“إسرائيل” تضغط بالمجازر.. والمقاومة أكثر تصلّبًا

تصرّ المقاومة، وبشكل موحد، على وقف إطلاق النار الشامل وانسحاب قوات الاحتلال من القطاع قبل الشروع بالتفاوض، والذي لا يقف عند حد الأسرى، بل يتخطاها إلى رفع الحصار وإعادة الإعمار.

2023-12-25

خليل نصر الله

 

تتواتر الأنباء عن رفض المقاومة الفلسطينية لنص مصري مقترح لوقف الحرب في قطاع غزة، والذي يشتمل على هدن وتبادل للأسرى عبر مراحل تُبقي باب اشتعال الجبهات مفتوحة، فضلًا عن محاكاته متطلبات “إسرائيلية” عجزت آلة الحرب عن تحقيقها، لا سيما فيما يتعلق بتشكيل حكومة “تكنوقراط” يشرف عليها القطريون والمصريون والأميركيون، وهو ما يعدّ تغيّرًا في واقع إدارة غزة عجزت عن فرضه آلة الحرب الإسرائيلية.

 

تصرّ المقاومة، وبشكل موحد، على وقف إطلاق النار الشامل وانسحاب قوات الاحتلال من القطاع قبل الشروع بالتفاوض، والذي لا يقف عند حد الأسرى، بل يتخطاها إلى رفع الحصار وإعادة الإعمار، على أن يقرر الفلسطينيون شكل حكومتهم من دون تدخل خارجي.

 

ومع رفض المقاومة للمقترح، عادت آلة القتل الإسرائيلية إلى لغة المجازر التي لم تتوقف أصلًا، وعملت على رفع وتيرتها خصوصًا في مناطق الوسط عبر استهدافات لمجمعات سكنية؛ كان جيش الاحتلال قد أخطرَ الفلسطينيين المهجّرين من الشمال تحديدًا على أنها مناطق آمنة، وهو ما تجسد فعلًا باستهداف طائرات العدو عدة أبنية في مخيم المغازي وسط القطاع، والذي نجم عنه سقوط ما لا يقل عن 80 شهيدًا وعشرات المفقودين عدا المصابين.

 

تزامنًا مع مجزرة المغازي، كانت طائرات العدو تشنّ غارات على مناطق آهلة في خانيونس، وكذلك مخيم النصيرات في الوسط.

 

لغة تصعيد المجازر ليست منفصلة عن محاولة تعويض الخسائر الميدانية لجيش الاحتلال وعجزه عن تحقيق أهدافه التي رفعها منذ بداية الحرب، وهو بذلك يحاول الضغط على المقاومة لتليين موقفها في التفاوض غير المباشر الذي حصل في القاهرة وكذلك الدوحة.

خلال الحرب الحالية، عمل العدو على استهداف المدنيين بشكل وحشي ومن دون سابق إنذار، تحديدًا في شمال القطاع قبل بدء عملياته البرية وبعدها، وهو ارتكب مجازرَ متنوعة إن عبر القصف الجوي أو المدفعي، أو عبر إعدامات ميدانية كبيرة.

ما قام به جيش العدو كان يهدف إلى إحداث شرخ بين الغزّيين والمقاومة، عبر تحميل حماس مسؤولية ما يحصل بعد عملية طوفان الأقصى، وأنها تضحي بهم، وهو ما ردّده قادة جيس العدو ومجلس حربه في أكثر من مناسبة.

لكن النتائج كانت عكسية تمامًا، إذ تمسك الغزيون بالمقاومة وهو أمر زاد على الأخيرة المسؤولية في تحقيق تطلعاتهم مع انتهاء الحرب، وتحصيل ثمن لا يقل عن التضحيات التي دُفعت.

من هنا، يمكن الاستنتاج بأن عودة جيش الإحتلال إلى لغة المجازر بشكل تصاعدي، سيزيد من تصلب المقاومة في مطالبها لا العكس، حتى لو طال أمد المواجهة التي تؤكد المعطيات الميدانية أنها باتت تميل بشكل كبير لمصلحة المقاومة، حيث إنّ الأخيرة تكيفت معها وباتت توجّه ضربات قاتلة ومتقنة، وهو ما يعترف به جيش العدو نفسه.

الاخبار ذات الصلة