في الذكرى السنوية لتحريرها

“سوسنغرد”.. مدينة الشهادة والصمود

الحماسة العظيمة لتحرير سوسنغرد هي من بين المفاخر التاريخية الملهمة لسنوات الدفاع المقدس ومنحت دروساً من الصمود والمقاومة

2022-11-16

الوفاق/ شهدت المدن الواقعة في المنطقة الحدودية “دشت ازادكان” وهي سوسنغرد وبستان وهويزة وبسبب موقعها الاستراتيجي، معارك مصيرية خلال الايام الاولى من بدء الحرب الصدامية المفروضة على ايران وبعدها ابان تكثيف المقاتلين الايرانيين مواجهاتهم مع جيش صدام المعتدي.

ويوم السابع عشر من نوفمبر عام 1980، هو ذكرى حماسة تحرير سوسنغرد من أيدي المعتدين الصداميين، وكان نقطة عطف في مرحلة سنوات الدفاع المقدس الملحمية، وكانت سوسنغرد اول مدينة تم تحريرها خلال سنوات الدفاع المقدس من نير احتلال العدو الصدامي لها في ظل الوحدة والتضامن بين القوات العسكرية وأبناء الشعب الايراني.

سوسنغرد هي المدينة الايرانية المهمة الثانية التي احتلت خلال الحرب المفروضة (1988-1980) من قبل القوات الصدامية وبعد ثلاثة ايام من الاحتلال تم تحريرها على يد المقاتلين والاهالي المحليين الإيرانيين، وحسب المعطيات المتوافرة في قواعد البيانات ومسارد الكتب، فإن هناك العديد من الكتب التي أُلفت لتتناول بصورة خاصة هذه المواضيع.

ان الحماسة العظيمة لتحرير سوسنغرد هي من بين المفاخر التاريخية الملهمة لسنوات الدفاع المقدس والتي أثمرت عن نتائج باهرة ومنحت دروسا من الصمود والمقاومة لشعب هذا الوطن العزيز من خلال الإرادة الراسخة لمقاتلي الإسلام وحكمة الإمام الخميني(رض).

ومن بين أكثر الملاحم البطولية التي ظهرت خلال هجوم القوات الصدامية على منطقة سوسنغرد، هي المقاومة الباسلة التي أبداها الشعب، فخلال الحرب المفروضة فإن الجيش الصدامي المعتدي حاول لثلاث مرات احتلال مدينة سوسنغرد حيث واجه مقاومة شرسة من قبل المدافعين وأبناء الشعب، ولكن المدينة تعرضت لحصار شديد من قبل الجيش الصدامي خلال الهجوم الثالث.

الأهمية الإستراتيجية لـ “سوسنغرد”

منذ بداية الحرب، كانت نوايا القوات الصدامية المعتدية هي الإستيلاء على أجزاء من أراضي ايران الإسلامية وتحلم بالوصول الى طهران، لذلك فقد جيشت كافة قواتها على عدة جبهات من اراضي ايران وقامت بقصف مكثف على العديد من المدن والقرى الحدودية.

ان العدو الصدامي كان يعتزم احتلال سوسنغرد الواقعة على مسافة 50 كم شمال غرب اهواز من محور “سوسنغرد – حميديه” في شهر سبتمبر من عام 1980، لكن صمود القوى الوطنية والمحلية قد أفشل هذا المخطط.

في 14 نوفمبر من نفس العام، وصلت الإشتباكات في مدينة “دهلاوية” الواقعة غرب سوسنغرد الى ذروتها، واستشهد العديد من المدافعين عن المدينة، والبقية تراجعوا الى مدينة سوسنغرد، واستمر حصار هذه المدينة حتى 17 نوفمبر، وبعد يوم من تصريحات الإمام الخميني (رض) التي أكدت “ان سوسنغرد يجب أن تتحرر غداً”، حيث كشف مقاتلو الإسلام عزيمتهم الفولاذية والراسخة وتمكنوا في غضون ثلاثة أيام في تسطير ملحمة تاريخية وبطولات نادرة وخالدة وحطموا جدار الحصار الذي فرضه العدو على المدينة.

دور القوات الجوية في تحرير سوسنغرد

شارك 24 طيارا من القوات الجوية في عملية تحرير مدينة سوسنغرد، ومن بين هؤلاء استشهد 6 طيارين، وخلال هذه العمليات كان طيارو F14 و F5، يقصفون خطوط الدفاع ومتاريس القوات الصدامية، وخلال هذه العمليات تعرّض الشهيد جمران الذي كان أحد القادة لتحرير سوسنغرد متواجداً في الخط الإمامي من جبهة القتال، قد تعرض لإصابة شديدة في القدم وتم نقله للعلاج الى طهران.

ان تحرير سوسنغرد مدينة الحماسة والبطولة والدم والشهادة كانت الأرضية لتسطير ملحمة “طريق القدس” في ديسمبر 1981، حيث تمكن المقاتلون الايرانيون من تحرير “بستان” و 70 قرية أخرى في المنطقة، وتمكنوا للمرة الأولى من الوصول الى الحدود الدولية وأوجدوا شرخاً عميقاً في الخطوط الدفاعية للعدو.

وفي الذكرى السنوية لحماسة تحرير سوسنغرد، فإننا نستذكر كافة الشهداء البواسل خلال فترة الدفاع المقدس وخاصة شهداء تحرير سوسنغرد.