وأفادت اللجنة الإعلاميّة التابعة لمؤسّسة المصطفى (ص)، لوحظت إنجازات ياغي على المستوى العالمي. في السنوات العشر الماضية، حصل على 19 جائزة علمية مختلفة، منها 16 جائزة دولية مرموقة تم تكليفه بها بعد حصوله على جائزة المصطفي(ص).
جائزة أكاديمية توبا في العلوم الأساسية والهندسة (2016)، جائزة اسبایرز التذكارية للجمعية الملكية للكيمياء (2017)، وسام الملك عبد الله الثاني من الدرجة الأولى (2017)، الجائزة الدولية للجمعية التنسيقية اليابانية للكيمياء (2017)، جائزة ألبرت آينشتاين للعلوم العالمية، مجلس الثقافة العالمية (2017)، جائزة الكويت في العلوم الأساسية (2017)، جائزة ENI في الطاقة (2018)، جائزة حدود العلوم والمعرفة في العلوم الأساسية من المؤسسة الإسبانية BBVA عام 2018 وجائزة وولف في الكيمياء (2018) من أبرز الجوائز العلمية تم منحها للبروفيسور ياغي.
وكذلك جائزة الأمير سلطان العالمية للمياه (2018)، جائزة غريغوري أمينوف من الأكاديمية الملكية السويدية للعلوم (2019)، ميدالية محمد بن راشد للعلوم (2019)، ميدالية أغسطس فيلهلم فون هوفمان من الجمعية الكيميائية الألمانية (2020)، جائزة المياه المستدامة لجمعية الكيمياء الملكية (2020)، جائزة محاضرة ارتل من معهد فريتز هابر (2021)، جائزة AAAFM-Nakamura عام 2021، وجائزة وینی فیوجر للإنجاز المتميز في المجالات الناشئة ( 2021) في السنوات السابقة.
تجميع الجزيئات معًا لبناء عالم جديد
اليوم، العديد من المواد الجديدة هي نتيجة إنجازات عالم كان يدرس الروابط والتفاعلات بين الجزيئات لعقود. في نظر المجتمع العلمي، هو المكتشف الرئيسي لفرع جديد في الكيمياء فوق الجزيئية يسمى “كيمياء الشبكة”.
ولد عمر مونس ياغي عام 1965 في عائلة فلسطينية كبيرة أصبحت لاجئين في الأردن. عندما بلغ ياغي سن 15، ذهب إلى أمريكا بتشجيع من والده. على الرغم من مهاراته اللغوية الضعيفة، بدأ دروسًا في كلية هدسون فالي الإقليمية ثم تخرج من جامعة ولاية نيويورك في ألباني. حصل ياغي على درجة البكالوريوس في عام 1985 من هذه الجامعة وعلى درجة الدكتوراه في عام 1990 من جامعة إلينوي في أوربانا تحت إشراف البروفيسور والتر جی کلمبر. بعد ذلك بوقت قصير، أصبح ياغي مساعدًا للبروفيسور ريتشارد إتش هولم في فريق البحث بجامعة هاروارد.
يُعرف ياغي بريادته في مجال كيمياء الشبكات، أو علم بناء الهياكل الكيميائية من كتل البناء الجزيئية. يهتم هذا العلم بربط كتل البناء الجزيئية (الجزيئات العضوية، التجمعات المعدنية، المتشعبات، الببتيدات، البروتينات وما إلى ذلك) بهياكل محددة مسبقًا تتكرر فيها هذه الوحدات وتتماسك معًا بواسطة روابط قوية. وهو معروف بإدخاله لمجموعة متنوعة من المواد البلورية المسامية، وهي الأطر المعدنية العضوية، الأطر العضوية التساهمية وأطر الإيميدازولات الزيوليتية (MOFs ، COFs ، ZIF). في عام 2015، فاز ياغي بجائزة المصطفى (ص) لتصميم وتصنيع طبقات من هذه المركبات.
طور ياغي هذا الفرع من الكيمياء من علم أساسي إلى تطبيقه. نجح في تصميم هيكل الهياكل ووظائفها وبيئة المسام ومعايير إنتاج المواد البلورية مع القدرة على تخزين وفصل الهيدروجين، الميثان، ثاني أكسيد الكربون، الماء، المواد العضوية المتطايرة، الببتيدات والبروتينات.
يمكن أيضًا استخدام الأطر العضوية المعدنية في تحفيز التفاعلات التي تؤدي إلى إنتاج طاقة نظيفة: تحويل الميثان إلى ميثانول، والماء إلى الهيدروجين والأكسجين، وتفاعلات التدوير العضوي، وتفاعلات تكسير رابطة الكربون-الكربون. وقد نجح أيضًا في توضيح كيفية استخدام الأطر العضوية المعدنية لاستخراج الماء من الهواء الجاف وهو رائد في مجال النسيج الجزيئي.
لسنوات عديدة، كان هدف الكيمياء هو صنع المواد بالتصميم. المشكلة في ذلك هي أن إنشاء وحدات اتصال بأبعاد كبيرة يؤدي إلى مواد غير متبلورة تتحدى أي تصميم. جعل إنجاز ياغي هذا الحلم حقيقة واقعة وخلق نهجًا في الكيمياء أدى إلى إنتاج أكبر مجموعة متنوعة من المواد على الإطلاق. زادت القدرة على تشكيل هذه المواد حسب الرغبة من أهميتها وأسفرت عن تطبيقات محتملة واسعة؛ تم استخدام هذه القدرات في أكثر من ألف مختبر أكاديمي وصناعي. وقد أدى ذلك إلى تشجيع العديد من العلماء الشباب من جميع أنحاء العالم على دخول الكيمياء والبحث في مجال المواد الجديدة. نشر ياغي أكثر من 250 مقالة علمية، وتم الاستشهاد بكل مقالة أكثر من 300 مرة في المتوسط. إنه واحد من أفضل خمسة كيميائيين في العالم مع أعلى عدد من الاستشهادات.
كان نهج “المكونات البناءة” الذي اقترحه ياغي يمثل نموًا هائلاً في إنشاء مواد جديدة ذات تنوع وتعدد، وكلها لم تكن معروفة سابقًا في علم الكيمياء، ولم تكن هذه هي القصة الكاملة لأن هذا النهج الجديد يمهّد طريقة لاكتشاف التطبيقات المدهشة لقد جعل الأمر سلسًا بحيث يخرجون يومًا ما من قلب المختبرات. يناسب هذا العالم الكيميائي الرائع تعريفه للمصطلح المبتكر “كيمياء الشبكة”: تجميع كتل البناء الجزيئية معًا في هياكل ممتدة بواسطة روابط قوية.
