مخطط تهجير الفلسطينيين إلى الواجهة مجدداً

أمريكا وربيبتها” إسرائيل” تهاجمان مخرجات” قمة القاهرة”

رحبت حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، بالتزامن مع اليوم الـ46 من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، بانعقاد القمة وبالموقف العربي الرافض للتهجير، في حين أعلن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال القمة العربية الطارئة بالقاهرة اعتماد الخطة المصرية لإعادة إعمار قطاع غزة.

وأكدت القمة الموقف العربي الرافض لمقترحات تهجير الفلسطينيين، واعتمدت الخطة المصرية لإعادة إعمار القطاع، وجاء في بيانها الختامي أن الخطة تنص على إعادة إعمار غزة وفق مراحل محددة، وترسم مسارا لسياق أمني وسياسي جديد في غزة.

 

ودعا البيان الختامي لقمة القاهرة مجلس الأمن الدولي لنشر قوات حفظ سلام في قطاع غزة والضفة الغربية، مؤكدا أن السلام هو خيار العرب الاستراتيجي.

 

وثمنت حركة حماس كلمات القادة والزعماء في القمة العربية التي أكدت جميعها رفض خطط الاحتلال لتهجير الشعب الفلسطيني، ورفض طمس قضيته الوطنية، ووصفته بأنه “موقف مشرف ورسالة تاريخية”.

 

ودعت حماس إلى الضغط على الاحتلال للشروع في مفاوضات المرحلة الثانية والمضي قدما في تنفيذ الاتفاق، كما دعت الدول العربية إلى الاستمرار في دعم صمود الشعب الفلسطيني والتصدي لأطماع العدو التوسعية وخططه للهيمنة على حساب فلسطين ودول المنطقة وشعوبها.

 

في المقابل، انتقدت وزارة الخارجية الصهيونية بيان القمة العربية، وقالت إنه يعتمد على السلطة الفلسطينية والأونروا “وكل منهما فاسدة وتدعم الإرهاب”، بحسب البيان.

 

في غضون ذلك، يواصل الاحتلال منع دخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة لليوم الرابع على التوالي، حيث قالت مستشارة الاتصالات بالمجلس النرويجي للاجئين أن أطفالا يموتون في غزة بسبب البرد ونقص المعدات الطبية، في حين دعت إدارة الطوارئ والعمل الإنساني بلجنة الإنقاذ الدولية إلى ضرورة أن يُستأنف وصول المساعدات لغزة فورا.

 

وفي الضفة الغربية، أفادت مصادر محلية بوقوع مواجهات بين فلسطينيين وقوات الاحتلال خلال اقتحامها بلدة بيت أُمّر شمال الخليل بالضفة الغربية.

 

*مزاعم العدوين أميركا والكيان الصهيوني

 

زعم الصهاينة في الأيام الأخيرة ودعمت موقفهم الإدارة الأميركية الجديدة، أنه “للانتقال إلى المرحلة الثانية من اتفاق وقف اطلاق النار الذي مضى على بدء تنفيذه 46 يوماً، يجب أن يتم نزع كامل للسلاح من قطاع غزة وخروج لحركة المقاومة الإسلامية “حماس” وحلفائها في الجهاد الإسلامي وعودة رهائننا”، حسب تعبير وزير الخارجية لدى الكيان غدعون ساعر.

 

لكن يرى محققون سياسيون أن الحقيقة أبعد من ذلك وأخطر. حيث يريد الصهاينة ما أعلن عنه الرئيس الأميركي دونالد ترامب خلال لقائه رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو الشهر الماضي: تهجير أهل غزة، وتنفيذ ما منعهم صمود هؤلاء مع المقاومة من تنفيذه طوال خمسة عشر شهراً من الإبادة.

 

ويهدد الصهاينة مؤخراً بالعودة إلى الحرب بعد أن أعادوا فرض الحصار على سكان القطاع بمنع دخول المساعدات، متحججين برفض “حماس” لما يُسمى “مقترح ويتكوف” (ينص على إطلاق سراح نصف الأسرى الصهاينة، أحياء وأمواتاً، وذلك خلال اليوم الأول من الهدنة المقترحة (طوال شهر رمضان المبارك وعيد الفصح اليهودي) وإذا تم التوصل إلى اتفاق على وقف دائم لإطلاق النار، فسيتم إطلاق سراح النصف الثاني من الأسرى).

 

*لا مرحلة ثانية ولا ثالثة بالنسبة للعدو

 

لكن الحقيقة تكمن في أن لا مرحلة ثانية ولا ثالثة بالنسبة للعدو، الذي يريد فعلياً البقاء في القطاع وتهجير أهله، وما أكد ذلك موقفه الرافض لمضمون البيان الختامي للقمة العربية، الذي زعمت خارجيته إنه “لا يعكس الواقع بعد 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، ويستند إلى مفاهيم قديمة”، وبالتزامن قال المتحدث باسم الأمن القومي الأميركي إن “الخطة العربية التي تم اعتمادها في القاهرة الثلاثاء لا تعالج حقيقة أن غزة غير صالحة للسكن”، وذلك بالرغم من أن الخطة “تنص على إعادة إعمار غزة وفق مراحل محددة، وترسم مساراً لسياق أمني وسياسي جديد في القطاع”.

 

*مخططات الاحتلال

 

وفي سياق التطورات، فقد أعلنت صحيفة “يديعوت أحرنوت” الصهيونية أن “المسؤولين الصهاينة يأملون أن تؤدي تدابير قيد الدراسة حالياً إلى دفع “حماس” نحو التسوية”، في إشارة إلى ممارسة ضغوطات قد تصل إلى عودة الحرب بهدف “إخضاع المقاومة” ودفعها للقبول بشروط الاحتلال، مع إنكار أن حرباً لأكثر من عام لم تحقق ذلك.

 

وعن هذه “التدابير”، قال “موقع والا” الصهيوني إن رئيس الأركان في جيش الاحتلال الجديد إيال زامير “سيعتمد نهجاً أكثر عدوانية لزيادة الضغط على حركة حماس وإجبارها على عملية تبادل”، موضحاً نقلاً عن مسؤولين أمنيين صهاينة أنه “سيتم تجنيد قوات احتياط لفترة طويلة في حال تجدد القتال”، وأن زامير “يخطط لمناورة واسعة النطاق في القطاع وزيادة للضغط العسكري على الحركة”، بالرغم من أن “إمكانية استئناف القتال تثير مخاوف كبيرة بشأن مصير المختطفين”. في وقت أعلن زامير أن “المهمة لم تنته لأن حماس تعرضت لضربات كبيرة لكن لم يتم إخضاعها بعد”، حسب تعبيره، مشيراً إلى أن “هذه حرب وجود ستتواصل حتى إعادة مختطفينا وحتى تحقيق الحسم والنصر”.

 

وقد قال نتنياهو في تصريحات إنه “منذ أكثر من عقد عملنا سوياً مع إيال زامير وقد حان عهده الآن رئيساً للأركان”، مضيفاً “مصممون على إحراز الحسم وتحقيق النصر المطلق”، حسب زعمه.

 

*ترامب يريد استكمال مسلسل “اتفاقيات ابراهام”

 

من جهته، تعهد الرئيس الأميركي دونالد ترامب باستعادة جميع الصهاينة الأسرى في القطاع، في حين وجه مسؤول كبير في إدارته انتقادات لقرارات القمة العربية التي عقدت في القاهرة.

 

وقال ترامب في خطابه أمام الكونغرس “في الشرق الأوسط، نحن نعيد أسرانا من غزة. في ولايتي الأولى، حققنا واحدة من أكثر اتفاقيات السلام الرائدة منذ أجيال، وهي اتفاقيات أبراهام. والآن سنبني على هذا الأساس لخلق مستقبل أكثر سلاماً وازدهاراً للمنطقة بأكملها. هناك الكثير من الأشياء تحدث في الشرق الأوسط إنها منطقة صعبة”، حسب تعبيره.

 

من جانبه، رأى المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي براين هيوز في بيان نشرته صحيفة “تايمز أوف إسرائيل”، أن الخطة العربية “لا تعالج حقيقة أنه لا يمكن لسكان غزة العيش بشكل إنساني في منطقة مغطاة بالحطام والذخائر غير المنفجرة”.

 

وأكد أن الرئيس ترامب متمسك برؤيته لإعادة بناء “غزة خالية من حماس”، ويتطلع إلى مزيد من المحادثات “لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة”.

 

بدورها، وصفت وزارة خارجية الاحتلال، في بيان، الخطة العربية بأنها “مغرقة في وجهات نظر عفا عليها الزمن” ورفضت الاعتماد على السلطة الفلسطينية وبقاء حماس في السلطة، أي أن العدو لا يريد أي إدارة فلسطينية للقطاع ولو كانت بعيدة عن “حماس”.

 

*البيان الختامي للقمة العربية

 

وأكد فيه البيان الختامي للقمة العربية “رفض مقترحات تهجير الفلسطينيين، واعتماد الخطة المصرية لإعادة إعمار القطاع، وتوافق القادة على إنشاء صندوق ائتماني لتمويل إعادة إعمار قطاع غزة الذي دمرته الحرب”، وحضوا المجتمع الدولي على المشاركة فيه لتسريع هذه العملية.

 

كما رحب البيان الختامي بقرار تشكيل لجنة إدارة غزة تحت مظلة الحكومة الفلسطينية، التي تتشكل من كفاءات من أبناء القطاع، لفترة انتقالية، بالتزامن مع العمل على تمكين السلطة الوطنية من العودة إلى غزة.

 

ودعا البيان مجلس الأمن الدولي لنشر قوات حفظ سلام في قطاع غزة والضفة الغربية، “على أن يكون ذلك في سياق تعزيز الأفق السياسي لتجسيد الدولة الفلسطينية”، وأكد أن “السلام هو خيار العرب الإستراتيجي القائم على رؤية الدولتين”، حسب تعبير البيان.

 

وكان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش قد قال في كلمته أمام الزعماء العرب إن “أسس التعافي في غزة لا تقتصر على الإسمنت بل على الكرامة والاستقرار ورفض التطهير العرقي”.

 

وأضاف أنه “لا عدل دون مساءلة ولا إعادة إعمار مستدامة دون أفق سياسي واضح ومتكامل”، داعيا في الوقت نفسه إلى العمل بكل السبل لمنع استئناف القتال في غزة.

 

كما حذّر غوتيريش من أن الوضع في الضفة الغربية مقلق، وأنها شهدت مؤخرا أكبر نزوح من نوعه منذ عقود.

 

*موقف حماس

 

من جانبها، قالت حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، في بيان، إنها تتطلع في ظل انعقاد هذا المؤتمر الذي سمي “قمة فلسطين”، إلى “دور عربي فاعل ينهي المأساة الإنسانية التي صنعها الاحتلال في قطاع غزة”.

 

كما دعت الحركة إلى إلزام حكومة الاحتلال “بوقف جرائمها بحق المدنيين العزل”، والضغط “لفتح المعابر وإدخال ما يحتاجه شعبنا في القطاع لتعزيز صموده على أرضه، وإفشال مخططات الاحتلال لتهجيره”.

 

بدوره، أعرب القيادي في الحركة سامي أبو زهري عن رفض حماس دعوات الكيان الصهيوني والولايات المتحدة لنزع السلاح، قائلا إن الحق في المقاومة غير قابل للتفاوض.

 

وأكد أبو زهري أن “سلاح المقاومة خط أحمر وغير مطروح للنقاش أو التفاوض ولن نقبل مقايضته بإعادة الإعمار ودخول المساعدات”.

 

*تكلفة الإعمار

 

وقالت مصادر إخبارية إنها اطلعت على نسخة من الخطة المصرية لإعادة إعمار غزة تظهر أن التكلفة ستبلغ 53 مليار دولار.

 

وأشارت المصادر إلى أن الخطة مؤلفة من 112 صفحة تتضمن خرائط توضح كيفية إعادة تطوير أراضي غزة وعشرات الصور الملونة التي تم إنشاؤها بواسطة الذكاء الاصطناعي لمشاريع الإسكان والحدائق والمراكز المجتمعية.

 

وتتضمن الخطة ميناء تجاريا ومركزا للتكنولوجيا وفنادق على شاطئ غزة.

 

*الاحتلال يفجر منزلين بالخليل

 

وفي الضفة المحتلة فجّر جيش الاحتلال الصهيوني، صباح الأربعاء، منزلي الشهيدين محمد مسك والأسير أحمد الهيموني في مدينة الخليل جنوبي الضفة الغربية، كما اغتالت قواته شابا فلسطينيا في نابلس.

 

واقتحمت قوة كبيرة من جيش الاحتلال المدينة وحاصرت المنزلين وأجبرت سكانهما على المغادرة قبل أن تقوم بزرع متفجرات في الجدران الداخلية للمنزلين وتفجيرهما.

 

وكان الشهيد مسك والأسير الهيموني قد نفذا عملية إطلاق نار في الأول من أكتوبر/تشرين الأول العام الماضي في تل أبيب أسفرت عن مقتل 7 صهاينة.

 

وكانت كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، قد أعلنت مسؤوليتها عن “عملية يافا البطولية التي نفذها المجاهدان القساميان محمد راشد مسك وأحمد عبد الفتاح الهيموني من مدينة الخليل، والتي أدت وفق اعتراف العدو إلى مقتل 7 صهاينةٍ وإصابة 16 آخرين بعضهم جراحه خطرة”.

 

في الأثناء، قالت مصادر فلسطينية إن قوات الاحتلال الصهيوني أخطرت بهدم 17 منزلا إضافيا في مخيم نور شمس شرق طولكرم خلال العدوان المتواصل عليه لليوم الـ25 على التوالي.

 

وأضافت المصادر أن جيش الاحتلال منع دخول الأهالي إلى مخيم نور شمس لإخلاء منازلهم المقرر هدمها.

 

وتواصل قوات الاحتلال الصهيوني عملياتها العسكرية الموسعة التي تشنها في محافظات شمال الضفة الغربية منذ شهر يناير/كانون الثاني الماضي، والتي تسببت في تهجير عشرات الآلاف من مخيمات وبلدات فلسطينية.

 

ولم تحدد حكومة الاحتلال الصهيوني أفقا زمنيا لانتهاء هذه العمليات، وقالت إن القرار بيد المستوى السياسي.

 

*شهيد بنابلس

 

وفي سياق متصل، أفادت وزارة الصحة الفلسطينية باستشهاد شاب فلسطيني برصاص الاحتلال قرب حاجز حومش بين مدينتي نابلس وجنين.

 

كما أفاد الهلال الأحمر الفلسطيني في بيان بإصابة 4 فلسطينيين خلال اقتحام قوات الاحتلال في محافظة رام الله والبيرة.

 

وأوضح البيان أن بين المصابين اثنين بالرصاص الحي، وفتاتين بالاعتداء بالضرب، وجرى نقلهم للعلاج في المستشفى.

 

وذكر شهود عيان أن قوات من جيش الاحتلال الصهيوني اقتحمت عدة أحياء بمدينة رام الله، وفتشت محال تجارية ومنازل، واعتقلت فتاة وشابا على الأقل قبل أن تنسحب.

 

وفي نابلس شمالي الضفة الغربية، اقتحمت قوات من جيش الإحتلال مخيم بلاطة للاجئين شرقي المدينة.

 

وذكر شهود عيان أن جيش الاحتلال الصهيوني حاصر منزلا في حارة الحشاشين بالمخيم واعتقل شابا على الأقل.

 

*مستوطنات بالقدس

 

وفي القدس المحتلة، ذكرت هيئة الإذاعة الصهيونية أن لجنة التخطيط والبناء في بلدية القدس التابعة للاحتلال تناقش مشروعا لبناء أكثر من ألف وحدة استيطانية جديدة.

 

وأضافت هيئة الإذاعة أنه حسب المخطط ستقام في مستوطنة “نوف تسيون” قرب جبل المكبر 380 وحدة استيطانية ومدرسة ومعهدان دينيان ومساحات تجارية.

 

في حين ستقام 650 وحدة استيطانية بين مستوطنة “هار حوما” و”حي رامات راحيل” قرب بلدة صور باهر.

 

المصدر: الوفاق/ خاص

الاخبار ذات الصلة