تشخيص السرطان باستخدام الدواء النانوي الإيراني “تيلمانوسبت”

الوفاق/ قدمت إحدى الشركات الإيرانية القائمة على المعرفة الدواء النانوي "تيلمانوسبت" كطريقة جديدة لتشخيص السرطان بدقة أكبر وبتكلفة أقل، مما يجعله متاحاً لـ90% من المرضى الإيرانيين.

من خلال إنتاج هذا الدواء المتقدم، دخلت إيران مجال التكنولوجيا الطبية وتشخيص السرطان، وأصبحت واحدة من الدول الرائدة في هذا المجال. تم تطوير هذا العلاج الإشعاعي بواسطة شركة “أبرين سما فارمد”، ويعمل على زيادة دقة التشخيص مع خفض كبير في التكاليف، مما يسهل الوصول إلى وسائل التشخيص الحديثة للمرضى الإيرانيين.

يعد التشخيص الدقيق لتأثر الغدد اللمفاوية، خاصة في حالات سرطان الثدي، الرئة، والجهاز التناسلي، أمراً بالغ الأهمية للجراحين. ذلك لأن النظام اللمفاوي هو الطريق الأساسي لانتشار السرطان (الميتاستاز). عدم الكشف المبكر عن تأثر الغدد اللمفاوية قد يدفع الجراحين إلى إزالة أجزاء واسعة من النظام اللمفاوي، مما يؤدي إلى آثار جانبية خطيرة على الجهاز المناعي والدورة الدموية.

“تيلمانوسبت” هو أحد الأدوية الإشعاعية التشخيصية الأكثر تخصصاً للغدد اللمفاوية، حيث يقدم حلاً جديداً ودقيقاً لتشخيص السرطان. من خلال حقن هذا الدواء وإجراء التصوير الإشعاعي، يمكن للجراحين تحديد موقع وحجم الغدد اللمفاوية المصابة بالسرطان بدقة عالية. هذه التكنولوجيا تقلل الحاجة إلى عمليات جراحية غير ضرورية وتجنب المضاعفات التي قد تحدث للمرضى.

حتى وقت قريب، كان إنتاج هذا الدواء الإشعاعي المتقدم حكراً على الولايات المتحدة منذ عام 2013، ولكن بفضل جهود الباحثين الإيرانيين، تم تطوير تقنية إنتاجه محلياً بشكل كامل. وبعد اجتياز مراحل ما قبل السريرية بنجاح، دخل الدواء الآن المرحلة السريرية.

يمثل “تيلمانوسبت” جزيء بوليمري معقد يمكنه حمل النظير المشع التشخيصي “تكنيشيوم”، كما يمكنه الالتصاق بمستقبلات سطح الخلايا السرطانية. هذه الميزة الفريدة تمكن الدواء من التعرف على الخلايا السرطانية بدقة استثنائية.

أحد أهم ميزات إنتاج هذا الدواء في إيران هو تخفيض تكاليف التشخيص بشكل كبير، حيث تُخفض تكلفة رسم خرائط النظام اللمفاوي في إيران إلى عُشر الأسعار العالمية، مما يسهل حصول المرضى على هذا الدواء ويخلق فرص تصدير واعدة لإيران.

نظراً لأن النظام اللمفاوي هو أحد مسارات انتشار السرطان الرئيسية، فإن استخدام “تيلمانوسبت” يمكن أن يكون مفيداً لـ90% من مرضى السرطان. وعلى عكس الأدوية الإشعاعية الأخرى التي تركز عادةً على نوع معين من السرطان، يستطيع هذا الدواء مسح انتشار السرطان في كامل النظام اللمفاوي، مما يجعله مناسباً لأنواع عديدة من السرطان.

بفضل بنيته الصغيرة، يقلل الدواء من خطر الحساسية ويحسن وضوح الصور في عمليات التصوير الإشعاعي. هذه التكنولوجيا الثورية تُحدث تأثيراً كبيراً في تحسين جودة حياة مرضى السرطان وتعزز مكانة إيران على الصعيد العالمي. مع الإمكانيات التصديرية لهذا المنتج، يمكن لإيران أن تصبح أحد اللاعبين الرئيسيين في سوق الأدوية الإشعاعية.

المصدر: الوفاق