ممثل ومخرج ومؤسس المسرح الوطني  اللبناني لـ "الوفاق":

الفن يحمل بُعداً إنسانياً ويعالج القضايا الانسانية

القضية الفلسطينية قضية انسانية والشعب يواجه المحتل من خلال المحافظة على التراث والهوية والذاكرة والثقافة.

2022-12-20

موناسادات خواسته

أقيمت قبل فترة وجيزة الدّورة الخامسة من “مهرجان تيرو الفنّي الدولي” في المسرح الوطنيّ اللّبناني بمدينة صور، تحت شعار “الفن وسيلة للإحتجاج”، وكان ذلك برعاية “جمعية تيرو للفنون” و “مسرح إسطنبولي”، في حضور حشد من الأهالي والطلاب وبمشاركة العروض الفلكلورية من اليونيفيل من الهند وغانا وايرلندا واليابان.

وشاركت في المهرجان 6 عروض مسرحيّة من المكسيك وبولندا والجزائر وتونس ومصر وفلسطين، و18 فيلماً تنوعت بين الرّوائي والوثائقي والتحريك من استراليا وإيطاليا والعراق والمملكة المتحدة والمغرب وتونس وسلطنة عمان وألبانيا وبولندا وسوريا ولبنان، وكان يهدف المهرجان الذي يعتبر تجمعاً فنّياً سينمائيّاً ومسرحيًّا وموسيقيًّا الى التّلاقي والتّبادل الثّقافي والفنّي من خلال عروض الأفلام الوثائقيّة والدراميّة والتّحريك القصيرة والورش التدريبيّة الفنّيّة والنّدوات وذلك بالشّراكة مع مؤسسة دروسوس السُّويسريّة .

فبهذه المناسبة أجرينا حواراً مع “قاسم الإسطنبولي” الذي هو ممثل ومخرج لبناني، خريج الجامعة اللبنانية كلية الفنون الجميلة، قدم العديد من الأعمال المسرحية، وشارك في بطولة أفلام سينمائية ومسلسلات تلفزيونية، لقب بـفنان القضية وبـفنان الشارع لأنه يعبر عن الواقع العربي في جميع المناسبات والمسرحيات التي قدمها عبر جولاته العربية والأوروبية ولإهتمامه بالقضية الفلسطينية، وهو مؤسس المسرح الوطني اللبناني في مدينة صور، والذي يعتبر أول مسرح وسينما مجانية في لبنان.

شارك الإسطنبولي في أعمالاً سينمائية كثيرة، منها فيلم “وهلأ لوين” للمخرجة نادين لبكي، و “33 يوما” للمخرج جمال شورجة، و “زغلول” للإسبانية اَنا الفريس، و “المسرحية” للإيراني “بدرام يزداني”، و “أيودي” لنويل بول، وغيرها، كما شارك في عدد من المسلسلات منها: “الغالبون” للمخرج باسل الخطيب، ولعب دور الإستشهادي “أحمد القصير” في العمل التلفزيوني “الغالبون”.

عرف عنه تأييده للقضية الفلسطينية حيث يعتبرها حياته وقضيته فقد عايشها وناقشها من خلال العديد من أعماله سواء التلفزيونية أو المسرحية كما أن والدته الفلسطينية الأصل دائماً ما حلمت بالعودة إلى حيفا وحمل معها قاسم في قلبه دائماً حلم عودة الفلسطينيين جميعاً إلى فلسطين كل فلسطين وحاول نقل معاناة هذا الشعب وهذه القضية من خلال الفن إلى جميع بلاد العالم.

نشاطات جمعية تيرو للفنون

بداية طلبنا من الإسطنبولي أن يقدم لنا نبذة عن النشاطات التي يقومون بها خلال السنة، فقال: تهدف جمعية تيرو للفنون التي يقودها الشباب والمتطوعون إلى إنشاء مساحات ثقافية حرة ومستقلة في لبنان من خلال إعادة تأهيل سينما الحمراء وسينما ستارز في النبطية وسينما ريفولي في مدينة صور والتي تحوّلت الى المسرح الوطني اللبناني كأول مسرح وسينما مجانية في لبنان، وسينما أمبير في طرابلس التي تحولت الى المسرح الوطني اللبناني في طرابلس، وإقامة الورش والتدريب الفني للأطفال والشباب، وإعادة فتح وتأهيل المساحات الثقافية وتنظيم المهرجانات والأنشطة والمعارض الفنية، وتقوم على برمجة العروض السينمائية الفنية والتعليمية للأطفال والشباب، وعلى نسج شبكات تبادلية مع مهرجانات دولية وفتح فرصة للمخرجين الشباب لعرض أفلامهم وتعريف الجمهور بتاريخ السينما والعروض المحلية والعالمية، ومن المهرجانات التي أسستها: مهرجان لبنان المسرحي الدولي، مهرجان شوف لبنان بالسينما الجوالة، مهرجان طرابلس المسرحي الدولي، مهرجان صور الموسيقي الدولي، مهرجان لبنان المسرحي الدولي للحكواتي، مهرجان صور السينمائي الدولي للأفلام القصيرة،مهرجان صور الدولي للفنون التشكيلية، مهرجان أيام صور الثقافية، مهرجان لبنان المسرحي لمونودراما المرأة، ومهرجان لبنان المسرحي للرقص المعاصر .

ويؤكد الممثّل والمخرج قاسم الإسطنبولي، مؤسّس المسرح الوطني اللبناني: “أن استمرار مهرجان تيرو رغم كل الأزمات من حولنا يشكل فرصة مهمة للتلاقي وفرصة للجمهور للتعرف على ثقافات مختلفة من العالم كي يكون الفن حق للجميع دوماً بإصرار الشباب المتطوعين على العمل من أجل الفن”.

مسرحية “قوم يابا”

مسرحية “قوم يابا” التي تعتبر مونودراما فلسطينية لمده 40 دقيقة، وعرضت لأول مرة في وقت العدوان على غزة 2008 وهي تنتمي لنوع مسرحي جديد يسمى بمسرح الشنطة أو مسرح الشارع وهي من إخراج وأداء الممثل والمخرج قاسم الإسطنبولي وهي مأخوذة من رواية الذاكرة لـ “سلمان ناطور”. فتحدث لنا “الإسطنبولي” حول هذه المسرحية التي تم عرضها في المهرجان وقال: نحن قدمنا مسرحية قوم يابا عام 2018 وهي من تأليف الكاتب الفلسطيني سلمان الناطور وتروي حكايات حقيقية لمعاناة ونضال الشعب الفلسطيني وعرضت في العديد من المهرجانات المسرحية في اوروبا ودول عربية وجنوب أميركا. وقمنا بتأسيس مهرجان أيام فلسطين الثقافية في المسرح الوطني اللبناني من أجل ربط أهلنا في المخيمات مع فلسطين والشتات من خلال السينما والمسرح والموسيقى من أجل الحفاظ على التراث والهوية لخمس دورات منذ 2015 .

هذه المسرحية مأخوذة عن الذاكرة، هي رواية من ثلاثية فلسطينية كتبها سلمان ناطور “الذاكرة، سفر على سفر، الانتظار” وهي ثلاثة أعمال لهذا الكاتب الفلسطيني الأصل وهو من عرب 48 وكانت فلسطين دائماً هي همّه الأول والأخير وهذه الذاكرة عبارة عن جمع تجارب شخصية وحياتية لبعض المسنين الفلسطينيين الذين عاصروا ما قبل حرب 48 وتقسيم فلسطين هذا بجانب تجربة الكاتب ذاته فيروي كل منهم مجموعه من الذكريات وقام سلمان ناطور بعنونة كل قطعة في هذا النص بأسلوبه الكتابي الخاص ولكن ظلت اللغة الفلسطينية كما هي حيث تعمد سلمان ناطور إبقائها كما هي لتكون الذكرى أكثر إلتصاقاً بالفلسطيني الذي عاصرها.

تنقسم اللغة في هذه المسرحية إلى جزءين مهمين اولهما لغه الرواية الماخوذ عنها العمل والتي اختارها الكاتب واللغة الثانية هي لغه العرض.

الفن قضية انسانية

عندما سألنا الإسطنبولي عن رأيه بالنسبة لفن المقاومة وكيف يمكن دعم القضية الفلسطينية عن طريق الفن، قال: الفن يحمل بعدا إنسانيا ويعالج القضايا الانسانية والفنون التي تساهم في بناء المجتمعات وتبني ثقافة وحضارة اي شعب وتلعب ايضا دور المساهمة في المقاومة الثقافية والثورة الفكرية في وجه الظلم والاحتلال والانظمة القمعية والديكتاتورية. الفن بلا حرية لا يعني شيئاً. اما القضية الفلسطينية فهي قضية انسانية ولذلك الشعب يواجه المحتل من خلال المحافظة على التراث والهوية والذاكرة والثقافة والفنون لأنها فعل مقاومة .

أهمية التفاعل الثقافي

وفيما يتعلق بدور المسرح في تعزيز ثقافة المقاومة ودعم الشعب الفلسطيني، يقول الإسطنبولي: ان هذه العروض تثبت أهمية نقل القضية الفلسطينية للغرب من خلال الفن والمسرح نقل الحياة داخل فلسطين تحت الحصار الصهيوني، وأهمية التفاعل الثقافي بمختلف الميادين لتوصيل تلك القضية للعالم بجانب دعم الشعب الفلسطيني ونصرته.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

المصدر: الوفاق/ خاص