خاص الوفاق/ الشيخ غازي حنينة: الإمام الخميني أعاد الهوية الإسلامية إلى المجتمعات

حينما جئتُ إلى إيران ذهبتُ إلى الجامع الكبير الذي كان يختص بالسنة وهو أكبر جامع على الإطلاق في طلّ البلاد ووجدت السنة عندهم مدارس دينية تنشط بحرّية كاملة والدعاة السنة ناشطون من دون أيّ عرقلة. أقول لكلّ من خدعهم وسائل الإعلام أنّ الدعايات المزيّفة التي تقول أنّ إيران تحاول تشييع السنة لا صحّة لها أبداً..

2023-06-05

وقال رئيس هيئة الأمناء في تجمع العلماء المسلمين في لبنان الشيخ غازي حنينة: هناك نظرية في الفقه الإسلامي ذهب إليها بعض من الفقهاء حيث يقولون الخروج على الحاكم الجائر لايجوز شرعاً. هذه الفتوى تعني إذا رأيتم حاكماً يظلمُ في حق شعبه ليس للشعب أن يخرجوا عليه بل إنّما على الشعب بالصمت تجاه ظلمه وجوره. أنا والكثير من الفقهاء نعتقد أنّه لا أصالة لهذه النظرية بل الأمويّون هم الذين أسّسوها ليبرّروها بها ظلمهم. لو تراجعون الكتب الفقهية لعلماء الإسلام تجدون الكثي منهم أفتوا بخلاف تلك النظرية. برأينا كانت ثورة الإمام الخميني ضد الشاه البائد كانت بناءً على موازين الفقه الإسلامي وفي إطار الشريعة الإسلامية.

وتابع حنينة: حينما تقرأون صفحات التأريخ تجدون الملوك كانوا يستخدمون الدين كآلة لتقوية حكوماتهم وسلطنتهم وكانوا يستغلون الدين لإضفاء القوة الحاكمة لأبناءهم وأقرباءهم ومن هنا يتميّز الإمام الخميني(ره) عن الآخرين حيث لم يرض ولامرّة بأن يستفيد من مكانته لتحسين وضعه المعيشي أو إعطاء القوة السياسية لأقراد عائلته بل إنّه كان يمنع بقوة كل أفراد عائلته من تشغيل أيّ منصب سياسي في الحكومة أو البرلمان على الإطلاق واليوم يُعامل سماحة السيد القائد الخامنئي نفس المعاملة مع أفراد عائلته لأنه مثل الإمام الخميني (ره) ينظر إلى الحكومة كفرصة لخدمة الدين الإسلامي الحنيف والشعوب المستضغفة.

وأضاف: برأيي سرّ إنتصار الثورة الإسلامية بقيادة الإمامين الخميني والخامنئي برغم كل العقوبات والعداوات وخباثات التي مارساتها الأعداء بحق الجمهورية الإسلامية هو أنّهما لم يكونا من مستغلي الحكم لمصالحهما الشخصية بل إنّهما كانا صادقَين وصالحَين في الحكم.

وطرح سؤال وقال: حينما نتحدث عن إعادة الهوية الإسلامية من قبل الإمام الخميني(ره) عن ماذا نتحدّث بالتحديد؟ نتحدث عن زمان لم تكن عند المسلمين في العالم الثقة بالنفس ليفكّروا إسلامياً بل كانوا يستحون ان يُعلنوا عن تديّنهم وإلتزاهم فاليوم ببركة الصورة الإسلامية التي أسسها الإمام الخميني (ره) وبقيادة الإمام الخامنئي (حفظه الله) أصبحت عند المسلمين الثقة بالنفس وهم قيد تحقيق إنجازات علمية وصناعية وغيرهما.

وردّ في القسم الأخير من كلامه على شبهة طُرحت من قبل المعاندين وقال: هناك شبهة يُروجّها الأعداء ويقولون جاءت الثورة الإسلامية لتُشيّع السنة وأتباع المذاهب الإسلامية الأُخرى ولكن لا أساس ولاصحة لهذا المدّعى أبداً حيث أنّي عالم شافعي أشعري لم أر ولا مرّة إتّخاذ هذه السياسة من قبل الإيرانيين  بل أقول إنّ الإمام الخميني (ره) كان يعتقد بالوحدة الإسلامية بشكل حقيقي. حينما جئتُ إلى إيران ذهبتُ إلى الجامع الكبير الذي كان يختص بالسنة وهو أكبر جامع على الإطلاق في كلّ البلاد ووجدت السنة عندهم مدارس دينية تنشط بحرّية كاملة والدعاة السنة ناشطون من دون أيّ عرقلة. أقول لكلّ من خدعهم وسائل الإعلام أنّ الدعايات المزيّفة التي تقول أنّ إيران تحاول تشييع السنة لا صحّة لها أبداً.

المصدر: خاص الوفاق