رغم الضغوط الإقتصادية..الشعوب المقاومة مع منكوبي الزلزال في سوريا

أطلقت  الشعوب المقاومة وسماً خاصاً على منصة تويتر و هو #سوريا_نحن_حدّك وعبّروا عن مواساتهم للشعب السوري ومن خلاله نشروا تقارير مصوّرة عن إرسال مساعداتهم لمنكوبي الزلزال.

2023-02-18

حسب الإحصائيات الرسمية الى صباح يوم السبت كانت حصيلة قتلى الزلزال الأخير تجاوزت ٤٥ ألف في تركيا و سوريا حیث کان بینهم مایقارب ۴ آلاف مواطن سوري. منذ الساعات الأولى من الزلزال بدأ الناس يتحدثون عن ضرورة تقديم المساعدات الإغاثية للشعبين التركي والسوري ولكن شعر العالم بحاجة ماسة الى تقديم المساعدات لسكان المناطق المضروبة بالزلزال في سوريا لم يحظوا بدعم مادي ولا إنساني ولا إغاثي في ظل العقوبات الإقتصادية والتي فرضتها أمريكا على سوريا شعبا ودولة.

في هذا الإطار أكد رئيس اللجنة العليا للإغاثة في سوريا، حسين مخلوف، أن بلاده ليست مهيأة لمثل هذه الكوارث.

وذكر في مؤتمر صحافي بثه التلفزيون السوري: أن العقوبات المفروضة على بلاده كانت سبباً في عرقلة جهود التعامل مع الزلزال في المحافظات المتضررة.

كما اعتبر أن العقوبات “تسببت بعدم قدرة الدولة على تعويض نقص الآليات التي كانت ستمكنها من مواجهة تداعيات الزلزال”.

منذ الإعلان عن خبر الزلزال أسرعت فرق الإغاثة من مختلف بلدان العالم نحو تركيا لتقديم المساعدات الإنسانية بالإضافة الى المساعدات المالية التي أرسلوها لهم ولكن الشعب السوري لازال بانتظار مساعدات من خارج البلاد والتي يُحرم عنها بسبب العقوبات الأمريكية.

البيوت الهشة

تضررت البيوت في سوريا جزئياً أو كلياً خلال الحرب التي شاهدتها البلاد والتي التي أضرّت بالبنية التحية السورية لاسيما في قطاع السكن.

بعد الزلزال الأخير، هذا الأمر جعل الشعب السوري يعيش في البرد وفي حال تتساقط الثلوج والأمطار بدون سقف يحميهم عن البرد.

بسبب هشاشة البيوت والمباني في سوريا، انهار الكثير منها بمجرد وقوع الزلزال.

خيبة المجتمع السوري من المساعدات الأوروبية

لم نخطئ لو نقول أن المجتمع السوري خاب أمله من تلقي أي مساعدة من الغرب في ظل إزدواجية معاييره الإنسانية والحقوقية وفي هذا السياق انتشرت صورة طفل رفع لوحة كُتِب عليها: عشائر دير الزور: ٧٦ شاحنة والأمم المتحدة: ١٥ شاحنة. الطفل يدعو الهيئة العامة للأمم المتحدة بانتخاب جده “حسين” أميناً عاماً للأمم المتحدة بدلاً عن غوتيريش.

في حال يشعر الناس في سوريا بحاجة شديدة الى مساعدات إنسانية تكرّر الولايات المتحدة مدعياتها المبنية أنّ بعض الدول تريد أن ترسل السلاح في غطاء المساعدات الإنسانية وهذا الأمر يفهم بطلانه من كل عاقل لأن الظروف الحالية الراهنة لاتسمح لأيّ أحد أن تدخل النوايا السياسية في هذه المسألة الإنسانية حيث هناك ناس قد تنتهي أنفاسهم إذا لا يلقون مساعدة.

شعوب المقاومة مع الشعب السوري

إيران

إنتشرت أخبار وصور وفيديوهات عن تقديم مساعدات إنسانية للشعب السوري حيث قام بعض الفنانين الإيرانيين  ببيع منتجاتهم الفنية منهم حسن روح الأمين والذي يُعتبر من أشهر الرسامين الإيرانيين، لصالح مساعدة الشعب السوري.

وقال حسن روح الأمين في هذا السياق: إن ما فعلت للشعب السوري كان عبارة عن واجبي الإنساني والديني تجاه ما نرى من معاناة أهلنا السوريين من تداعيات الزالزال السلبية.

في جانب آخر قام روّاد صفحات التواصل الإجتماعي في إيران بجمع المال وارساله الى سوريا ومن هنا يمكننا أن نشير الى حسين دارابي والذي يحظى بأكثر من ٨٥٠ ألف متابع في إنستغرام وجمع مبلغاً كبيرا في الساعات الأولى من الزلزال وأرسله الى سوريا ولازال قيد جمع المال من جديد للمساهمة في مساعدة أهلنا في سوريا.

هذا المبلغ والمساعدات إلى جانب المساعدات التي قدّمتها الحكومة الإيرانية والحرس الثوري لأهلنا في سوريا.

لبنان

تخیّلوا الوضع الإقتصادي الكارثي في لبنان حيث يعادل اليوم الدولار الأمريكي ٨٠ ألف ليرة ولكن ما إن ضرب الزلزال سوريا حتى تحولت منصات التواصل الاجتماعي في لبنان إلى ساحة لإطلاق الحملات وجمع التبرعات النقدية والعينية، وبعد ساعات من الكارثة انطلقت القوافل المحملة بأطنان المساعدات إلى مختلف المناطق المنكوبة. نعم الشعب اللبناني لم يتخل عن جاره رغم وضعه الإقتصادي الكارثي خلافاً للبلدان الأوروبية التي تدعي في وسائل الإعلام ليل نهار بأنها داعمة لحقوق الإنسان.

في السياق ذاته قال رئيس المجلس التنفيذي في #حزب_الله سماحة السيد هاشم صفي الدين: “نعاهد أهلنا في سوريا أن نكون دائماً إلى جانبهم ومعهم في هذا التحدي الكارثي”.

من ناحية أخرى إنتشرت فيديوهات عديدة عن مساعدة الشعب العراقي للشعب السوري وفي السياق ذاته قال حيدر الزيادي وهو مدرس جامعي في جامعة السماوة العراقية في حوار خاص مع الوفاق: صدّقوني إنها المساعدات الشعبية كانت الى حد لم تتمكن الشاحنات الموجودة من نقلها الی سوریا.

اليمن

و وفقاً لما قرّرته وكالة سانا السورية أنّ الشعب اليمني رغم معاناته من الضغوط الإقتصادية والصحية وغيرهما من الضغوطات أرسل أكثر من شاحنة لتقديم مساعدته في التخفيف من آلام الشعب السوري.

ليس مخفياً عن عيون العالم أن اليمن يعاني من أشدّ حالات الفقر والكوارث الحياتية ولكن رغم ذلك لم يتخل شعبه النبيل عن مساعدة الشعب السوري حيث أوصل بعض الشباب اليمني نفسه الى سوريا للمساهمة في التخفيف من معاناة أهلنا في سوريا بحميّتهم المثالية رغم أيديهم الفارغة.

فلسطين

عبّر الشعب الفلسطيني الأبي عن مواساتهم لما حدث بسوريا وتركيا ورغم معاناتهم الإقتصادية قاموا بإرسال شاحنات تحمل المساعدات الشعبية للشعب السوري. وفي هذا الإطار قال نائب الأمين العام للمؤتمر الفلسطيني الخارج المهندس هشام أبومحفوظ عن تقديم المساعدات لسوريا: “جرحنا وحزننا واحد”.

وسم على تويتر

في السياق أطلق الشعوب المقاومة وسماً خاصاً على منصة تويتر و هو #سوريا_نحن_حدّك وعبّروا عن مواساتهم للشعب السوري ومن خلاله نشروا تقارير عن إرسال مساعداتهم للشعب السوري.

 

المقاومة ليست بالسلاح فقط

حینما تحدث ازمة حربية، المقاومة تكون بالسلاح والتضحية بالنفس وحينما تحدث أزمة بالنسبة الى فقدان مواد غذائية أو ما شابهها تكون المقاومة القيام بجهاد الإكتفاء الذاتي وحينما يحدث مثل هذا الزلزال المدمّر الذي وقع بسوريا وضرب المنازل وخرّب البيوت فالمقاومة هي القيام بالأعمال التطوعية فالجهاد هنا جهاد البناء لمساعدة المنكوبين والفقراء. هذا الأمر إستوعبه محور المقاومة حيث قام فوراً بواجبه تجاه المتضررين بالزلزال من الأعمال الإنقاذية للمحاصرين بالأنقاض والآن يقومون بجهاد البناء في سوريا.