إيران تحتل المرتبة الأولى بعدد المكتبات في المنطقة

المكتبات الإيرانية.. ذخائر ثمينة للعالم الإسلامي

المكتبة الوطنية تضم اكثر من مليون وخمسمئة الف مجلد بلغات مختلفة.

2022-11-20

الوفاق/ هناك دور مهم للكتاب والقراءة في تكوين شخصية الفرد وفي المجتمع، وإثر ذلك هناك دور هام للمكتبات بمختلف أنواعها، العامة والجامعية والتخصصية، وغيرها، حيث تعتبر المكتبات الإيرانية ذخائر ثمينة للعالم الإسلامي،  والجميع يعرف أن غذاء الروح والفكر هي القراءة.

يصادف هذه الأيام أسبوع الكتاب وقراءة الكتب وتكريم أمناء المكتبات في ايران، وبهذه المناسبة أقيم امس الاول الثلاثاء حفل في قاعة “وحدت” بطهران، حيث حضره رئيس الجمهورية آية الله رئيسي ووزير الثقافة والإرشاد الإسلامي محمدمهدي إسماعيلي ومسؤولي المكتبات الإيرانية، ومثقفون وجمع غفير.

وقال وزير الثقافة والإرشاد الإسلامي، في هذا الحفل: تمتلك مؤسسة المكتبات العامة في البلاد أكثر من 3800 مكتبة في جميع أنحاء إيران، مشيراً إلى أن إيران تحتل المرتبة الأولى بعدد المكتبات وتطوير المكتبات العامة في المنطقة والعالم الإسلامي.

كما أشار إسماعيلي إلى القدرات الحالية للمكتبات العامة في ايران، حيث قامت بإيجاد شبكة واسعة من المراكز الثقافية في أنحاء البلاد، وأضاف: إن دعم المكتبات العامة في البلاد وتطويرها يعتبر من سياساتنا الاستراتيجية في مجال الثقافة.

من جانبه قال الأمين العام للمكتبات العامة في ايران السيد مختاربور: “في عام 1978، كان عدد المكتبات العامة في ايران 373 ، واليوم ، مع زيادة 9 أضعاف، تعمل أكثر من 3400 مكتبة في البلاد”.

وانطلق أسبوع الكتاب بدورته الثلاثين في إيران السبت الماضي (12 تشرين الثاني/نوفمبر) بتنظيم حفل في مرقد الإمام الخميني (رض) حضره عدد من الكُتّاب لتجديد العهد مع مبادئ مؤسس الجمهورية الإسلامية.

وبهذه المناسبة نقدّم لكم في هذا المقال نبذة عن أبرز المكتبات الإيرانية التي تضم كتب خاصة ونادرة.

مكتبة ايران الوطنية

تقع مكتبة إيران الوطنية (بالفارسية: کتابخانه ملي ایران) في طهران ولها عدة فروع، وأسست المكتبة رسمياً في عام 1937. وكانت هناك مكتبات سابقة تقوم بالمهمة نفسها بشكل غير رسمي. يعود أصلها إلى مكتبة معهد دار الفنون الذي أسس في عام 1851. وقد افتتحت مكتبة أخرى في عام 1899 في طهران باسم مكتبة الوطن.

 

 

تحوي المكتبة الحالية عدة مجموعات من مكتبات قديمة ومخطوطات قيمة، وهي في الحقيقة مؤسسة تعليمية علمية تضم7 ملايين كتاب، تأهلت المكتبة الوطنية الايرانية، بمساحتها البالغة 97 الف متر مربع بثمانية ادوار، وقبل كل هذا، كتبها البالغ عددها 7 ملايين كتاب، تأهلت لتكون أكبر وأوسع وأغنى مستودع للثقافة والعلوم في الشرق الاوسط وواحدة من كبرى المكتبات على مستوى العالم.

وتتركز مهمة المكتبة الوطنية الايرانية على “جمع وتنظيم وفهرسة وتصنيف وتصميم الفهارس ووضع خلاصات ومختصرات طبقا للمواصفات الدولية”، وهي ملزمة بجمع وحفظ مصادر ومنابع الكتب وجمع الآثار المكتوبة وغير المكتوبة المنتشرة في البلاد اضافة إلى الآثار المنتشرة خارج ايران، في مجال الدراسات التي اجريت حول الجمهورية الاسلامية الايرانية والاسلام، بلغات غير “الفارسية” والصادرة والمرجعية والآثار المنشورة بغير اللغة الفارسية.

كما تقوم المكتبة بفهرسة جميع المراجع داخلها من جميع اللغات بـ “الفارسية”، لتسهيل وتسريع عملية البحث والحصول على مراجع، بحيث اصبح جميع الناشرين ملزمين بفهرسة الكتب قبل النشر، الامر الذي تتولى المكتبة القيام به مجانا، وتضم المكتبة الوطنية في قسم البحث والتعليم ستين خبيرا، كهيئة علمية.

وتقدم المكتبة خدماتها للجماهير عبر “البيبلوغرافيا الوطنية الايرانية وفهرس المقالات الوطنية الايرانية باشكال اقراص مضغوطة، اضافة إلى عرض للمعلومات وتعريف الكتب وأنواع المصادر والآثار التي تنظمها وترتبها عن طريق موقع المعلومات على العنوان ” www.algirir“،  إلى جانب عرض خدمات للاطفال المكفوفين عن طريق تخصيص مكتبة للاطفال ومكتبة للمكفوفين واعارة الكتب وعرض سائر الخدمات المعلوماتية للراغبين من خلال المكتبة العمومية”.

ويتم حاليا حفظ اكثر من مليون وخمسمئة الف مجلد في المكتبة الوطنية بلغات مختلفة، منها، اضافة إلى الفارسية، العربية والانكليزية والفرنسية والالمانية والروسية ولغات اخرى، كما تحتوي المكتبة على مجموعة من النسخ المخطوطة والنادرة وفيها 25 ألف عنوان كتاب مخطوط بـ “العربية” و “الفارسية” و26 ألف مجلد من الكتب المطبوعة حجريا، وما لا يقل عن 135 منها تعتبر “كتبا نفيسة عالميا”.

ومن أهم وظائف المكتبة الوطنية الاساسية جمع الكتب، التي يكون موضوعها عن ايران والاسلام بأي لغة كانت، وتشتمل هذه المجموعة على 40 ألف مجلد.

مكتبة آية الله مرعشي نجفي

مكتبة آية الله المرعشي النجفي في مدينة قم المقدسة أسسها العالم الديني شهاب الدين المرعشي النجفي بجهوده الشخصية لأجل حفظ التراث الإسلامي، تُعد مكتبة المرعشي ثالث أكبر المكتبات في العالم الإسلامي بعد مكتبة السلطانية في تركيا ودار الكتب في مصر، وأهمها من حيث كونها تختص بحفظ كتب علوم النبي وعترته المعصومين، تضم العشرات من المخطوطات القديمة والكتب المطبوعة بالطباعة الحجرية. قال عنها بروفيسور فرنسي زار المكتبة: لقد سمعت عن المعجزة ولكني لم افهم معناها إلا هنا!

 

 

في عام 1974م تم افتتاح المبنى الحالي للمكتبة والذي يقع قِبال المدرسة المرعشية، كانت المكتبة آنذاك تضم حوالي 16 ألف كتاب مخطوط ومطبوع.أصدر روح الله الخميني(رض) عام 1989م مرسوماً لتوسعتها.

تحتوي المكتبة على أكثر من (500000) كتاب، وما يقارب (30000) نسخة خطية، وبلغات مختلفة، كالفارسية، العربية، التركية، الأردية، السنسكريتية، الحبشية، الفرنسية، والألمانية، والإنجليزية، الروسية، الإيطالية وغيرها .

يصل مجموع الكتب المطبوعة بأكثر من 30 لغة من اللغات الأوروبية إلى أكثر من (30000) مجلد، أما الكتب المطبوعة باللغة العربية، والتركية، والأردية، والفارسية، فتبلغ أكثر من (450000) مجلد.

مكتبة أهل البيت (عليهم السلام) التخصصية

مكتبة أهل البيت (عليهم السلام) في مدينة مشهد المقدسة، هي أول وأكبر مكتبة في العالم تقدم عدداً كبيراً من المصادر التخصصية في مجال معارف أهل البيت (عليهم السلام) والإمام الرضا (ع) على وجه الخصوص، إلى العلماء والباحثين وطلبة العلوم الدينية على مدار الساعة.

يعود تاريخ تأسيس مكتبة أهل البيت (عليهم السلام) التخصصية إلى أكثر من سبعين عاماً مضت، ولا شك أنها من خلال دورها المهم الذي لعبته في النمو والتقدم العلمي والفكري لجيل من العلماء والباحثين في إيران، قد احتلت مكانة رفيعة في الحرم الرضوي المطهر.

وقد تأسست هذه المكتبة في العام 1953 م على يد أحد الخيرين من مدينة مشهد المقدسة يدعى السيد سعيد الطباطبائي النائيني الذي أسماها مكتبة مسجد جوهرشاد، كما أهدى للعتبة الرضوية المقدسة 5000 نسخة خطية وحجرية، بالإضافة إلى عدد من الكتب المطبوعة التي ملأ بها المكتبة.

وأضحت المكتبة كنزاً دفيناً يحوي مجموعة كبيرة من المصادر المتنوعة بما في ذلك 3919 مخطوطة و 3542 نسخة حجرية ورصاصية، بالإضافة إلى 115000 مجلد من الكتب المطبوعة. كما تم إعداد 5 مجلات و 520 أطروحة و 1760 قرصاً مضغوطاً ومصادر سمعية وبصرية وأكثر من 130 مصدر إلكتروني لتكون من بين الموارد العلمية الحديثة لهذه المجموعة بهدف تلبية احتياجات أكثر من 19 ألف من الطلاب والأساتذة والباحثين الأعضاء.

حديقة الكتاب في طهران.. صرح ثقافي

حديقة الكتاب في طهران هي أكبر حديقة أو مكتبة لعرض ومطالعة الكتب وبيعها في العالم، حيث تُعَد صرحاً ثقافياً ضخماً يحمل اسم حديقة الكتاب والتي تُعتبَر الأكبر في العالم، وتقع وسط العاصمة الإيرانية طهران. تبلغ مساحة حديقة الكتب في طهران 110.000 متر مربع، وتضم مساحات خضراء توفّر جواً من الهدوء للعائلات إضافةً إلى إمكانية قضاء ساعات طويلة في مطالعة الكتب.

تُعتبَر هذه الحديقة اليوم الأكبر في العالم لمطالعة الكتب. وتتيح للقراء من جميع أنحاء العالم، الوصول إلى المصادر الإسلامية والمراجع بشأن إيران والثورة الإسلامية حيث سيكون من السهل الولوج إلى المصادر الإسلامية الإيرانية القديمة، خصوصاً مع إتاحة أرشيف للبلاد يعود تاريخه إلى سنة 1979م، أي تأريخ الثورة الإيرانية التي حولت البلاد إلى جمهورية إسلامية. ومن شأن هذا المشروع ان يرفع نسبة المطالعة في إيران ويساهم بشكل كبير في التنمية العلمية للأطفال والكبار. بالإضافة إلى ذلك فمن الممكن أن يساهم هذا المركز الثقافي في إحياء الرغبة لدى الشباب الإيراني لإكتشاف الثقافة.

أصبحت “حديقة الكتب” أكبر مكتبة في العالم، حيث تمتد رفوف الكتب على ما يقارب 14 ألف متر مربع، وبذلك تتفوق على مكتبة “بارنز ونوبل” في نيويورك بالولايات المتحدة الأمريكية. فقد تم تخصيص قرابة 400 ألف كتاب موجهة أساساً للشباب، وقد تم تنزيل الرفوف المخصصة لهذه الكتب ليسهل على الأطفال الوصول إليها.

المكتبات الإيرانية ذخائر ثمينة

كما ذكرنا إن الكتب التي توجد في المكتبات الإيرانية هي من ذخائر الكتب في العالم الإسلامي، وإن إيران ليس فقط من ناحية تطوير المكتبات العامة في البلاد وعددها في المنطقة هي الأولى، بل هناك مكتبات بذخائر نادرة تغذي العالم الإسلامي.