رئيسي وبوتين يبحثان آفاق زيارة الوفد الروسي الكبير لطهران

إيران وروسيا نحو تعاون إقتصادي مستدام

التعاون بين البلدين من السبل الأساسية لمواجهة العقوبات الإقتصادية، خصوصاً أنهما يتمتعان باقتصاد منتج واستقلال اقتصادي

2022-11-13

تلقى رئيس الجمهورية الإسلامية الإيرانية آية الله إبراهيم رئيسي، مساء السبت، إتصالاً هاتفياً من نظيره الروسي فلاديمير بوتين، ناقشا خلالها تعزيز العلاقات التجارية والتعاون الاقتصادي المستدام في منطقة أوراسيا من خلال تطوير التعاون في مجال الترانزيت.

ورحب آية الله رئيسي، خلال الإتصال الهاتفي، برغبة روسيا في تعزيز التعاون الاقتصادي مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية وتوسيع روابط البنية التحتية، بما في ذلك تعزيز وتطوير خطوط النقل في منطقة أوراسيا، ما من شأنه أن يؤدي الى إزدهار العلاقات التجارية والتعاون الاقتصادي في المنطقة.

وفي إشارة إلى زيادة الزيارات واللقاءات الدبلوماسية والعلاقات الاقتصادية بين البلدين، اعتبر رئيس الجمهورية إن المشاورات السياسية والاقتصادية مهمة في تحسين مستوى العلاقات وتعزيز التعاون بين البلدين.

* ممر “الشمال-الجنوب” طريقاً جذاباً

من جانبه، أشار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في هذا الاتصال الهاتفي، الى الموقع الجغرافي الخاص لإيران، واعتبر ممر “الشمال-الجنوب” مؤثراً في تقليل وقت وتكاليف نقل البضائع، وقال: إن طريق الترانزيت هذا سيصبح طريقاً جذاباً للاقتصاد والتجارة في العالم. كما نوه بوتين إلى زيارة وفد أعمال روسي مؤلف من 100 شخص إلى طهران كثالث أكبر وفد اقتصادي روسي يزور إيران، وقال: إن إيران وروسيا لديهما الكثير من الطاقات والمجالات لتوسيع التعاون مع بعضهما البعض.

الجدير بالذكر أن إيران بدأت، في تموز/ يوليو الماضي، بنقل بضائع من خلال ممر “الشمال – الجنوب” الدولي، الذي يبدأ من سان بطرسبورغ في روسيا وآسيا الوسطى حتى شواطئ بحر عمان في جنوبي إيران.

* تعزيز دور “الريال” و”الروبل”

وكان النائب الأول لرئيس الجمهورية الإسلامية الإيرانية محمد مخبر، أكد خلال اللقاء الذي جمعه مساء الأربعاء الماضي، مع المساعد الخاص لرئيس جمهورية روسيا إيغور لوفيتين، أكد على تعزيز الاستفادة من العملتين الايرانية والروسية في مجال التبادل التجاري بين البلدين؛ مبيناً إن ذلك يجب أن يتم في غضون فترة قصيرة ويعتمد على تظافر الجهود الثنائية.

ودعا مخبر الى التسريع في وتيرة تنفيذ مشروع طريق سكك الحديد الذي يصل رشت (شمال ايران) بمدينة آستارا الروسية؛ منوهاً بالدور الكبير لهذا المشروع في سياق توسيع عملية الترانزيت بين البلدين. واعتبر أن التعاون التجاري بين طهران وموسكو من شأنه أن يلبي حاجة الدول الإقليمية وأسواقها، فضلاً عن احتياجات البلدين وتحقيق مزيد من المصالح لشعبيهما. كما وجه دعوة الى رئيس الوزراء الروسي لزيارة طهران، وأعرب عن تقديره لقاء إستضافة موسكو بنجاح اجتماع الدول المطلة على بحر قزوين.

* توسيع ترانزيت السلع

من جانبه، أكد المساعد الخاص للرئيس الروسي على استعداد موسكو لتوسيع التعاون المشترك في مختلف المجالات وخاصة ترانزيت السلع. وصرح لوفيتين، خلال مباحثاته مع مخبر، إن روسيا مستعدة لعقد استثمارات مشتركة بهدف تطوير تجارة الترانزيت مع ايران.

كما نوه لوفيتين باستعداد الشركات التجارية في بلاده لتوسيع التعاون مع الجانب الايراني؛ مبيناً أن هناك شركات روسية ناشطة في قطاعات الزراعة وإنتاج الحافلات وهي مستعدة لتصدير منتجاتها الى ايران وبناء تعاون مشترك بين الجانبين.

* وفد تجاري روسي كبير في طهران

وفي سياق تعزيز العلاقات بين البلدين، سيصل وفد كبير من رجال الأعمال والناشطين الاقتصاديين الروس الى طهران يوم الإثنين.

وأعلن رئيس الغرفة التجارية المشتركة بين إيران وروسيا، هادي تيزهوش، إن الوفد الاقتصادي والتجاري الروسي المكون من 120 عضواً سيصل إلى طهران يوم الإثنين (14 نوفمبر 2022)، ثم يسافر إلى مدن رشت وأنزلي وإصفهان.

ووفقاً لجدول أعمال الزيارة، سيعقد المؤتمر التجاري الإيراني – الروسي والاجتماعات الجانبية في طهران يوم الثلاثاء. وبحسب رئيس غرفة التجارة الإيرانية – الروسية المشتركة، يتألف الوفد الروسي من نشطاء اقتصاديين في مختلف المجالات، بما في ذلك النقل والغذاء ومواد البناء والبتروكيماويات والمنتجات النفطية.

كما أعلن تيزهوش عن الاتفاق بين طهران وموسكو على إنشاء منطقة حرة أو منطقة استثمار مشتركة بين المناطق الحرة في البلدين، وقال: إن مثل هذه الاتفاقيات يمكن أن تزيد من توسيع التعاون الاقتصادي بين البلدين أكثر فأكثر. وصرح: إنه بحسب الإحصائيات التي نشرتها الجمارك الروسية، زادت قيمة التجارة بين البلدين بنحو 45٪.

وبحسب رئيس الغرفة التجارية المشتركة بين إيران وروسيا، ارتفعت قيمة التجارة بين البلدين في الأشهر الستة الأولى من عام 2022 بنسبة 9/44٪ مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، لتصل إلى مليارين و800 مليون دولار.

* أشكال التعاون الثنائي

تعمل السياسة الإيرانية على تعزيز العلاقات مع دول المنطقة، وخصوصاً تلك التي تقف في وجه المصالح والأطماع الأميركية. ويعتبر التعاون بين إيران وروسيا من السبل الأساسية لمواجهة العقوبات الاقتصادية، وخصوصاً أنهما تتمتعان باقتصاد منتج، وباستقلال اقتصادي في العديد من القطاعات. وقد اتخذت العلاقات بينهما أهمية كبيرة بالنسبة إلى البلدين، لكونهما يتشاركان في مواجهة عقوبات أميركية قاسية.

الجدير ذكره أن التعاون بين إيران وروسيا يتخذ أشكالاً عديدة، ربما يكون أبرز وجوهه هو المجال النفطي.

وإضافة إلى الاتفاقيات السابقة بين البلدين، تم التوقيع على “اتفاقيات مهمة” في أولى أيام القمة الإيرانية – الروسية مطلع العام الحالي، كما أعلن وزير النفط الإيراني، جواد أوجي، الذي أكد أن “الاتفاقيات المهمة التي توصل إليها الجانبان كانت أكثر مما نتوقعه”، والتي تشمل بشكل أساسي تطوير حقول النفط والغاز الإيرانية.

كما أعلنت الجهات الرسمية الروسية أن المنتجات والبضائع الإيرانية يمكنها أن تحل محل البضائع الغربية، وتم البحث في موضوع إلغاء التأشيرات بين البلدين، واستيراد المواد الخام لصناعة التعدين من روسيا، من خلال نظام المقايضة.