یعتبر احدى قواعد الثورة الاسلامية في مدينة قم المقدسة

مسجد سلماسي.. مقترن بتاريخ الثورة ونهضة الإمام الخميني(رض)

يقع مسجد سلماسي في نهاية زقاق أقازاده، ويطل ضلعه الغربي على زقاق آخر. ويمتاز مسجد سلماسي ببساطة بنائه وتواضعه

2023-05-28

مسجد سلماسي من الأماكن التي إقترن إسمها بإسم الامام الخميني(رض) وبقيام الثورة الاسلامية ، إذ قلما تجد من يسمع باسم هذا المسجد ولايستحضر مرحلة تدريس الامام فيه. كان مسجد سلماسي على مدى سنوات طويلة مكاناً لتدريس الامام الخميني(رض) الفقه والاصول للكثير من الطلاب والافاضل بمدينة قم المقدسة.

ولهذا إقترن إسم هذا المسجد بتاريخ الثورة ونهضة الامام الخميني، ويعتبر احدى قواعد الثورة.

تبرع بأرض المسجد الحاج محمد أقا زاده احد تجار مدينة قم المقدسة المعروفين. ومن ثم أخذ المرحوم الحاج يحيى سلماسي، أحد أبناء مدينة سلماس الأبرار، مهمة بناء المسجد وتشييده بالصورة التي هو عليه الان. كما قام ببناء مخزن للمياه تحت المسجد لتوفير احتياجات المسجد وأبناء المنطقة من المياه. وتشير الكتيبة الموجودة في اعلى بوابة المسجد بأن بناء المسجد كان في سنة 1366 للهجرة.

يقع مسجد سلماسي في نهاية زقاق أقازاده، ويطل ضلعه الغربي على زقاق آخر. ويمتاز مسجد سلماسي ببساطة بنائه وتواضعه. ولم يشهد المسجد اي ترميم منذ بداية بنائه وحتى عام1380 شمسي، حيث أمر سماحة حجة الاسلام والمسلمين السيد حسن الخميني(رض) – حفيد الامام – بترميمه وتجديد بنائه. وتشير الكتيبة الموجودة على جدار المسجد وخزان المياه، بأنهما من موقوفات الروضة المقدسة للسيدة المعصومة(ع).

إبتدأت شهرة مسجد سلماسي منذ اليوم الذي نقل الامام الخميني(رض) دروسه الى هذا المسجد. وفي هذا الصدد يذكر أحد تلامذة الامام: في البداية كان الامام(رض) يلقي دروسه في مسجد صغير بالقرب من صحن السيدة معصومة(ع). ونظراً لأن المكان كان ضيقاً والتلاميذ كانوا كثر، لذا تم اقتراح مكان آخر للدرس، فأختار الامام مسجد سلماسي. ولكن هذا المسجد أيضاً لم يكن يتسع للعدد الكبير من الدراسين. واخيراً، وباصرار من السيد نصرالله خلخالي، وافق الامام(رض) على نقل مكان درسه الى المسجد الاعظم.

كان الامام يقيم دروسه في مسجد سلماسي كل يوم في الصباح والعصر. ومع انتهاء الدرس تخرج جموع الطلاب من المسجد فيكتظ الزقاق والشارع المشرف على المسجد، برجال الدين و بالاجواء المعنوية-الروحانية.

كان مسجد سلماسي يحظى بحرمة خاصة لدى الامام الخميني(رض)، وكان يخلع نعليه خارج المسجد ويدخله، ومن ثم لا يحتذيه إلا بعد الخروج من المسجد. وتشير احدى الخواطر والذكريات الخاصة بهذا المسجد، الى سمو تعامل الامام(رض) مع الناس وخلقه الرفيع.. ان برودة الشتاء وسجاد المسجد القديم الوسخ، كانت تصعّب من مهمة التدريس في المسجد الى حد كبير. وفي احد الايام دخل الامام(رض) المسجد، فرأى أن الطلبة فرشوا له عباءة الصوف ليجلس عليها. غير أن الامام أزال العباءة وجلس، وقال: أنا أريد أن نجلس جميعاً على هذه السجادة ونكون سواسية.

شهد مسجد سلماسي بمدينة قم المقدسة أفضل أيامه عندما كان يستضيف مئات الطلاب الافاضل المتعطشين لعلوم الدين. فمن بين اربعة آلاف طالب يدرسون في  الحوزة العلمية بقم المقدسة، كان ثمانمائة دارس يحضر دروس الامام. واضافة الى فناء المسجد الذي كان يكتظ بالدارسين، كانت السلالم تزدحم ايضاً بالذين كانوا يعتبرون حضورهم درس الامام واجباً بالنسبة لهم.

 

المصدر: الوفاق