مقتنعة بأنّ الشعب التونسي سيصبر رغم أنّ هذه السنوات كانت صعبة جداً بالنسبة للشعب التونسي وقواتنا تعبت فعلاً ولم نكن هذه الشاكلة سابقاً ولكنّ نحن نؤمن بأنّ الله سيرفع عنا هذا الضرّ ولا نبقى نعاني من هذه الأزمات وإذا أصبح الشعب التونسي مخيّراً بين التطبيع وتحسين الوضع الإقتصادي كما تريد أمريكا وصندوق النقد الدولي هذه الثنانية، أنا متأكدة بأنّ الشعب سيرفض بكلّ قوة أي نحو من أنحاء التطبيع مع الكيان الصهيوني رغم أنّنا نعيش في حالة إقتصادية صعبة ومشاكل إجتماعية كثيرة.

المصدر: الوفاق خاص