للعملية التربوية الدور الهام في ترويض النفس

نسرين نجم اخصائية في علم النفس الاجتماعي للوفاق:

الارادة الصلبة لا تنكسر امام عواصف الحياة بل تكون اشبه بطائر الفينيق كلما احترق او مات يولد من جديد

2022-11-14

الوفاق/ خاص

سهامه مجلسي

تعتبر مرحلة الشباب من اهم المراحل الحاسمة والحساسة في حياة الإنسان. هذه الفترة من الحياة، تبدأ بعد المراهقة وتستمر حتى منتصف العمر، لها أحداث خاصة معها. عادة ما يكون للشباب خصائص أخلاقية وسلوكية وعاطفية ومعرفية وروحية فريدة. فيما يتعلق بعوامل نجاح الشباب في هذه الفترة، وكذلك أهمية هذه الفترة من العمر الشباب،

وتعتبر فترة مهمة ومؤثرة في حياة كل شخص. وتعد القرارات التي يتخذها في هذا الوقت من الحياة أو الدروس والنصائح التي يتعلمها مهمة جدًا في مستقبلهم الشخصي والمهني. وفي هذا الصدد أجرت صحيفة الوفاق حواراً مع الاخصائية في علم النفس الاجتماعي الاستاذة نسرين نجم وفيما يلي نص اللقاء:

ما هي أسرار النجاح عند الشباب؟

من أسرار النجاح عند الشباب اولاً التصالح مع الذات بمعنى معرفة نقاط القوة ونقاط الضعف والعمل على تقوية الاولى ومعالجة الثانية.

ثانيا: تحديد الاهداف، ووضع خارطة استراتيجية للطموحات ومعرفة مدى القدرة على تحقيقها، وفي حال تم التعرض لاي موقف ضاغط يمكن تعديل هذه الخريطة بشكل لا يؤثر على تحقيق الاهداف.

ثالثا: استثمار الوقت وتنظيمه وإدارته بالطريقة السليمة، والابتعاد عن التأجيل والتسويف.

رابعا: احاطة الذات بالاشخاص الايجابيين الطموحين القادرين على انتزاع الفرص واقتناصها بأسلوب منهجي هادىء.

خامسا: اتخاذ القدوة الصالحة، والتماهي معها..

 

يتسم الناجحون بصفات تميزهم عن غيرهم ..فما هي؟

من الصفات التي تميز الناجح عن غيره هي:

أ- الارادة الصلبة التي لا تنكسر امام عواصف الحياة بل تكون اشبه بطائر الفينيق كلما احترقت او ماتت تولد من جديد وتنتج نفسها من جديد .

ب- العزيمة بمعنى ان يكون للفرد القناعة والهدف بأن عليه تحقيق ما يريد.

ج- الثقة بالنفس وعدم الانجرار والتأثر بالتجارب الفاشلة للآخرين.

د- الابتعاد عن اليأس والإحباط: وعدم سيطرة السوداوية على الافكار نتيجة الضغوطات والصعوبات الاقتصادية والمعيشية.

ه- المحاولات والتجارب: فهذا الامر من شأنه ان يعطي دافعا أكبر للتفكير بطريقة مغايرة ومعرفة كيفية اختيار المشروع الانسب.

و- الايمان بالله عز وجل مع السعي الدائم.

 

تقف المشاعر السلبية حجر عثرة في طريق النجاح وتثبط الهمم العالية، فكيف يمكن التخلص منها؟

عندما نحيط انفسنا او بالاحرى نبني عالما لنا نحدد من خلال من هم الاشخاص الذين يسكنوه والذين يشكلون عاملا ايجابيا في دفعنا ومساندتنا ودعمنا، وايضا الحياة ليست دربا مليئة بالورود فعندما نقتنع بهذه الحقيقة يسهل التصرف مع الكثير من المواقف خاصة اذا كانت لدينا قناعة داخلية بأن الحياة فيها الابيض والاسود، الحلو والمر، اضف الى ذلك الشخصية الناجحة هي التي تنجح في التحكم بالسيطرة على الافكار المحبطة والمدمرة للامل والتي هي اشبه بأخطبوط يتحكم بالقدرة التفكيرية، وبالطبع يمكن التحكم بها من خلال قوة العزيمة والارادة ومحاربتها بالعمل الجاد.

 

هناك حقيقة علمية تؤكد أن الدوافع هي المحرك لسلوك الإنسان وأن السلوك يتأثر بالمشاعر، فكيف نوازن بين المشاعر والدوافع؟

الدوافع طبيعية بشخصية الانسان وهو بالنهاية كائن حي لديه مشاعر واحاسيس وليس كجلمود صخر، ولكن من شأن التربية والتنشئة الاسرية السليمة ان تعمل على التوازن بين المشاعر والسلوك بين العقل والعاطفة، وهذا يعود الى مدى وعي الاهل وادراكهم لأهمية الادوار المنوطة بتربية ابنائهم، ايضا للعملية التربوية الدور الهام في ترويض النفس الامارة بالسوء عبر توجيهها سلوكيا نحو استثمار طاقات الفرد بالامكنة السليمة، ولا ننسى بالطبع دور الاعلام ومواقع التواصل الاجتماعي وما لها من دور في التحكم بالسلوك وعدم التعامل مع الفرد كسلعة تباع وتشترى، لذا يمكن التوازن بينهما اي بين المشاعر والدوافع وبالمناسبة الدوافع تتولد من لمسة مشاعر لموقف ما… هذا التوازن مرتبط بوعي الفرد وادراكه لما يريد، وبصحة ” الانا” النفسية.

– الإنسان كائن اجتماعي لا يمكنه ان يعيش بمعزل عن الاخرين، ولانه كذلك فهو مرتبط بالكثير من المواقف والتجارب الخارجية التي يمكنه ان يواجهها ويمر بها بسلاسة اذا كان محصنا عاطفيا وفكريا وتربويا بدوافع داخلية سليمة، اما بالنسبة لمسبباتها ربما يكون حب المغامرة او تقليد الاخرين، البحث عن الانا، السعي الى تحقيق الذات في مجالات معينة..

 

الإنسان لديه نوعان من الدوافع داخلية وخارجية  فما هي الاهم؟

لا يمكن القول بأن الدوافع الداخلية هي الاهم، الشخصية تتكون من الداخل والخارج اي نعم وصحيح ان الدافع الداخلي يتأثر بالأهل ويتكون من خلالهم، الا ان الانسان عندما يخرج الى الحلقات الاجتماعية الاوسع يصبح هناك دوافع خارجية من شأنها ان تعمل الكثير لا بل وان تغير من الدوافع الداخلية.

 

ماهو علاج الخوف الاجتماعي ونكران الذات لمن هو في عز شبابه؟

علاج الخوف الاجتماعي وحتى نكران الذات مواضيع مختلفة عن بعضها البعض ولكن بإختصار مشوار الالف ميل يبدأ بخطوة اي بمعنى عندما يعرف صاحب الحالة انه يعاني ما يعانيه فليبدأ بالتوجه الى اختصاصي نفسي من شأنه ان يرسم له علاجا كافيا ووافيا للتخلص مما يعانيه.