أسئلة الشباب.. فرصة أم تهديد؟

2023-02-04

 

فرض الفضاء الإفتراضي، ثقافة مختلفة على مجتمعاتنا الإسلاميّة عمّا تعودنا عليها في حياتنا الشخصية، حيث لايرغب أغلبية الشباب في العصر الراهن بمتابعة أسلوب الحديث الذي كان شائع بين القدامى حيث لايَقتنعون بكلام الآخرين إلّا مع الأدلّة المنطقية والتي تناسب جيلهم الجديد.

لم نُخطِئ لو نقول خلق الفضاء الإفتراضي فرصة وتهديداً في نفس الوقت لمجتمعاتنا فالتهديد هو إبعاد الشباب والبنات من الأساليب والقيم التي يعتبره مجتماعتنا حياتيّة وضروريّة وفالفرصة أنّهم إذا يواجهم كلام منطقي يقبلونه فها يعني نحن لم نخسر الجليل الجديد بل يجب علينا خاصّة الكبار في العمر أن يحادثوهم بلغة منطقية ومستدلّة حتى يتمكّنوا من تقريبهم إلى أنفسهم.

الفضاء الإفتراضي جعل الشباب في حالة الشك والترديد بالنسبة إلى الكثير من قضايا إجتماعية وثقافية وأيضاً الدينية وهذا ما نراه اليوم في بعض المجتمعات العربية أكثر من البقية. في هذا السياق يقول المفكّر مرتضى مطهّري والذي كان يُعتَبَر من أعلام التفكير والتنظير في القرن الميلادي السابق في الأمة الإسلامية: “الشك أفضل ممرّ وأسوء مُقام” حيث كان مطهّري يعتقد بأنّ الشك يجعل الإنسان يفكّر عميقاً في قضايا دينيّة ويرى الأجوبة المنطقية التي لايتمكن أحد من رفضها وفطبعاً إيمانه يتقوّى وبتبع الإيمان عمله الصالح يزداد في حياته ولكن لو يبقى الإنسان في حالة الشك من دون أيّ تحرّك وسعي للعثور على الجواب المنطقي لأسئلته الدينية وغيرها من الأسئلة كأنّه وقف على هاوية الإنحراف.

ذكر بعض التلامذة لزعيم الشعية الراحل حضرة آية الله العظمى البروجردي عن سيرته لمّا كان يتوّلى الحوزة العلمية في قم أنّه قال: أنا راضٍ بأن أعطي مبلغاً للملحدين حتى يأتوا إلى قم ويلقوا الشبهات التي يروّجها الملحدون في الغرب والأمة، بين طلبة الحوزة حتى يدفعونهم إلى البحث العلميّ الدقيق في النصوص الدينيّة.

اليوم لامقرّب بين الأجيال إلّا إتّخاذ الأسلوب المنطقي في المحادثة بينهم والجدير بالذكر أنّ هذا الأسلوب يجب أن يُمارس ويُنَفّذ في المدارس الإبتدائية والثانوية حتى يتقوّى إيمان الجيل منذ الطفولة ولايبقى شك في قلوبهم. وأيضاً يجب أن تُعتبر الأسئلة التي توجَد عند الجلل الجديد، أمراً محموداً حيث هذه الأسئلة تجعل الجيل الجديد يُقوّي إيمانه بالله والقيم الإسلامية إذا يتلقّى ردود منطقية مُقنعة.

من هنا نفهم معنى الفتوى التي أصدره المراجع الشيعة بأنّه يجوز للإنسان أن يقلّد مرجعه في الأحكام الشرعيّة ولايجوز أن يقلّد أحداً في المعتقدات وأصول الدين.

أختم الكلام بأنّ من يُبعد الشباب بلغته الجافّة وغير المنطقية كأنّه يجعل اللحم الذيذ(الشباب المسلم) في فم الأسد المفترس (الغرب).

نلت

المصدر: الوفاق خاص