العلاج المتمركز حول الحل بين النظرية والتطبيق

2023-06-10

 

الأمير عبد المنعم الأمير

يعرف العلاج المتمركز حول الحل بأنه أسلوب علاجي لا يستغرق في البحث عن الأعراض المرضية ولا عن العوامل التي ساهمت في نشأتها بقدر ما يتوجه مباشرة إلى الحلول التي تساهم في القضاء على المشكلة أو التخفيف من حدتها أو التكيف مع افرازاتها، ومن هنا فإنه علاج موجه ومباشر نحو الهدف النهائي الذي يسعى له العميل وهو الوصول إلى التوافق النفسي والاجتماعي مع الذات ومع البيئة المحيطة، وكما يوحي الاسم، يعرف العلاج المتمركز حول الحل بتركيزه على بناء وإيجاد الحلول بدلا من حل المشكلات، وتكون المهمة العلاجية الرئيسية هي مساعدة العميل على تخيل كيف يرغب في أن تكون الأشياء مختلفة وما يتطلبه الأمر لتحقيق ذلك، ويمنح اهتمام لا يذكر للتشخيص والتاريخ المرضي ولاستكشاف المشكلة، ويعد العلاج المتمركز حول الحل مدخلا علاجيا جديدا جاري استخدامه بشكل متزايد، حيث يركز على مساعدة العملاء على بناء حلول بدلا من حل المشكلات. وقد تطور المنهج في سياق عيادي وسط تقارير عديدة تفيد بنجاحه من جانب المعالجين والعملاء على حد سواء.

ويعرف العلاج المتمركز حول الحل إجرائيا بأنه:

أحد الأساليب العلاجية المختصرة والحديثة؛
له مفاهيم وتكتيكات متعددة؛
يركز على الحلول بدلا من التركيز على المشكلات وأعراضها؛
يركز على المستقبل بدلا من التركيز على الماضي والاستغراق فيه؛
يركز الاهتمام على قدرات العميل بدلا من التركيز على مواطن الضعف؛

العوامل التي تساهم في قوة النتائج العلاجية، وهي عوامل مشتركة ومترابطة

خصائص العميل: عملاء لهم أهداف واضحة وباستطاعتهم استخدام نقاط القوة والموارد اللازمة لتحقيق التغيير واتخاذ إجراءات أو تغيير وجهات نظرهم حول المواقف التي تساعد في ابتكار الحلول؛
المعالج: لابد أن تكون مشاعر المعالج حاضرة وأحاسيسه دافئة وأكثر احتمالا لاستخدام وتكييف الأساليب العلاجية المعتمدة تجريبيا لدعم العملاء والاستماع إليهم ومراعاة ملاحظات العملاء
التحالف العلاجي: شعور بالعمل الجماعي والتماثل في الأهداف العلاجية والمسار الذي تحقق فيه تلك الأهداف؛
الآمال والتوقعات: التي ستحدث تحسنا والحفاظ عليها؛
النموذج العلاجي: منهج لتنظيم الجهود بين المعالج والعميل على حد سواء والتي تؤدي لتوجيه العملية العلاجية إلى نتيجة ناجحة.

المسلمات التي يقوم عليها العلاج المتمركز حول الحل

العملاء هم الذين يحددون أهدافهم العلاجية ولا يجب أن تفرض عليهم تلك الأهداف من قبل المعالج؛
إذا عرفت ما الذي يحقق التغيير فالتزم به وساعد العميل على عمل المزيد منه ومعنى ذلك أن التغيير مهما كان بسيطا هو الهدف المنشود والوصول إليه وشعور العميل بما يحدث في حياته هو لب العلاج، ويجب أن يستمر العمل من خلاله حتى يتحقق التغيير الكامل وهو زوال المشكلة أو على الأقل الحد من آثارها على العميل؛
إذا كان العلاج غير فعال ولم يحدث التغيير فلا تعاود محاولته مرة ثانية ومعنى ذلك أنه على المعالج محاولة استخدام اسلوب آخر أو حل آخر غير الذي ثبت فشله، وفي هذا خروج من الاحباطات التي يشعر بها العميل واستثارة لقدراته وإمكانياته في البحث عن حلول أخرى أكثر فاعلية في التصدي لمشكلته.

تصنيف العملاء حسب نظر العلاج المتمركز حول الحل

العميل الزائر: وهو العميل الذي لا يرغب في العلاج ولا يفعل شيئا تجاه المشكلة التي يعاني منها؛
العميل كثير الشكوى: وهو العميل الذي يعترف بوجود المشكلة وتأثيرها عليه، ولكن لا يرغب في عمل أي شيء لمواجهتها أو التصدي لها؛
العميل الزبون: وهو العميل الذي يعترف بوجود المشكلة ويرغب في حلها ولديه الاستعداد الكامل للتعاون مع الأخصائي الاجتماعي لحلها.