سيربط إيران بسوريا والأردن بعد إطلاقه

هل ستحل عقدة خط شلمجة-البصرة السككي؟

هذا المشروع مرتبط باتفاقية التعاون الاستراتيجي بين إيران والصين، باعتبار أن مثل هذا المشروع الضخم قد يصبح رديفاً لطريق الحرير الذي يمتد من الصين إلى باكستان فإيران إلى العراق وانتهاء بسوريا

2023-04-07

زار وزير النقل العراقي، رزاق محيبس السعداوي، العاصمة الايرانية طهران يوم الأربعاء الماضي على رأس وفد رفيع، والتقى بوزير الطرق وإعمار المدن الايراني، مهرداد بذرباش، وأجرى معه مباحثات مكثفة حول تطوير التعاون الثنائي بمجال الشحن والنقل البري والبحري بين البلدين، على رأسها مشروع الربط السككي عبر خط شلمجة – البصرة السككي.

* بدء إنشاء خط شلمجة-البصرة السككي

وفي هذا السياق، أعلن وزير الطرق وإعمار المدن الايراني، مهرداد بذرباش، عن اتفاق ايران والعراق على البدء بالأعمال التنفيذية لخط سكك الحديد بين شلمجة والبصرة والجسر المتحرك بعد شهر رمضان المبارك.

وشرح بذرباش، على هامش لقائه وزير النقل العراقي رزاق محيبس السعداوي، الاتفاقات التي تم التوصل إليها بشأن مختلف القضايا في مجال النقل، وقال: إن الجمهورية الإسلامية الإيرانية لديها مشاريع مهمة في مجال النقل لتوسيع التعاون مع العراق في ضوء الحدود المشتركة الطويلة بينهما.

وأشار وزير الطرق وإعمار المدن الايراني إلى الزيارة التي قام بها وزير النقل العراقي إلى إيران، وقدم شرحاً بخصوص الاتفاقات التي تم التوصل إليها بين البلدين، وقال: إن مشروع سكك الحديد شلمجة – البصرة هو مشروع تأخر منذ سنوات. وأضاف: بالنظر إلى أن هذه المنطقة، من شلمجة الى داخل الأراضي العراقية، كانت ملغومة خلال الحرب، فقد تم الاتفاق مع وزير النقل العراقي على أن تتولى ايران في أسرع وقت ممكن، عمليات إزالة الألغام بعد شهر رمضان المبارك.

وأوضح بذرباش أن الاتفاقية بين البلدين تتضمن البدء في إنشاء خط سكة حديد شلمجة – البصرة بطول 32 كيلومتراً من قبل جمهورية العراق، وأضاف: يقع نهر أروند في مسار خط سكك الحديد، وتقرر أن تقوم إيران ببناء جسر متحرك عليه وستبدأ بتشييده بالتزامن مع إنشاء العراق للخط السككي.

وبحسب بذرباش، فقد تقرر تخصيص الأراضي اللازمة حول نهر أروند للجمهورية الإسلامية الإيرانية لبناء الجسر، وتعهدت وزارة الطرق العراقية بالقيام بذلك في أقرب وقت ممكن، وأضاف: تم الاتفاق على استكمال خط سكك الحديد هذا وإنشاء الجسر المتحرك على نهر أروند خلال عام ونصف؛ وفيما لو استغرق العمل وقتاً أطول، فسيتم إبرام الاتفاقية اللازمة بين البلدين.

وأعلن وزير الطرق وإعمار المدن أن مد خط سكك الحديد وتشييد الجسر سيبدأ مباشرة بعد شهر رمضان المبارك، وقال: خط سكك الحديد داخل ايران تم إنجازه ووصلنا الآن إلى نقطة الصفر الحدودية. كما أعلن عن اتفاقيات أخرى في مجال النقل بين البلدين، وقال: في هذا الاجتماع، تم الاتفاق بين إيران والعراق على إعداد خطة شاملة للتعاون في مجال النقل في مختلف قطاعات السكك الحديدية والطرقية والبحرية.

وتم الاتفاق أيضاً على إنتشال السفن الغارقة وغير ذلك من نهر أروند وإجراء عمليات التجريف الضرورية وتقرر متابعة هذه القضايا في إطار اللجنة المشتركة. كما دعا وزير الطرق وإعمار المدن الى زيادة عدد الرحلات الجوية بين إيران والعراق من 120 رحلة إلى 200 رحلة في الأسبوع، واقترح أيضاً زيادة السفر الجوي ذهاباً وإياباً إلى العراق في الأسبوعين السابقين لزيارة يوم الأربعين.

* عزم العراق لإنشاء الخط

من جانبه، أكد وزير النقل العراقي عزم بلاده على البدء بالعمليات التنفيذية لإنشاء خط سكك الحديد شلمجة – البصرة.

وتباحث رزاق محيبس السعداوي، في زيارته إلى إيران التي استغرقت يوماً واحداً، خلال اجتماعه بوزير الطرق وإعمار المدن الايراني، حول الآلية التنفيذية لخط سكك الحديد شلمجة – البصرة، وتحديد الشركة المنفذة للمشروع وسائر القضايا المتعلقة به.

ولفت وزير النقل العراقي إلى أن مسار خط سكك الحديد تم تحديده من قبل الجانب العراقي، وأكد عزم العراق الجاد على بدء تنفيذ المشروع، وقال: إن الحكومة العراقية أخذت بنظر الاعتبار اعتمادات هذا المشروع في ميزانية العام 2023.

وبحسب هذا التقرير، كانت قضية العبور البري وحركة الشاحنات العراقية في حدود مهران وشلمجة وجذابة من الموضوعات الأخرى التي تم طرحها في هذا الاجتماع وتقرر متابعة هذا الموضوع من قبل وزارة الاقتصاد العراقية. كما أجرى الجانبان محادثات حول خط سكك الحديد وطريق “خسروي” البري المؤدي إلى بغداد.

* رفع عدد الرحلات الجوية

من جهته، قال نائب وزير الطرق وإعمار المدن الايراني: إن خط سكة الحديد شلمجة – البصرة سيربط، بعد إطلاقه، إيران بالأردن وسوريا وباقي دول الجوار، فضلاً عن العراق.

وأعلن شهريار أفندي زادة، في مقابلة تلفزيونية، عن حصول توافق مع السلطات العراقية للربط السككي بين إيران والعراق، وقال: تبذل جهود منذ سنوات طويلة لربط شلمجة بالبصرة سككياً ومن ثم كربلاء المقدسة. وأضاف: سيتم الانتهاء من مشروع الربط السككي بين شلمجة والبصرة في غضون عام ونصف عام.

وأشار إلى متاخمة 5 من المحافظات الإيرانية للعراق ووجود معبر شلمجة على الحدود البرية المشتركة كونه أهم معبر حدودي، وأضاف: مع استكمال مشروع شبكات سكة الحديد سيتم الربط بين إيران والعراق وسيكون بمقدور عدد كبير من الزوار الايرانيين التوجه إلى العتبات المقدسة بالقطار.

وأشار نائب وزير الطرق إلى حصول توافق مع الجانب العراقي بشأن النقل الجوي، وقال: نظراً إلى تنقل الزوار بين إيران والعراق في الأربعينية الحسينية، فان مشاورات جرت مع الجانب العراقي بشأن الرحلات الجوية وتقرر رفع عدد الرحلات الجوية من 120 رحلة في الأسبوع إلى 200 رحلة.

وحول المشاورات التي تجريها إيران مع العراق بشأن النقل البحري، قال: جرت مشاورات عديدة مع العراق بشأن عمليات تجريف نهر أروند للربط البحري بين البلدين، مما سيلعب دوراً مؤثراً في الاستثمار المشترك.

* نبذة عن الخط

يذكر أن منذ عام 2016، بدأ الحديث عن مشروع سكة حديد تربط شلمجة الإيرانية بالبصرة في العراق، وصولاً إلى ميناء اللاذقية على البحر المتوسط في سورية.

وبإنشاء هذا الخط، ستسمح شبكات سكك الحديد الموجودة في العراق بربط إيران بسوريا، في طريق يمر من البصرة إلى بغداد ومنها إلى مدينة القائم على الحدود العراقية-السورية. وكانت القوات الأمريكية الموجودة في التنف وقوات المعارضة السورية، تشكل عائقاً أمام هذا المشروع؛ لكن المسار الحالي سيمر من القائم إلى دمشق عبر محافظة حمص.

يشار الى أن هذا المشروع مرتبط باتفاقية التعاون الاستراتيجي بين إيران والصين، والتي وقعها الطرفان مؤخراً، باعتبار أن مثل هذا المشروع الضخم، الذي يمتد على مسافة 1041 كيلومتراً ويكلف قرابة 10 مليارات دولار، قد يصبح رديفاً لطريق الحرير الذي يمتد من الصين إلى باكستان فإيران إلى العراق وانتهاء بسوريا.

 

المصدر: الوفاق/ خاص