تخللها التوقيع على 19 إتفاقية ومذكرة تعاون فقط في مجال الصناعة والتعدين والتجارة

المحصلة الإقتصادية لزيارة الرئيس الإيراني إلى الصين

الصين تستورد سنوياً أكثر من ألفي مليار وخمسمئة مليون دولار، وحصة إيران من هذه السوق الكبيرة ورغم العلاقات السياسية الجيدة هي بين 13 إلى 14 مليار دولار فقط

قال رئيس منظمة تنمية التجارة الإيرانية: إن زيارة الرئيس الإيراني الى الصين تخللها التوقيع على 19 اتفاقية ومذكرة تعاون فقط في مجال الصناعة والتعدين والتجارة، بمعزل عن 20 مذكرة رئيسية تم التوقيع عليها، وإن قيمة الاتفاقيات هذه بلغت 3/5 مليار دولار فقط في مجال الصناعة والتعدين والتجارة.

وأضاف علي رضا بيمان باك، مساء الجمعة، في تصريح متلفز: سافرت وفودنا التخصصية وممثلو شركاتنا الى الصين قبل أسابيع من زيارة رئيس الجمهورية، وأجروا هناك مفاوضات جادة مع شركائهم الصينيين، كما أن بعض الوزراء الايرانيين سافروا الى الصين قبل أيام من زيارة رئيس الجمهورية وزاروا ليس فقط العاصمة بكين، بل مختلف المصانع والمنشآت الصناعية الكبيرة في مدن مختلفة وأجروا مفاوضات جادة، وإننا قد وقعنا فقط في مجال الصناعة والتعدين والتجارة 19 مذكرة تعاون، بمعزل عن 20 اتفاقية رئيسية تم توقيعها بين البلدين، وإن قيمة الاتفاقيات فقط في المجال المذكور هي 3/5 مليار دولار.

* إنجازات جيدة في مجال التعدين

وأوضح بيمان باك إن هناك إنجازات جيدة جداً في مجال التعدين تم تحقيقها خلال هذه الزيارة، كما تباحث الجانبان حول حقل الصناعة والمشاركة الصناعية وموضوع نقل التكنولوجيا والتعاون المشترك للبلدين في السوق الصينية وأيضاً في السوق الايرانية، وكذلك في مجال تصنيع السيارات، كما تم الاتفاق على التعاون في مجال التجارة الرقمية والتعرفة الجمركية وإقامة المعارض والتواجد الحقيقي والجاد للشركات الايرانية في الصين، وكذلك للشركات الصينية في ايران.

وأضاف بيمان باك: إن الجانب الايراني ناقش مع الجانب الصيني أيضاً قضية التسويق للبضائع الايرانية، مشيراً الى أن مواقع التسويق الإلكتروني والتطبيقات الصينية يبلغ حجم المبادلات فيها بين 50 إلى 80 مليار دولار، ودخول البضائع الايرانية ضمن البضائع المعروضة في هذه المواقع التسويقية. وتابع: ان الصين سوق كبيرة للاستيراد وتستورد سنوياً أكثر من ألفي مليار وخمسمئة مليون دولار، وإن حصة ايران من هذه السوق الكبيرة ورغم العلاقات السياسية الجيدة هي بين 13 إلى 14 مليار دولار فقط.

* تسويق المنتجات الإيرانية

وقال رئيس منظمة تنمية التجارة: لقد جرى تخطيط جيد لتسويق المنتجات الايرانية مثل المكسرات ومنتجات الألبان والمحاصيل الزراعية بالاستفادة من مواقع التسويق الإلكتروني الصيني والتطبيقات الصينية من أجل بيع المنتجات الايرانية بالمفرّق في السوق الصينية لكسب قيمة مضافة أعلى.

ورداً على سؤال حول مدى قرب هذه الاتفاقيات من المرحلة العملية، أوضح بيمان باك: في بعض هذه المفاوضات حضر مدراء وأعضاء هيئة إدارة الشركات من الجانبين، وإن العمل في الحقيقة قد بدأ منذ شهور بين المسؤولين القانونيين والتقنيين في هذه الشركات؛ وعلى سبيل المثال فان في مجال السيارات والمركبات، تم عقد عدد من الاتفاقيات الجيدة، والعمل قد دخل في مرحلة التنفيذ.

* تفاهمات جيدة في صناعة الصلب

وشرح بيمان باك: إن تفاهمات جيدة تم التوصل إليها في مجال صناعة الصلب وجميعها ستنفذ، كما بقي عدد من أخصائيينا في بعض الحقول في الصين من أجل متابعة تنفيذ الاتفاقيات ووضع برامج التنفيذ.

وفي معرض الإجابة عن سؤال حول طاقة البنى التحتية في ايران لتلبية حاجة وحجم هذه الاتفاقيات الموقعة مع الصين، قال بيمان باك: إن وفداً من النشطاء التجاريين والاقتصاديين ضم 50 شخصية من القطاع الخاص رافقوا الوفد الرسمي الايراني الى الصين وأقاموا اجتماعات هناك مع مركز التطوير التجاري الصيني واجتماعات عبر الفيديو واليوتيوب أيضاً مع نظرائهم الصينيين، وخلال هذه الاجتماعات جرى التفاوض حول الإنتاج المشترك والاستثمار حتى للتصدير المشترك الى باقي الدول، كما قرر وزيرا التجارة في البلدين أن تستفيد ايران من أسواق دول الاتحاد الأوراسي عبر الإنتاج المشترك الصيني – الايراني.

كما شرح بيمان باك: إن زيادة كلفة النقل والشحن دفعت التجارة الدولية نحو التجارة الإقليمية كتوجه البضائع من الصين الى ايران والعراق أو آسيا الوسطى مثلاً.

* الإنضمام لـ “بريكس”

وفيما يتعلق بمجموعة “بريكس” وإمكانية مساهمة الصين في الربط بين هذه الدول وايران، شدد بيمان باك على أهمية هذا الأمر تجارياً وسياسياً، وقال: إن انضمام ايران الى هذه المجموعة سيوجد ارتباطاً وثيقاً بين التجار الايرانيين وتجار هذه الدول، كما سيتم ايجاد علاقة وثيقة مع لجنة العلم والتكنولوجيا التابعة لمنظمة شنغهاي أيضاً، وستستفيد المؤسسات العلمية والتكنولوجية الايرانية من فتح المجال أمام تصدير منتجاتها، كما سيزيد من مجمل الإنتاج الايراني. وأضاف: إن الجانبين الايراني والصيني ناقشا أيضاً إنشاء مدينة صناعية مشتركة للبلدين في داخل ايران تنشط فيها الشركات المتوسطة الصينية والايرانية لإنعاش الصناعات المتوسطة والصغيرة أيضاً.

كما أكد رئيس منظمة تنمية التجارة على ضرورة قيام ايران برفع مستوى وتأهيل البنى التحتية في مجال النقل والشحن من أجل تنشيط الحركة التجارية هذه. مضيفاً بأن إجراءات جيدة تم اتخاذها في مجال الجمارك، وتم زيادة القدرة والإمكانيات في هذا المجال وأصبحت الجمارك الايرانية تعمل على مدار الساعة تقريباً وقدر الإمكان، مضيفاً بأنه تم فتح دوائر جمركية كانت غير فعالة في السابق وسيتم زيادة قدرات وإمكانيات الموانئ الايرانية وتحديث معداتها.

 

المصدر: فارس للأنباء