حسام غرايبة مدير" إذاعة حسنى" الأردنية، للوفاق:

اليمين المتطرف الإسرائيلي بث أكاذيب كثيرة في الأردن

زيارة وزير الخارجية الإيراني للأردن مهمة ونحن اليوم معنيّون أن نضع الخلافات السياسية جانباً ونعمل بجد لمصلحة شعوب المنطقة

2022-12-21
فيما يعاني الأردن من تفاقم الأزمة الإقتصادية وإرتفاع الأسعار والضرائب خاصة في المحروقات، شهدت اغلب مدن المملكة إحتجاجات واسعة وإضرابات عن العمل من قبل سائقي السيارات والحافلات والشاحنات وأصحاب المحلات في الأيام الأخيرة.
وبناء على تقارير وسائل الإعلام المحلية، خفت أجواء الإحتجاجات تزامناً مع إستضافة الأردن لقمة بغداد الثانية بداية من يوم الثلاثاء والتي سبقتها قمة بغداد الأولى بإستضافة العراق. والجدير بالذكر أنه بعد اشتعال الأزمة السورية تضررت الأردن من الناحية الإقتصادية بسبب توقف صادراته خصوصاً الفواكه والخضراوات إلى تركيا والبلدان الأوروبية عبر سوريا.
في هذا السياق، أجرت صحيفة الوفاق حواراً مع مدير “إذاعة حسنى” والمحلل السياسي الأردني حسام غرايبة، ونص الحوار كما يلي:

فيما يخص أسباب الحوادث الأخيرة التي جرت في بعض المدن الأردنية، قال حسام غرايبة: لاشك أن الظروف الإقتصادية الضاغطة طالت كل العالم، أوروبا وأمريكا وعالمنا أيضاً في الدول النامية وتأثير الظرف الإقتصادي على الأردن كان ضاغطاً وظاهراً للعيان وخصوصاً أن الأردن ليس لديه إقتصاد قوي من السابق، بسبب قلّة الموارد من زاوية وأيضاً تأثير الحروب على بلدنا، فحدودنا مع العراق واجهت مشاكل بدأت تتحلّل قليلاً فقليلاً بالتحديد في موضوع الشحن والنقل وتصدير البضائع للعراق وللأسف الشديد توقف نقل وتصدير الفواكه والخضراوات إلى تركيا وأروبا عبر سوريا الشقيقة وأيضاً وجود العدو الصهيوني والمضايقات التي نتعرض لها بعد قرار ترامب وصفقة القرن ونقل السفارة الأمريكية إلى القدس الشريف ولا شك أن الأردن خالف أمريكا في هذا الموضوع وقرارها وقاومه وهذا أيضاً أدّى إلى ضغوط أكبر على الأردن.

*إرتفاع أسعار النفط عالمياً أثرت أيضاً على الأردن

خلاصة الموقف إن إرتفاع أسعار النفط عالمياً أثرت على سلاسل التزويد والتوريد في الأردن لأن الحكومة الأردنية تتقاضى ضريبة خاصّة على المحروقات (البنزين والديزل والغاز) وهذه الضريبة الخاصة تُشكّل مورداً أساسياً لموارد الدولة من الضرائب وعندما إرتفعت الأسعار أصبحت الكثير من وسائل النقل العام والتي تُعتبر هي المزوّدة الرئيسية لتجّار التجزئة والناقل الرئيسي لهم، أصبحت غير قادرة على تحمّل هذه التكاليف، فقام مجموعة من سائقي شاحنات بدعوة إلى توقف عن العمل إحتجاجاً على إرتفاع أسعار الديزل ومطالبة الحكومة بتخفيض أو إلغاء الضريبة الأخيرة التي فُرضت على أسعار الديزل والحكومة تقول إنها لاتستطيع إلغاءها لأن الضريبة تُشكّل مورداً أساسياً وسيكون العجز في موازنة العام القادم أكبر ولا يستطيع الأردن الإقتراض.

*الأردن ملتزم بعدم رفع الضريبة على المواطنين

والكثير من المؤسسات المالية إعتمدت في تصنيف الأردن تصنيفاً إيجابياً من أجل أن يتمكّن من الحصول على القروض، وإعتمدت على أن الأردن ملتزم بعدم رفع الضريبة على المواطنين ولكن لايقدّم دعماً ولا يخفِّض بعض الضرائب الأخرى حتى تتأكد هذه الصناديق من أن الموارد الماليّة المتوقعة لإرادة الخزينة لن تقل.

هذا التوقف صاحبه” بالأسف الشديد” ضعف التواصل مع الحكومة وبسبب عدم وجود قنوات حوارية جيّدة تفاقم الأمر وإزدادت حدّته وكانت هنالك إعتصامات وتوقف عن العمل بشكل كبير، توقف الشاحنات وبالطبع السيارات التي تعمل على البنزين مثل سيارات الأجرة التي تنقل الركّاب وكذلك التطبيقات التي تعمل داخل الأردن مثل أوبر. وكذلك تفاقمت المشكلة عندما توقّفت الحافلات لنقل الركّاب عن العمل لكن هذه المشكلة حُلّت في كل مناطق الأردن بإستثناء مناطق محدودة في جنوب الأردن في معان وكرك فهذا ما تسببت بما جرى في الأردن في الأيام الخيرة.

*لم يكن أي أحد وراء اشتعال الأزمة

الحادثة عندما بدأت، بتقديري لم يكن وراءها أي أحد، بل كانت عبارة عن مجموعات من السائقين تنادوا عبر وسائل التواصل الإجتماعي وحاولوا أن يتوقّفوا عن العمل إحتجاجاً ولكن عندما تفاقمت المسألة ولم تتواصل الحكومة بشكل إيجابي ولم تعلن أرقامها ولم تحاور هؤلاء الناس لا شك أن الأمور تفاقمت ودخلت على الخط أناس آخرون. هنالك مجموعات تحاول أن تعبث بوعي الأردنيين وتبث أكاذيب من خارج الأردن. أيضاً يبدو أن المجموعات التكفيرية وجد ضالتها في حالة شعورهم أن هناك إنفلاتاً أمنياً وهنالك لا يوجد إنفلات أمني وهذا الشعور جعلهم يتجرّءون وهذا ما حدث، فقبل يوم نحن فقدنا ثلاثة من جنودنا من جهاز الأمن الأردني فيما جُرح خمسة أثناء مداهمتهم لوكر يُعتقد أن قاتل العقيد الدلابيه كان مختبئاً به فتفاجئت القوات الأمنية أن هناك تسعة تكفيريين يحملون أسلحة وتم السيطرة عليهم وقُتِل أحدهم وأعتقل الآخرون والتحقيقات قيد الإجراء فاليوم كل عابث وكل راغب بإضعاف الأردن سيضع إصبعه في هذا الموضوع وأنا لا أستبعد أن القوات الإسرائيلية وبالذات مع صعود اليمين المتطرف الإسرائيلي أنهم مسؤولون عن بث أكاذيب كثيرة.

* إيران تستطيع دعم الأردن في مكافحة المهرّبين

والجدير بالذكر أن هناك جماعات تكفيرية في جنوب سوريا تحاول تهريب المخدرات إلى الأردن وهذا الأمر تسبب في إضرار إقتصادي وأمني للبلاد وبتقديري الجمهورية الإسلامية الإيرانية تستطيع أن تقدّم دعماً للمملكة في مكافحة هؤلاء المهرّبين.

اما في خصوص استمرار الأزمة، قال غرايبة: الحمد لله، المشكلة إنحلّت أكثر من تسعين بالمئة منها وعادت بساط الركاب للعمل وكذلك عادت الشاحنات للعمل ونقل البضائع من ميناء العقبة ومازال هناك بعض الشاحنات مصمم على أن لا يعمل ومازال هنالك بعض المحلات التجارية في الجنوب تعلن إستمرارها في الإضراب، أنا بتقديري هناك خطوط تواصل وهناك مفاوضات تجري في الوقت الحالي وبتقديري أن هذا الموضوع سينتهي خلال 24 ساعة؛ لكن هذا بلا شك أثّر على إقتصادنا وأيضاً أثّر على رصيدنا السياسي وهناك جلسة لمجلس النواب الأربعاء (اليوم)، وأتوقع أن تكون هذه الجلسة عاصفة وأتوقع أيضاً أن تسمع الحكومة خطاباً شديد اللهجة من النواب ولعلّ هذا يدفع أن تقدمّ الحكومة الأردنية إستقالتها قبل أن تُسحَب الثقة منها وهنالك توقعات أن حكومة الدكتور بشر الخصاونة التي بتقديري لم تُحسن الحوار ولا مخاطبة الجماهير ستغادر خلال أيام أو أشهر على أبعد تقدير.

*ما هو تقييمك لزيارة الوزير الخارجية الإيراني وإستضافة الأردن لقمة بغداد الثانية؟

أعتقد أن زيارة وزير الخارجية الإيراني للأردن مهمة وبتقديري نحن اليوم معنيّون أن ندع الخلافات السياسية ونضعها جانباً وأن نتحدث بلغة واحدة نحاول من خلالها أن نعمل بجد لمصلحة شعوب المنطقة. فبتقديري أن زيارة وزير الخارجية الإيراني للحضور في هذا اللقاء في غاية الأهمية لأنها تكسر الجليد. أتوقّع من هذه القمة أن تناقش مسألة عبور البضائع والتواصل مع العراق بشكل إيجابي وأتوقع من هذه الزيارة أن يتم البحث فيها أيضاً جانب تهريب المخدرات وكيف يمكن أن نؤمّن حدودنا الشمالية التي في جنوب سوريا وأتوقع أيضاً أن يلعب الأردن دوراً إيجابياً في المفاوضات الإيرانية – الغربية.

المصدر: الوفاق/خاص

الاخبار ذات الصلة