لماذا يؤكد الاحتلال على التطبيع مع المملكة؟

السعودية لم تنحاز لقطب واحد.. تتحرك حسب مصالحها

تحدث تقرير في موقع "أنتي وور"، للكاتب في السياسة الخارجية والتاريخ السياسي تيد شنايدر، عن التأثير الذي سيكون لاتخاذ السعودية موقفاً أكثر توازناً من علاقاتها مع الدول الكبرى في العالم، وتنسيقها العلاقات بين روسيا والصين والولايات المتحدة وأوروبا، وصولاً إلى إعلانها إعادة فتح العلاقات مع إيران، معتبراً أنّ الحياد السعودي هنا أصبح ذا قيمة أكبر.

2023-04-18

وفي تصريح سابق، قال وزير الخارجية السعودي إن بلاده “لا تؤمن بالانحياز إلى قطب واحد.. أو بالاختيار بين شريك وآخر”، وأكّد “حقّ المملكة في التصرف بناءً على مصالحها الخاصة.. وإقامة شراكات استراتيجية مع دول عديدة”.

وأوضح التقرير أنّ هذا النوع من الحياد هو انحياز في حدّ ذاته، ليس بين الولايات المتحدة من جانب وروسيا والصين من جانب آخر، ولكن بين وجهة نظر أميركية خالصة للعالم أحادي القطب، ونظرة عالمية متوازنة بين روسيا والصين، تؤمن بتعدد الأقطاب.

واعتبر التقرير أنّ “السعودية لم تختر روسيا أو الصين على الولايات المتحدة، لكنها اختارت وجهة النظر العالمية الروسية- الصينية على النظرة العالمية للولايات المتحدة”.

*عصر الهيمنة الأميركية في الشرق الأوسط انتهى

فقد رفضت الرياض الانضمام إلى نظام العقوبات على روسيا، وقامت بما هو أكثر من البقاء بعيداً عن القضية، إذ سعى السعوديون وراء مصالحهم الوطنية، وزادوا وارداتهم من النفط الروسي بأكثر من الضعف.

واصطف حياد السعودية مع فكرة العالم متعدد الأقطاب، بهدف إعادة التوازن من عالم أحادي القطب إلى عالم متعدد الأقطاب.

إذ وافق مجلس الوزراء السعودي على قرار الانضمام إلى منظمة شنغهاي للتعاون، كشريك في الحوار، كما تسعى المملكة إلى الحصول على عضوية في مجموعة “بريكس”، التي تسعى إلى تحقيق التوازن بين الهيمنة الأميركية وخلق عالم جديد متعدد الأقطاب.

وفي المقابل، تسعى إيران أيضاً إلى الحصول على عضوية في “بريكس”، وسبق أن وقعت منظمة “شنغهاي” مذكرة التزامات لتصبح إيران عضواً كامل العضوية.

ولا تعد العضوية في منظمة “شنغهاي” للتعاون، الطريقة الوحيدة التي يعمل بها الخصمان الإقليميان، على تحسين العلاقات بينهما والعمل مع الصين، بطرق تتعارض مع مخططات الولايات المتحدة، فالرياض تعمل مع بكين على تحسين العلاقات مع طهران.

ويعدّ انضمام السعودية إلى المعسكر الذي تقوده الصين، والشراكة مع إيران، إحباطاً بالنسبة إلى الخطط الأميركية في المنطقة، في وقت يستمرّ  العمل لإنهاء عزلة سوريا، واستئناف العلاقات الدبلوماسية بين السعودية وسوريا بقيادة روسيا.

وختم التقرير بأنّ “السعودية لا تتخلى عن علاقاتها مع الولايات المتحدة ولا تنحاز إلى الصين أو روسيا، ولكن بإصرارها على الحياد وعلى حقها في التصرف من أجل مصلحتها الخاصة، فإنّها تنحاز إلى عالم متعدد الأقطاب”، معتبراً أنه “بإعلانها حيادها في معركة وجهات النظر العالمية، لم تعد السعودية محايدة”.

*خطوة عملاقة نحو إنهاء الصراع العربي الصهيوني

أكد رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو أن تل أبيب تريد “تطبيع العلاقات وإقامة السلام مع السعودية”، معتبرا أن ذلك سيكون “خطوة عملاقة نحو إنهاء الصراع العربي الصهيوني”.

وخلال اجتماع في مكتبه، قال بنيامين نتنياهو للسيناتور الأمريكي ليندسي غراهام إن “” إسرائيل” تريد تطبيع العلاقات وإقامة السلام مع السعودية”.

وزعم: “نحن نرى التطبيع خطوة عملاقة نحو إنهاء الصراع العربي الإسرائيلي، ويمكن أن يكون لهذه الاتفاقية نتائج عظيمة ونتائج تاريخية لكل من الكيان الصهيوني والسعودية والمنطقة والعالم، حسب تعبيره”.

من جانبه، أوضح ليندسي غراهام لنتنياهو قائلا إنه يريد “تحسين العلاقات بين الطرفين”، في إشارة إلى السعودية.

وأكمل: “ونحن بحاجة إلى القيام بذلك بطريقة تبعث على الاطمئنان لأصدقائنا الصهاينة..أريد مساعدة الرئيس بايدن، وأخبرت ولي العهد السعودي محمد بن سلمان أن أفضل وقت لتحسين علاقتنا هو الآن، وأن الرئيس بايدن مهتم جدا بتطبيع العلاقات مع السعودية”.

واستطرد: “أعتقد أن الحزب الجمهوري ككل سيكون سعيدا للعمل مع الرئيس بايدن لتحريك العلاقات الأمريكية السعودية، سوف يتطلب الأمر الكثير من الجهد، لكن الأمر يستحق المحاولة “.

*إسماعيل هنية وخالد مشعل في السعودية

أفادت مصادر مقربة من حركة “حماس” أنّ وفداً قيادياً من الحركة وصل إلى السعودية مساء الاثنين، في زيارة تهدف إلى “أداء العمرة”، مع استمرار محاولات الحركة إجراء لقاءات مع مسؤولين سعوديين على هامش الزيارة الأولى التي تأتي بعد سنوات من الفتور.

وقالت المصادر إنّ الوفد يرأسه رئيس المكتب السياسي للحركة إسماعيل هنية، ويضم رئيس الحركة في الخارج خالد مشعل، وأعضاء المكتب السياسي موسى أبو مرزوق، وخليل الحية، وآخرين، ويقيم جميع أعضاء الوفد في الدوحة.

وذكرت المصادر أنّ السعودية سمحت للوفد بأداء العمرة في الأيام الأخيرة من شهر رمضان الجاري، لكنها حتى اللحظة لم ترد على طلبات لقاء وفد “حماس” بالمسؤولين السعوديين.

والزيارة الأولى لوفد “حماس” تأتي بعد سنوات من الفتور والقطيعة في العلاقات، وفي أعقاب تحسن علاقة السعودية مع إيران.

*أبو مازن يصل الرياض

إلى ذلك وصل الرئيس الفلسطيني محمود عباس بدعوة رسمية من ملك السعودية، الثلاثاء المملكة يرافقه كل من حسين الشيخ وزير الشؤون المدنية ورئيس المخابرات الفلسطينية ماجد فرج.

 

المصدر: وكالات

الاخبار ذات الصلة