في عرس مهيب

“حماس” تحيي اليوم ذكرى انطلاقتها الـ 35

فلسطين من بحرها إلى نهرها هي الأرض التاريخية، وستمضي على خط التمسّك بها كاملة، وبحقّها المشروع في الدّفاع عنها وتحريرها بكل الوسائل.

2022-12-14

منذ انطلاقتها عام 1987 كانت القدس بوصلة حركة “حماس”، وظلت وجهتها الحاضرة على طول تاريخ جهادها، تبذل في سبيلها التضحيات، وتقدم من أجل أقصاها الشهداء والدماء، وتُنازِل في كل ميادين البطولة على طريق تحريرها أصلًا ثابتًا في ميثاقها وعهدا راسخا في هويتها، واليوم تحيي حركة “حماس” ذكرى انطلاقتها الـ 35، في مسيرات حاشدة ومهرجان مهيب، فيما بدا لافتًا رفع أعلام دول عدة ومنها سوريا في الصور التي نُصبت في المهرجان في إشارة واضحة الى ترسيخ العلاقات بين الدولة السورية وحركة “حماس” والتي عادت الى مجاريها قبل أشهر.

وقد بدأت الجماهير الفلسطينية بالتوافد إلى ساحة الكتيبة الخضراء من بعد صلاة الفجر لحجز أماكنها، للمشاركة في انطلاقة “حماس” الـ 35، بينما انتهت الاستعدادات لاستقبال الجماهير المهيبة من مختلف مناطق قطاع غزة اليوم الساعة 12 ظهرًا لإحياء عرس انطلاقتها.

كما تفقد صباح اليوم قائد حركة “حماس” في غزة “يحيى السنوار” مكان انعقاد مهرجان ذكرى انطلاقة الحركة.

“حماس”: ماضون نحو القدس حتى التحرير

وقد أكّدت حركة “حماس” أنَّ فلسطين من بحرها إلى نهرها هي الأرض التاريخية، وستمضي على خط التمسّك بها كاملة، وبحقّها المشروع في الدّفاع عنها وتحريرها بكل الوسائل، وفي مقدّمتها المقاومة المسلّحة، خيارًا استراتيجيًا حتى ردع الاحتلال وزواله عنها.

وقالت الحركة في بيان صحفي بذكرى انطلاقتها الـ 35 “إنّ بناء شراكة وطنية حقيقية وجادة قائمة على برنامج نضالي موحّد، هو السبيل القادر على مواجهة الاحتلال الصهيوني، ولن يتأتى ذلك إلاّ بالمُضي في تنفيذ إعلان الجزائر وما سبقه من وثائق سياسية وتفاهمات، تفضي إلى إعادة ترتيب البيت الفلسطيني، على أسس وطنية وديمقراطية تكون الانتخابات الشاملة المتزامنة هي الخيار الأمثل لتحقيق تطلعات شعبنا”.

وشددت الحركة على أنَّ القدس والمسجد الأقصى المبارك هما قلب الصراع مع العدو الصهيوني، ولا شرعية ولا سيادة فيهما للاحتلال، ولن تفلح كل محاولاته في التهويد وتغيير المعالم، وسيواصل شعبنا رباطه ومقاومته حتى تحريرهما من دنس الاحتلال.

وأكدت أنها ظلّت وستبقى ثابتة في مبادئها محافظة على قيمها وهُويتها ونصاعة مشروعها النضالي، وفيّة لدماء شهدائها وتضحيات أسراها، حاضنة لآلام وآمال وتطلعات الشعب الفلسطيني في كل ساحات الوطن وفي مخيمات اللجوء والشتات، راسخة وأمينة في الدفاع عن أرضها وشعبها ومقدساتها، وفي القلب منها القدس والمسجد الأقصى المبارك، ماضية بكل إيمان ويقين في مشروعها المقاوم، حتى التحرير الشامل وتحقيق العودة بإذن الله.

وأشادت بمقاومة الشعب الباسلة، وبرجال المقاومة الميامين، وعلى رأسهم أبطال كتائب “القسّام” الذين أبدعوا في الإعداد ومراكمة القوّة والإثخان في العدو وجيشه وتحقيق الانتصار عليه في محطات يشهد لها تاريخ نضال شعبنا المشرّف.

وعبّرت حركة “حماس” عن فخرها ببطولات شبابنا الثائر في عموم الضفة المحتلة والقدس وكل المرابطين من أبناء شعبنا في فلسطين المحتلة والشتات، ودعتهم إلى مواصلة ملاحم البطولة والفداء والتضحية دفاعًا عن الأرض والمقدسات.

ووجهت التحية لأسرانا الأحرار وأسيراتنا الماجدات، معبرةً عن اعتزازها بصمودهم وثباتهم وتضحياتهم في مواجهة إجرام السجّان الصهيوني، مؤكدةً أن مسؤولية تحريرهم ستبقى على رأس أولوياتها، وبيّنت الحركة أنَّ حقّ عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى أرضهم التي هجّروا منها قسرًا، هو حقّ مقدس غير قابل للتنازل.

وجدّدت رفضها لكل مشاريع التوطين، داعيةً كل الدول والمؤسسات إلى توفير الحماية والحياة الحرّة الكريمة لهم، وتعزيز صمودهم إلى حين عودتهم.

وشددت على أن مسيرتها مستمرة بخطى ثابتة ويقين بالنصر وإيمان بالتحرير، على الرّغم من التضييق والعدوان والظلم والحصار، ومحاولات التشويه والتدجين والتصفية والتغييب، لتبقى أيقونة في رفع راية فلسطين وقضيتها العادلة، ونموذجًا رائدًا في العمل السياسي والعسكري والإعلامي والإنساني، من أجل حماية الثوابت والمقدسات والحقوق الوطنية والدفاع عنها.

وبعثت بتحيّة الامتنان والفخر إلى جماهير شعبنا في كل شبر من أرض فلسطين المباركة وخارجها، القابضين على زناد الصبر والتضحية والرّباط والمقاومة، موجهةً التحية إلى جماهير أمَّتنا العربية والإسلامية وأحرار العالم، الأوفياء لفلسطين تضامنًا وتأييدًا ونصرة ودفاعًا، ونجدّد عهد الوفاء معهم جميعًا على المضي قدمًا في طريق المقاومة حتى زوال الاحتلال.

وجددت إيمانها واعتزازها بعمقها العربي والإسلامي باعتباره العمق الاستراتيجي والحاضنة الأساسية لمشروع شعبنا في التحرير والعودة، داعيةً إلى إبقاء فلسطين ونضال شعبها وقضيتها العادلة حاضرة في كل المحافل والمناسبات، والعمل على رفض وتجريم ومقاطعة كل محاولات إدماج العدو الصهيوني في جسم الأمَّة، عبر مشاريع التطبيع وتلميع صورة الاحتلال الإجرامية.

وطالبت حركة “حماس” الأمم المتحدة والمجتمع الدولي بالعمل على إنصاف الشعب الفلسطيني وعدالة قضيته ودعم حق الشعب الفلسطيني في إنهاء الاحتلال وتقرير المصير وإقامة دولته المستقلة والكفّ عن نهج الكيل بمكيالين، وسياسة الانحياز إلى الاحتلال ضدّ عدالة قضيتنا وحقوق شعبنا المشروعة.

فصائل فلسطينية تهنئ “حماس”

وفي السياق، قدمت فصائل فلسطينية التهنئة لحركة “حماس” لمناسبة الذكرى الـ 35 لانطلاقتها، مشددة على أنها شكَّلت إضافة نوعية لمشروع المقاومة وصمام أمان لحماية القضية الفلسطينية من التصفية.

وقالت حركة الأحرار الفلسطينية في بيانٍ لها “إنّ الذكرى العطرة لانطلاقة حركة “حماس” تتعدّى في معانيها البُعد الحزبي والفصائلي، فهي مناسبة وطنية لكل أبناء شعبنا وأمتنا العربية والإسلامية بما قدَّمت من تضحيات كبيرة في مسيرة الجهاد والمقاومة منذ التأسيس ولا زالت على العهد تحمل لواء الشهداء والجرحى والأسرى وتقود المقاومة الفلسطينية من نصر إلى نصر”.

وأضافت “ضربت حركة “حماس” نموذجًا مميزًا في مسيرتها على مستوى العمل التنظيمي والمقاوم والأمني والعسكري والوطني والحكومي والاجتماعي والدولي، ولا زالت تعمل بعقيدة سليمة وإيمان كبير بالشراكة الوطنية مع كافة فصائل المقاومة خدمةً لشعبنا”.

وأشارت إلى أن “حماس” نجحت في إدارة المواجهة وتعزيز مسيرة النضال والثورة وصناعة توازن ردع ورعب للاحتلال من خلال الارتقاء بفكر وأدوات وأداء المقاومة الفلسطينية، وشكَّلت درعًا لحماية حقوقه وثوابته وسياجًا فولاذيًا أمام مشاريع التسوية والتصفية للقضية.

وترحمت على أرواح الشهداء من قادة وكوادر الحركة وكتائبها المظفرة وعلى رأسهم الشيخ المجاهد أحمد ياسين وكل الشهداء.

لجان المقاومة في فلسطين

بدورها، هنأت قيادة لجان المقاومة في فلسطين، وذراعها العسكري ألوية الناصر صلاح الدين حركة “حماس” وكتائب الشهيد عز الدين القسام بذكرى الانطلاقة”.

وقالت “إن حركة “حماس” مثلت إضافة كمية ونوعية للعمل الإسلامي والوطني المقاوم على الساحة الفلسطينية وكانت ولا زالت رافدًا أساسيًا يشار له بالبنان ونهر عطاء وتضحيات لا ينضب”.

ولفتت إلى أن انطلاقة حركة “حماس” كانت ولا زالت حاجة فلسطينية إسلامية ضرورية للنضال الوطني الفلسطيني، حيث أعادت الهوية الإسلامية لصراعنا مع العدو الصهيوني التلمودي وقضيتنا الفلسطينية.

وأكدت أن حركة “حماس” وكتائب القسام مثلت “طوال مسيرتها المظفرة عمودًا وركنًا أساسيًا في مقاومتنا الفلسطينية عبر مواقفها الوطنية المبدئية وحرصها الدائم على تجسيد الوحدة الحقيقية والشراكة الوطنية على قاعدة التمسك بثوابت شعبنا ومقاومته”.

وتابعت أن “حماس” انتهجت طوال الـ35 من عمرها المديد خيار المقاومة بكافة أشكالها وفي مقدمتها نهج المقاومة المسلحة وطريق الجهاد والشهادة ممهورًا بالتضحيات والبطولات المميزة، وقدمت على طريق تحرير القدس والمسجد الأقصى آلاف الشهداء والأسرى والجرحى والمبعدين.

المصدر: العهد