الشهيد حسن باقري؛

قياديٌ فتيّ جادت به ثورة الإمام الخميني(قدس)

عند استعراض مسيرة وانطلاق عمل حرس الثورة الإسلامية في إيران، والتعرف على قادته وشهدائه، لا يمكننا سوى التوقف طويلاً، عند قائد يعتبره الإمام السيد علي الخامنئي (حفظه الله) "معجزة الثورة الإسلامية"، لما حققه من نبوغ عسكري، لا مثيل له عند أكثر الجنرالات في العالم

2023-03-06

الشهيد غلام حسين أفشردي المعروف باسم “حسن باقري”، الذي ولد في 16 آذار 1956، في مدينة طهران. نشأ وترعرع وسط عائلة مؤمنة موالية لأهل بيت العصمة والطهارة (ع) ونظراً للحب الذي يحمله والداه للإمام الحسين(ع) فقد أسمياه “غلام حسين” تبركاً وتيمناً ومن ثم اصطحباه في الثانية من عمره لزيارة كربلاء.

دور الشهيد في انتصار الثورة

أُرسل إلى الجيش في آذار 1977، للخدمة في فترة الطوارئ، وبعد أن أكمل تدريبه في ثكنة “جلديان نقدي” نُقل إلى إيلام. وتزامناً مع اتساع رقعة الثورة الإسلامية وفتوى الإمام الخميني(قدس) بهروب الجنود من المعسكرات ترك الشهيد باقري الخدمة والتحق بأمة حزب الله موظفاً كامل وقته للعمل لتحقيق أهداف الثورة الإسلامية.

بعد انتصار الثورة الإسلامية

وفي عام 1979، بدأ عمله الصحافي في جريدة “جمهوري إسلامي”. خلال تلك الفترة، وبدعوة من الأمم المتحدة، أوفدته الصحيفة، كمراسل برحلة استغرقت 15 يومًا إلى لبنان والأردن، وفي الزيارة أعد تقريراً تفصيلياً شاملاً عن الأوضاع المأساوية التي يعانيها المسلمون في تلك المنطقة. في عام 1980 وبُعيد ساعات قليلة من الإنزال الأمريكي العسكري في صحراء طبس، انطلق الشهيد وكان أول صحافي يصل المنطقة. كتب ونشر أربعة تقارير عن تلك الحادثة، جنّده حرس الثورة الإسلامية أوائل العام 1980، وكانت بداية نشاطه في جهاز استخبارات الحرس واختار حينها لقب “حسن باقري”. مع اندلاع حرب صدام على إيران، توجه إلى جنوب البلاد مع عدد من عناصر حرس الثورة، حينما احتلت القوات العراقية مدينة خوزستان. ذاع صيته بعد مضي شهرين من حضوره في الجبهة، بحيث أن ممثل الإمام في الهيئة العليا للدفاع وأعضاء تلك الهيئة والقادة العسكريين نظروا إليه كشخصٍ عالمٍ بأدق المعلومات والقادر على تقديم الحلول.

خلال الفترة التي قضاها في الحرب، استخدم خبرته التي اكتسبها من عمله الصحفي في إيران، وزيارته الى لبنان لجمع المعلومات والخرائط والحسابات العملية، وتسجيل الصوت عند الجبهات الإيرانية، وترجمة الوثائق إلى تقارير معلوماتية منظمة. وهو يعتبر مؤسس وحدة المخابرات والعمليات في الحرس، إذ اعتبر جمع المعلومات هو الأمر المطلوب أكثر، قبل تنفيذ العمليات بنسبة 90 %، وكلما زادت المعرفة كلما قلت المشاكل وزادت نسبة الانتصار.

العروج

استشهد في الـ 29 كانون الثاني 1983 حينما أصيب بقذائف الهاون برفقة الشهيد مجيد بقائي، في محور عمليات “فكة”، أثناء دراستهم لمنطقة العدو. ودُفن جثمانه في مقبرة “بهشت زهراء” في طهران.

 

المصدر: الوفاق/خاص