في ذكرى عيد التحرير اللبناني

أناشيد المقاومة تعزف على أوتار النصر

كيف لا تؤثر علينا أناشيد المقاومة في حين أنه إذا إستمع شخص إليها، يقف استعداداً، ويرفع قبضته ويهتف، ويشعر في أعماقه بفخر ونشوة واعتزاز بأبطال صنعوا المعجزات>

المقاومة الإسلامية فخر لجميع أحرار العالم، والإنتصارات تبعث السرور والأمل في نفوس محبيهم، واللغة المشتركة لإظهار هذا السرور هو الأناشيد الملحمية التي يتم إنشادها بمختلف اللغات، وللمنشدين دور هام في هذا المجال، نسمع أجمل الأناشيد التي تبعث روح الحماس والجهاد عند المقاومة اللبنانية.

 

 

قدّمت المقاومة في لبنان تجربة استثنائية في مسار الصراع المفتوح مع العدو الصهيوني، وتوَّجت مسيرتها بمحطات خالدة ومفصلية من تحرير الجنوب عام 2000، إلى انتصار تموز وآب 2006، وصولاً إلى ما تفعله اليوم جبهة الإسناد لغزة من جنوب لبنان.

 

 

يحتفل لبنان بعيد المقاومة والتحرير في يوم 25 أيار / مايو من كل عام، وهو تاريخ اندحار الجيش الصهيوني من معظم الأراضي اللبنانية التي إحتلها في العام 1978م.

 

 

المقاومة، تستفيد من وجود عددٍ كبير من المبدعين والموهوبين في مجالات الكتابة والتأليف والتوزيع الموسيقيين والإخراج التلفزيوني، ضمن بيئتها اللصيقة، ومن المخلصين لها، حتى أنّ هؤلاء قدموا أعمالاً خالدة يحفظها الناس من دون أن يعرفوا أسماء صنّاعها وتحكي قصصها، ففي ذكرى إنتصار أيار وعيد التحرير اللبناني نذكر بعض الأناشيد التي تم إنشادها في هذا المجال.

 

 

أهازيج المقاومة

 

 

كيف لا تؤثر علينا أناشيد المقاومة في حين أنه إذا إستمع شخص إليها، يقف استعداداً، ويرفع قبضته ويهتف، ويشعر في أعماقه بفخر ونشوة واعتزاز بأبطال صنعوا المعجزات.

 

 

أهازيج المقاومة الشامخة… أيّ مقاومة؟ كل مقاومة مدججة بسلاح البطولة والعقيدة تدعمها مقاومة مدنية مزودةٌ بعيون المؤازرة المجتمعية، ليهب الشعب اللبناني الى التحرر والوحدة، بضلوع كأنها صدور الكادحين الصامدة، وبقبضات كأنها أكفّ الحطّابين الخشنة، وبأناشيد كأنها هتافات البحارة المالحة، وبالدم السكيب منهم على تراب الأمومة والأبوة والعمومة والخولة متعرّجاً كما لو أنه يرسم بالأحمر الغالي خريطة الوطن على مساحة الضوء المشرقي! وتتصاعد منهم مرتلّة “الله أكبر”.

 

 

“عرس النصر”

 

 

أخذت أناشيد المقاومة قبل التحرير الطابع الحماسي الثوري وإيقاع “المارشات” العسكرية المتناسب مع عمل المقاومة المسلحة، حتى جاءت لحظة التحرير. حين نقلت شاشات التلفزيون، بالبث المباشر، مشهداً لجنوبيين في بلدة الطيري وهم في دبكة بشكل عفوي من دون موسيقى، التفت المؤلف الموسيقي أسامة همداني إلى هذا النقص في المكتبة الموسيقية للمقاومة، حيث “أعددنا أناشيد للقتال ولم نعدّ أناشيد للنصر”.

 

 

كانت كلمات “عرس النصر” التي كتبها الشاعر الشيخ طارق إدريس بين يدي همداني، ومطلعها “حمداً لله أتى الظفر، حمداً لله، أبطالكَ يا وطني انتصروا، هم حزب الله”.

 

 

وكان الوصول إلى لحنٍ يصلح للدبكة اللبنانية ولا يخالف الأحكام الشرعية المتعلقة بالموسيقى مسألة شائكة. لكن همداني توصل أخيراً إلى حلها بعد نقاش مع شقيقه الفنان أحمد همداني مدير “مركز أطوار الموسيقي”، مستلهماً أجواء “راجع يتعمّر لبنان” من دون أن يقع في التقليد والاستنساخ طبعاً، موائماً بين اللحن المبهج الصالح للدبكة وبين الآلات الموسيقية “العسكرية” والأصوات الرجولية لمنشدي فرقة “الإسراء”.

 

 

هكذا وُلِدَ لحن النشيد الذي سيتداوله الناس سريعاً حتى يصبح أهزوجةً للتحرير، ويكاد لا يُذكَر أحدهما – التحرير والنشيد – من دون الآخر! في حديثه إلينا، يذكّر أسامة نفسه وجميع زملائه العاملين في مجال الكتابة والتأليف الموسيقي والإنشاد المقاوم، بضرورة تحضير أناشيد النصر القريب في معركة “طوفان الأقصى” على جبهة غزة وجبهات الإسناد، “كي لا يباغتنا النصر قبل أن نستعدّ فنياً لاستقباله والاحتفاء به”.

 

 

“إني جنوبي صامد”

 

 

أما نشيد “إني جنوبي صامد” من أعمال فرقة إسراء أيضاً تشير إلى بطولات حزب الله وإنتصار أيار وجاء في مطلعها:

 

 

“إنّي جنوبي وحسبي ما أنا.. جبل الصمود ونوحة الشهداء.. باق هنا في قريتي كترابها.. وهنا ستبقى إن أمُت أشلائي.. تاريخ أدوّن في الصحائف.. أنني أسطورة لتحمل القرحات.. دوّن أنني ما برحت مقاوماً.. حتى يصير النصر تحت  لوائي..”.

 

 

“هلت إلنا ذكرى الإنتصار”

 

 

هذا النشيد تم إنشاده بعد إنتصار 25 أيار وإحتفل به اللبنانيون به بهذه الكلمات: “هلت إلينا ذكرى الإنتصار.. الخامس والعشرين من أيار.. رموز حي الثوار .. أبطال بلاد الأحرار.. حزب الله حزب الله صنع الإنتصار..”.

 

 

“حلم أيار”

 

 

أما نشيد “حلم أيار” الذي ينشده المنشد المقاوم “علي العطار” وفرقته، تحتفل بالنصر بهذه الكلمات: “وقف الصبح على تلالنا.. شال النصر أصفر.. لما زرع أشبالنا العز والوفاء.. لون الشمس طلع.. حرسوا الدار.. وحقق حلم أيار..”.

 

 

“أيار زغرد للتحرير”

 

 

ما أجمل النشيد الذي يبدأ باسم “حزب الله” ويحكي إنتصاره على الجيش الذي كان يزعم أنه لا يُهزم!، كلمات تستبشر بحضور حزب الله لهزيمة الصهاينة، جاء فيه: “حزب الله قادمون.. أيار زغرد للتحرير.. بشهيد وجريح وأسير.. بشعب مقاوم.. وطفل و عجوز وصغير.. “.

 

 

أما الأناشيد الأخرى التي لا يمكن إحصاؤها كثيرة في هذا المجال منها “مجد أيار” الذي يقول: “مجدك أيار إنكتب .. والشعب الصامد غلب..”، أو أناشيد مثل: “النصر الساطع”، “جنوبي الهوى قلبي”، وغيرها.

 

 

أما الموضوع المشترك في كل هذه الأناشيد هو روح الحماس الذي يبعثه في المستمع حيث يرافقه معه لكي يقبض قبضته ويردد مع المنشد نفس الكلمات، ففي عيد التحرير اللبناني أناشيد المقاومة تعزف على أوتار النصر لكي تبعث للعالم رسالة وهي “إن حزب الله هم الغالبون”، و “ما النصر إلا من عند الله العزيز الحكيم”.

 

 

 

المصدر: الوفاق

الاخبار ذات الصلة