كتابة السناريو وزيادة الإنتاج من الأمور الهامة

دراما المقاومة في لبنان.. مشاكل وحلول

الهدف من النقد هو التطوير ورؤية المشاكل من أجل تحسينها ومعالجتها في الإنتاجات اللاحقة.

2023-05-06

أقيمت مساء يوم الجمعة ندوة إفتراضية ثقافية عبر منصة الزوم تحت عنوان “دراما المقاومة في لبنان.. مشاكل وحلول” برعاية أكاديمية الشرق الجديد للإعلام والفن، وكان ذلك بحضور الدكتور نبيه أحمد مقدّم البرنامج، وضيف اللقاء الدكتور حسين سماحة وهو باحث لبناني في الدراسات الفنية وخاض تجربة جميلة في موضوع التدريب والتعليم والمونتاج والتصوير، ومثّل مع المخرج العزيز الشهيد حسين عبدالله، وعمل أيضاً في مؤسسة “ميراث” لإنتاج الفن التي تتعلق بموضوع الشهداء وترجم العديد من الأفلام وشارك أيضا في كثير من الأفلام، ولديه تجربة جميلة جداً في عالم الفن.

كما شارك في الندوة خبراء السينما في مجال الإخراج والدراما، وتم بحث ومناقشة دراما المقاومة في لبنان، حيث عالج الدكتور حسين سماحة المشاكل التي تعاني منها دراما المقاومة، وبعد ذلك قام بعرض حلول لهذه المشاكل حسب رأيه، وكانت هناك مداخلة للمشاركين أيضاً، وفيما يلي ما جرى في هذه الندوة.

كل عمل فني يحتاج الى الفكر والتقنيات والفن

یشير الدكتور حسين سماحة إلى ذكرى رحيل الأستاذ طالب زاده وفي بداية كلامه يقول: في الأسبوع الماضي كانت الذكرى السنوية لرحيل أستاذنا العزيز المخرج السينمائي نادر طالب زاده، هذا المخرج العظيم الذي أنتم تعلمون جيداً دوره في دراما المقاومة وفي موضوع التدريس والإنتاج والإخراج والشخص الذي نذر كل حياته من أجل تصوير وترجمة الحقائق والشؤون الإنسانية وتحويلها الى أفلام ومادة بصرية يمكن ان يستفيد منها الناس، أنا شخصيا دُعيت لحفلة الذكرى السنوية لرحيله ووُزّع علينا منشورات ولفتني أحد المنشورات وأحب أن أبدأ به، يقول الأستاذ نادر طالب زاده: “هوليوود صناعة، تزيد ميزانيتها عن الميزانية الكاملة للنفط الإيراني”، وتعلمون أن الدكتور نادر طالب زاده هو خريج الجامعات الأمريكية، ويُضيف: “لا ينبغي أن يكون لدينا مثل هذا التوقع”، نحن لا نبحث عن الترفيه، نحن نريد الحفاظ على الحقيقة، اذا تمكنا من القيام بذلك، فهذا يكفي لنا.

اذن وضع هدف مهم جداً بموضوع صناعة الدراما وهو الحفاظ على الحقيقة، ويتابع بالقول: يمكن أن تصل السينما لدينا الى هذه المرحلة عندما يتم تحسين تطورنا الفكري والتقني والفني.

كما تعلمون كل عمل فني يحتاج الى هذه الأسس الثلاثة، الفكر والتقنيات والفن، ويكون تحليليا، وعرض رؤيتي لموضوع دراما المقاومة في المضمون والشكل من خلال هذه الأسس الثلاثة، ويتابع الأستاذ نادر طالب زاده: لكن الأهم من هذا هو مستوى الوعي ويقول: لا تقلقوا لأنه ليس لدينا هوليوود، وبالتالي هنا أكمّل الإقتباس عن الأستاذ نادر طالب زاده، وبالتالي عندما نأتي وننتقد بيئة معينة في عالم الدراما أو سينما معينة، او انتاج معين، نحن لا ننتقده مقايسة بهوليوود، يعني نحن لا ننتظر من دراما المقاومة او اي دراما أخرى أن تكون منافسة لهوليوود وأنا من الآن لا أنتقد بناء على ما شاهدناه بهوليوود، لن نقايس، بل سأقول نظرتي الشخصية وأنا لا أستهدف بهذا الموضوع إنتاجاً معيناً بل رؤيتي الخاصة بهذا الموضوع، بناء على ما قرأناه في الكتب السينمائية، وبناء على تحليل علمي وقواعد منطقية موجودة في الكتب السينمائية او في امهات الكتب السينمائية.

تقسيم دراما المقاومة

ويتابع الدكتور سماحة كلامه حول تقسيم دراما المقاومة: هنا انتقل الى تقسيم دراما المقاومة إلى فئتين، فئة هي من إنتاج مؤسسات المقاومة، وفئة هي ليست من إنتاج مؤسسات المقاومة لكنها تتخذ من موضوع المقاومة وخاصة القضية الفلسطينية موضوعاً لها، مثلاً مسألة دراما معينة التي ليست من انتاج المقاومة هي تنقل بالفعل وجهة نظر قد لا توافق عليها المقاومة، مثلاً مسلسل التغريبة الفلسطينية، وكلنا شاهدناه وهو من اخراج المرحوم حاتم علي، هو عبارة عن مسلسل درامي، والمقاومة لا تتبناه، لا في فلسطين ولا لبنان ولا في أي مكان آخر، صحيح أنه يتكلم عن القضية الفلسطينية ولكنه مسلسل تجاري،لم تتبناه المقاومة، وبالتالي هي ليست مسؤولة عنه، بالمقابل الدراما التي تنتجها المقاومة هي دراما تنقل وجهة نظر المقاومة، يعني نحن عندما نشاهد مسلسل كما “الغالبون” مثلاً، نحن نشاهد رأي المقاومة في هذه القصة التي جرت، ولكل فئة من هاتين الفئتين، خصائصها وعناصرها ونقاط قوتها ونقاط ضعفها، مثلاً دراما المقاومة هي دراما بالواقع ليست تجارية لأنها اعتمدت على المحاربة، بالمقابل الدراما التي ليست من انتاج المقاومة، هي دراما ليست محاربة كما شاهدنا في التغريبة الفلسطينية، او في الانتاجات الأخرى من أفلام ومسلسلات مثل مسلسل “انا القدس” من اخراج باسل الخطيب، ودراما المقاومة لها حدود في العرض والجمهور لأنه كمان هي محاربة لأنه جمهور المقاومة بالفعل هو الجمهور الذي يشاهد ويتابع ويلاحظ هذا النوع من الانتاجات، وبالمقابل الدراما التي لا تنتجه المقاومة معى  أنها تبحث بالقضية الفلسطينية مثلا او قضية المقاومة بشكل عام، هي بالفعل ليست محاربة ويمكن لأي شخص أن يشاهدها، وبالنسبة لموضوع درماالتي تنتجها المقاومة هي دراما عندها محدودية في  الانتاج، لانه لا يمكن لاي شركة ان تنتج مسلسلات وافلام المقاومة، بالمقابل المسلسلات التي وجدناها تحكي المقاومة ولكنها ليست من انتاج المقاومة و لا تتبنى فكر المقاومة هي بالفعل لم يكن لديها محدودية بالانتاج وعُرضت على قنوات ووسائل عرض مختلفة ومنها ما عُرض على قنوات تابعة لدول قامت بالتطبيع مع العدو الصهيوني، وبالتالي هي ليست محاربة، اذن ما نريد أن نتكلم عنه هو الدراما التي تتنتجها المقاومة، يعني مما يقارب 20 او 25 سنة الىالآن من مسلسلات مثل “الغالبون” و “قيامةالبنادق” و”ملح التراب” و”السنابل” و”درب الياسمين”، وولاية العرض و البطل ولحن البحر، ويمكن ان نذكر بعض المسلسلات التي انتجها الإخوة الفلسطينيون منذ عام 2014 بدأوا به من مسلسل الفدائي بجزئيه وبوابة السماء، وعنقود وقبضة الأحرار، وشارة نصر جلبوع، ممكن ان نتكلم عن خصائص كل هذه المسلسلات والأفلام.

الهدف من النقد هو التطوير

ويضيف الدكتور حسين سماحة فيما يتعلق بنقد دراما المقاومة: عندما نحن نننتقد دراما المقاومة نحن لا ننتقد من أجل وضع الملح على الجرح، عادة الهدف من النقد هو التطوير، ورؤية المشاكل من أجل تحسينها، ومعالجتها في الإنتاجات اللاحقة، فالدراما المقاومة حققت أهدافا مهمة جداً وهي طبعا عندما تقرر أن يكون هناك دراما المقاومة، كانت هناك أهداف يجب أن تحققها دراما المقاومة، وهذه الأهداف والرسائل التي كان يجب أن تحققها وتوجهها المقاومة، وجهتها الى اكثر من جبهة، منها الجبهة الداخلية يعني لشعب المقاومة ولمؤيديها ولمناصريها، ولحلفائها، ومنها رسائل الى الدول المحيطة بدول المقاومة ومنها الرسائل للعدو،  مثلا واحدة من أهم الرسائل التي أدتها دراما المقاومة، كانت الرد على الدعاية الإسرائيلية الذي تحاول اظهار المقاومين كضعفاء، وعدم التكافؤ بالحرب بين الإسرائيليين والمقاومة، خاصة بالتكافؤ العلمي والعقلي والفكري، وبهذه المناسبة يمكن ذكر بعض الافلام التي تحدثت عن مثلا واقعة الأنصاريين التي عندما كثشفت كل أسرارها، واقعا كشفت عن قدرة هائلة للمقاومة، من ناحية التغلب على العدو الصهيوني، والكفاية العقلية لدى المقاومين، والسيطرة على طائرات الإستطلاع الإسرائيلية، وأخذ المعلومات التصويرية منها وتحويلها الى عمليات تستطيع انت هزم العدو الصهيوني، وتعلمون نتائح التي أتت في عملية الأنصاريين، دراما المقاومة استطاعت أن تنقل هذه الكفاءة لدى المقاومة.

رسالة لدول التطبيع

وفيما يتعلق بالصورة الموجهة من المقاومة في الأفلام يقول الدكتور سماحة: أن المقاومة مع ضعف الانترنت استطاعت ان تهزم العدو الصهيوني، في عدة مواقع وأهمها موضوع التحرير الذي حصل في لبنان عام 2000 والتحرير الذي حصل في غزة، وهذه الدراما في لبنان وفلسطين استطاعت ان تنقل وجهة النظر هذه، بكل الأدلة والبراهين التي يمكن ان تستفيد منها هذه الدراما، وأخيراً بالنسبة للرسائل التي استطاعت دراما المقاومة ان ترسلها للدول المحيطة بالمقاومة وهي مهمة جدا ورسالة عظيمة وهي ماهي النتيجة التي يمكن ان تحصل عليها الدول التي طبّعت مع العدو الصهيوني، من خلال ماذا؟ نلاحظ أنه في دراما المقاومة نحن دائماً نجد العميل الذي يتعامل مع العدو الصهيوني هو شخص ضعيف من الناحية النفسية، شخص غير سوي، وغير منطقي، وهو شخص بالنسبة للإسرائيلي حثالة، تتخلى عنه اسرائيل عندما ينتهي دوره، هو عبارة عن ورقة، عندما تضربه المقاومة تتخلى عنه اسرائيل في اللحظة التي يقع فيها، وبالتالي هي رسالة مهمة جداً لدول التطبيع أنه أنكم في تطبيعكم مع العدو  الصهيوني، لن تكونوا الفائزين بهذا التطبيع، ولو أن الصهيوني يجد في تطبيعكم الربح الأكبر له لن يفعل و لا يقوم بالتطبيع معكم.

مشاكل دراما المقاومة في المضمون وكتابة السناريو

وبعد ذلك يتطرق الدكتو رسماحة إلى مشاكل دراما المقاومة ويقول: من ناحية المضمون من البديهي أن نبدأ بموضوع كتابة السيناريو، وأعتقد أن كتابة السيناريو هي الخطوة الأولى، والتي إن بدأت بشكل صحيح يصبح الاحتمال الأكبر أن تأتي النتائج صحيحة، ولكن للأسف في الكثير من المسلسلات الدرامية التي أنتجتها المقاومة نجد سناريو هدفه القصة، والمحافظة على الحقيقة، صحيح، ولكن االفنيات هامة أيضاً كما قال نادر زاده، وتكلم عن الفكر والفن والتقنيات، نحن عندما نجد السيناريو ان المنتج من ضمن المقاومة، نجده خالي من الفنيات، مثلا موضوع الفلاش بك، وطبعا تعرفون اهمية الفلاش بك والعودة في الزمن، والاستشراف الزمني بالسيناريو، يعني الاهتمام بخصائص الزمن في كتابة السيناريو، ولدينا في السيناريو زمن واقعي، زمن درامي، وزمن حقيقي، هذه الأزمان عندما نشاهد نحن السيناريو الدرامي في المقاومة نجد أنها غير مأخوذة بعين الإعتبار، وتحس أن السيناريو مكتوب من اجل رواية القصة، وتبدأ من ألف باء الى ياء وهذا لا يصنع السيبنس في المقاومة، اذن عندما يكون السناريو عمله فقط رواية القصة للمحافظة على الحقيقة، نحن بالفعل نروي القصة من دون فنيات كتابة السناريو وهي اجراء هذه اللعبة الفنية التقنية الجميلة التي تزيد من الفنيات الموجودة في الدرما القصصية التي يجب أن يكون في السناريو، وهذا الضعف في السناريو يؤدي الى الضعف  في الإنتاج، وبالتالي السناريو هوأساس كل شيء، يقول احد المخرجين الأوكرانيين العظيمين الذي هو سيرجي ايزنشتين يقول في كتابه الإحساس الفيلمي، وهو معرّف المونتاج في كل تاريخ السينما، يقول في تعريفه للمونتاج أن المونتاج هو فن تداعي المعنى، مثلا اذا قمنا بتصوير امرأة تنظر الى الأسفل و ثم اذا قطعنا للقطة طفل رضيع، سوف يتداعى الى ذهن المشاهد، مسألة الحنان، والحنان هو شعور لا يمكن تصويره، بل يمكن ابرازه من خلال المونتاج، وهذه المسألة اذا كان السناريو ضعيف، ولا يتلاعب في الزمن من الألف الى الياء، ثم الرجوع و ثم العودة، هذا لا يسمح للمونتاج أن يبني مونتاجاً فيه تشويق على هذا الأساس، للأسف في دراما المقاومة نحن لا نجد  هذا التلاعب في الأزمنة، لا نجد فلاش بك ولا نجد تشويق، مثلا اذا شاهدتم مسلسل قصير حول جرنوبيل، هو احد المسلسلات القصيرة في تاريخ المسلسلات، وهو عبارة عن النظرة الأمريكية لحادثة جرنوبيل، ماذا فعل المخرج الأمريكي الذي صنع هذا الفيلم؟ صنع 6 حلقات ومن خلالها قال لنا الأحداث كما حصلت ثم في الربع ساعة الأخيرة في الحلقة السادسة ارجعنا الى ما قبل بداية الأحداث، وهذا يُسمى صناعة التشويق في صناعة السناريو، وبرأيي صناعةالتشويق غيرموجودة في سناريو المقاومة للأسف.

مواصفات النص الجيد

عندما سُئل الدكتور سماحة ما هي مواصفات النص الجيد في السيناريو، هكذا أجاب: أنا برأيي التخصص، ومعرفة البيئة، ومعرفة الجمهور، ولو أقول تجربتي الشخصية أنه في يوم من الأيام طلب مني أحدهم أن اذهب للترجمة لأحد الكتّاب السناريو الأوائل، والذي في شهرته تاريخ من كتابة السناريو، وأنا لاقيت هذا الكاتب السناريو في الهتل، فعندما فتحت الباب ودخلت عليه قال لي: أين كنت؟ أنا كاتب سناريو، أريد أعرف هذه البيئة التي اريد أن أكتب عنها، هؤلاء ماذا يلبسون وماذا يأكلون؟ كيف يتكلمون مع البعض، كيف يسرحون شعرهم؟، ما هي الأساليب التي يعيشون من خلالها؟ مع أنه من أهم كتّأب السناريوهذه المعرفة العميقة بتفاصيل البيئة التي يجب أن ننقلها نحن بشكل درامي غير موجودة، والتخصص بمعنى فهم خصائص السناريو الصحيح، مثلا مسلسل صنعه الإسرائيليون إسمه الفوضى، في بداياته نقل البيئة الفلسطينية، والفلسطينيون كأشخاص جيدون ممتازون يعيشون حياتهم بشكل رائع، يحتفلون بزواجهم، وهم ناس مسالمون الى أقصى حد، لدرجة أنك عندما تشاهد هذا المسلسل، تظن كأن الإسرائيلي جنب الحقيقة المعينة وهو صادق فيها، هنا من خلال السناريو استطاع صانع هذا المحتوى وصانع السناريو، أن يكسب ثقتك، ونحن كمشاهدون عاديون، لا يستطيع المسلسل الذي نراه الآن أن يكسب ثقتنا، ومن الحلقةالأولى تستطيع أن تتخيل النتائج، وبالتالي لا يكون هناك داعي لرؤية المسلسل.

كتّاب السيناريو يطمحون للوصول إلى العالمية

من جانبه قال الدكتور “نبيه احمد”: لابد الإشارة إلى أنه كتّاب السناريو الجيدون الذين يطمحون للوصول الى العالمية أو اولئك الذين يبتعدون عن الكتابة للمقاومة لسبب حتى لا يرتبط اسمهم بكتابة أنواع من الدراما التي تعتبر في سينما العالمية هي دراما الإرهابية، فجزء من هؤلاء الذين يريدون الحضور في المهرجانات العالمية يبتعدون من كتابة السناريو وهذا الذي يسبب أن نخسر الكثير من الكتّاب الجيدين، بالإضافة الى أنه هناك البعض يعتقد أنه يستطيع التعرّف على ابيئة المقاومة من خلال البحث على الإنترنت، ومرّة أخذنا سناريو من أحد الكتّاب من دولة معينة، حول دبابة الميركافا، عندما قرأنا السناريو وجدنا أنه لا يعرف شيء عن المقاومة، والسبب كان أن هذا الشخص قد كتب بالإعتماد على الإنترنت، وهو لم يأتي أصلا الى لبنان، ولم يلتقي بهؤلاء الأشخاص، وأود أن أشير إلى نقطة، مثلا المخرج مجيد مجيدي عندما يريد أن يكتب فيلم او مسلسل يذهب الى البيئة ويعيش فيها فترة طويلة، ويدرس المجتمع بشكل جيد، ويختار شخصيات.

التكرار في الشخصيات

وحول كيفية صناعة الشخصيات يقول الدكتور حسين سماحة: واحدة من أهم المشاكل هو التكرار في الشخصيات يعني منذ صناعة اول مسلسل درامي حول المقاومة حتى الآن هل وجدت أي تلاعب في انتقاء الشخصيات في الأدوار؟ مثلا حسن فرحات وهو من أهم الممثلين، وهو يؤدي أدواره واقعا بحرفية عالية، لماذا لا نعطيه فرصة التمثيل بأدوار أخرى غير موضوع العميل؟ مثلا حسن فرحات وهو من أهم الممثلين، وهو يؤدي أدواره واقعا بحرفية عالية، لماذا لا نعطيه فرصة التمثيل بأدوار أخرى غير موضوع العميل؟

واقعا في المسلسل الأخير تعرض هذا الشخص لظلم كبير جدا، وهو الرتابة في الشخصية، من أهم الأمور التي يتحلى فيها الممثل القوي هو تعدد الشخصيات، وتعدد الأدوار التي يلعبها،  لماذا نحن نظلم هذه الشخصيات ونضعها في إطار واحد، ونقول له هذا الإطار الذي نجحت فيه فتبقى فيه وإلعب هذه الأدوار دائماً، هذا يؤدي إلى التكرار، والتكرار غير محبذ لدى المشاهدين.

وبالمقابل عندك جزء منهم لعبوا أدوار الأشخاص الجيدون والمؤمنون والطاهرون، الذين يبدأون بإلقاء المواعظ منذ بداية المسلسل إلى آخره، مثلا شخصية عمار شلق، في بدايات أعماله في مسلسلات حول المقاومة، صراحة أبدع في دور الشيخ راغب، وأعطى نموذجا جيد جدا للمثل الذي يمكن أن يمثل شخصية مهمة جداً كشخصية الشيخ راغب، وواحدة من أهم العناوين التي يمكن الكلام عنها في موضوع الشخصية، هو عدم الإهتمام بالتفاصيل.

عدم الإهتمام بالتفاصيل

وفي متابعة كلامه لمشاكل دراما المقاومة يعتبر الدكتور سماحة من أهم المواضيع هي التفاصيل، ويقول: الذي وجدته في مسلسلات المقاومة، هي اللهجة، إن كان لهجة شعبنا الموالي للمقاومة إن كان بفلسطين أو لبنان، وإن كان في سوريا،هناك إغراق في الموضوع، ولكن انت اذا بحثت في تفاصيل هذه اللهجة، وهذا أمر يؤدي إلى ما يُسمى الكوميديا المبتذلة، ونرى أن  هناك في السيناريو كوميديا مبتذلة تحاول بعض الأوقات القول ان كاتب السيناريو، يريد أن يريح المشاهد، وأنه دائماً يعطيه معلومات، يقول أنه مثلا في هذا المكان يريد أن يضع نكتة معينة، يبحث من خلاله المشاهد وأن يريحه، وهذه من تقنيات الدراما، صحيح، ولكن النكتة عندما نجدها نحن في دراما المقاومة نحس أنها نكتة مبتذلة، وكوميديا ممجوجة لا تضحك، وهي ليست في مكانها.

المشكلة في موضوع الشكل

المحور الآخر هو موضوع الشكل، للوهلة الأولى عندما تشاهد مسلسل دراما المقاومة بشكل كامل، خاصة في المسلسلات وليس في الأفلام، والحق يُقال أن بعض الأفلام التي صنعتها المقاومة، كانت أفلام ذات جودة عالية تصويرياً،  مثلا فيلم “ابو زينب”، كان من أجمل أفلام التي صُنعت في لبنان وعن موضوع المقاومة في لبنان ونقلت الأحداث بشكل جميل جدا، وأنا عندما أقول  هذه الإنتقادات قد لا تكون موجودة في بعض الأفلام والمسلسلات، أنا أتكلم الآن عن بعض المشاكل التي وجدتها في بعض دراما المقاومة، واحدة من أهم المشكلات هي جودة الصورة، الآن مثلا في السباق الرمضاني الذي حصل في شهر رمضان، عندما تنظر الى المسلسل المشاهد يستطيع ملاحظة أن المسلسل صُوّر بكاميرا أضعف من المسلسل الذي لا يتبع الى المقاومة ويعالج مواضيع غير المقاومة، مثلا في بعض المسلسلات حتى الفلوفوكس ليس موجود، وهو أبسط شيء في تقنيات التصوير، ويمكن بأبسط الكاميرات وأقل الإمكانيات تستطيع أنت أن تصنع الفولوفوكس بالدراما، فلماذا هو غير موجود؟

الإخراج أو المونوتون

ما معنى المونوتون؟ يعني الإخراج الرتيب طبعا ببعض مسلسلات المقاومة وليس كلها، وفي بعضها جميل جدا بحد الذي أقول أنه تجربته أقوى من تجربتي أنا، ولا يحق أن أنتقده، ولكن في بعضها كان الاخراج رتيب ونحن وجدنا أن المخرج يتعامل مع المسلسل والأحداث بشكل جدا كلاسيكي ويبدأ ما يسمى باللقطة الواسعة ويبدأ بالتقطيع الى لقطات الكلوز، واللقطات القريبة أكثر ثم يعود  الى استعمال اللقطات الواسعة وغيرها ، و هو ليس مجبورا لذلك، بل يستطيع أن ينوع أكثر كي يبعد الملل عن المشاهد.

زيادة الإنتاج كطريقة حل

بعد ذلك يتطرق الدكتور حسين سماحة الى الحلول للمشاكل التي عرضها وهكذا يقسمها فيما يلي وأولها زيادة الإنتاج، ويقول: أحد الحلول هي زيادة الإنتاج والتي من أهم الأمور التي تزيد في المنافسة، مثلا عندما يكون هناك السباق الرمضاني، نجد التشديد والكُنستراتيشن الأكبر وهو في هذا المسلسل الذي يُعرض وهي من أهم الأمور التي يجب أن نكرسها في دراما المقاومة.

وأحد أهم الاسباب هي عدم اتباع سياسة مهمة جدا أشار إليها سماحة الإمام الخامنئي في خطبة له مع الفنانين ويقول: “في الموضوع السينمائي صناعة الأشخاص أهم من صناعة الأفلام” قصده الكادر، صناعة الكادر السينمائي والدرامي أهم من صناعة الأفلام، ويقول كلام مهم جداً: ايكال الأمر للأجنبي أمر سيء جدا، لأنه يعمل بموضوع الإخراج والسناريو دور مهم جدا، ان هذا الشخص الأجنبي لا يفهم البيئة ولا يعرفها وحتى لو تعرّف عليها، سيكون نوعا ما بعيدا عنها، وليس يعرفها مثل أبناء البيئة نفسهم، ويقول: دعوا الشاب لدينا  يُفسد في ميله ثلاثة حتى يبلغ المستوى المطلوب، هذه المسألة أنا لم أجدها في المؤسسات والأشخاص المعنيين بصناعة دراما المقاومة، وهي مسألة مهمة جدا ونحن وجدنا أن الفري لانسر بصناعة الدراما في المقاومة او غيرها هم كانوا الأقوى، والموضوع المنطقي أن مخرج الفري لانسر يشتغل لمصلحته ضمن الأطر المقبولة والصحيحة، ولكن المخرج التابع للمؤسسة سوف يعمل لمنفعة المؤسسة، وبالتالي لم يكن غيوراً على الإنتاج المؤسساتي أكثر من الشخص الذي يعمل كفري لانسر، والتجربة أثبتت ذلك مع الشهيد حسن عبداله والآخرين أيضا.

الإستفادة من  الأعمال المشتركة

والموضوع المهم بالحلول هي الإستفادة من الأعمال المشتركة، نحن كلبنانيين أولا وكأشخاص معنيين بدراما  المقاومة، يجب أن نتلقى موضوع الأعمال المشتركة بشكل ايجابي، ومن السيء أن لا نتلقف هذه الظاهرة الجميلة والقوية جداً التي أفادت كثيرا الدراما اللبنانية من خلال الانتاجات المشتركة.

تخطي حاجز التسييس

لماذا علينا أن تكون المقاومة محصورة بهذه المجموعة أو ذلك المجموعة، علينا ان نخرج من التسييس حتى نكسب مشاهدين أكثر، وبالتالي نخترق بعض الحواجز الموجودة عندنا.

تنويع المواضيع

تنويع المواضيع هي من الأمور التي يمكن أن تجذب لنا مخاطبين آخرين، وعندي مسألة كسر حاجز الحصار، نحن دائماً عندنا مشكلة أنه دائماً علينا حصار، مثلا اذا جاء فلان ممثل محترف درجة أولى لا نعرف مايحدث، ولكن هناك خروقات صارت منها موضوع فيلم أميرة الروم، وفيل الملك، أيضا هذه حصل فيها خروقات، وعُرضت هذه الأفلام في أماكن كنا نحلم في يوم من الأيام أن تُعرض فيها.

استغلال موضوع دراما المقاومة على السوشال ميديا

ما فعله التلفزيون في السينما، فعلته السوشال ميديا في التلفزيون، ونحن نجد أن التوجه بشكل عام على موضوع السوشال ميديا وعلى منصات عرض الإنترنت هو يأخذ حيّز كبير في هذا الموضوع ولكن لا نجده في دراما المقاومة.

مشاركة الضيوف وعرض الحلول

وأخيراً جاء دور الضيوف المشاركين في الندوة حيث قال الأستاذ محمد ثريا رئيس دائرة الإنتاج الفني في حركة حماس من غزة: أشرفت على مسلسل قبضة الأحرار، اتحدث خاصة عن تسويق الأعمال على السوشال ميديا، وكيف نصل للمشاهد العربي والمشاهد الإسلامي، فكانت تجربتنا في غزة تجربة بسيطة ولكننا سميناها بالانتشار الأفقي، بمعنى أنه كنا نعمل كل يوم 3 مواقع على اليوتيوب، و4 مواقع  للسوشال ميديا، وكم موقع على الفيسبوك، ونروّج الى أن الناس يعلمون أننا ننزل كل يوم حلقات على السوشال ميديا، والحاجة المهمة أيضا فكانت بعض الأحيان يدخل حوالي200 الف مشاهد، والحاجة المهمة التي اكتشفناها أنه صار من أمريكا يبث على بعض الكروبات الموجودة على البث الأرضي، وهذه كانت أوسع الموضوعات الإنتشار، فصار البعض يسمعون أفكارنا، اليوم المتبع لدراما السورية والمصرية يرى أن المقاطع الصغيرة في دقيقة او دقيقة ونصف دقيقة لها مشاهدات كثيرة تصل الى 200 مليون مشاهدة، وهذا يحتاج الى استراتيجية موحدة مع البعض.

ومن جهته تطرق احمد مسلماني مدير عمليات الأخبار بقناة المنار الى موضوع الحصار وقال نحن حاولنا أن نزيد من انتشار دراما المقاومة حتى تتوسع.

وأخيراً أختتمت الندوة بكلمات الحاج علي خليل، حيث قال: فيما يتعلق بمسألة السيناريو أنا اعتقد أن القصة الجيدة هي ترضي كثير من نقاط الضعف والثغرات الموجودة بأي عمل فني، لذلك علينا أن نبحث بموضوع آخر عن كتابة القصة والسناريو، أنا برأيي الكثير من الطاقات الواعية والطاقات الشابة في مجتمعاتنا تحتاج فقط الى فرصة، نحن بحاجة الى التطوير أكثر، وكذلك العمل الفني يحتاج الى الإضاءة، والميزانيات وواحدة من وسائل التنوير هو الجمهور، للأسف أعمالن في حصار مما يجعلنا اذا اردنا أن نحكي عن المقاومة، كما هي المقاومة راح تكون أعمالنا كثير خاسرة في الانتاج من الناحية التجارية وهي تحتاج لدعم كامل.

وأخيرا نحن نتصور علينا أن نحكي كل المقاومة وكل الأحداث التاريخية بمسلسل واحد، المشاهدون والمجتمع بحاجة اكثر الى الحبكة الدرامية وأن نحمّل هذا الخط الدرامي الحقائق، بهذه الطريقة يمكن أن نصبح مؤثرين.

 

موناسادات خواسته

 

المصدر: الوفاق/ خاص