أقرّ موقع “كالكاليست” الإسرائيلي بأن “الأزمة المتفاقمة في الطيران الإسرائيلي على خلفية التدهور المستمر في الوضع الأمني ووقف رحلات الشركات الأجنبية إلى “إسرائيل” تخلق ارتدادات تهز الصناعة، نظراً إلى تزايد صعوبة تصدير البضائع إلى الخارج واستيراد المواد الأولية التي تحتاجها بشدة عمليات الإنتاج في المصانع”.
وبحسب الموقع، أدى الانخفاض الحاد في عدد شركات الطيران الأجنبية التي تحلق إلى “إسرائيل” في أعقاب الحرب إلى انخفاض كبير في عدد الرحلات الجوية للركاب، وأثّر بشدة في النقل الجوي للبضائع.
كذلك، أصبح النقل الجوي أكثر تكلفة العام الماضي بنحو 200%، ولكن بصرف النظر عن الأسعار المرتفعة، فإن توفره أصبح أقل ويتراجع، وخصوصاً خلال الشهرين الماضيين، كما جاء في الموقع.
واشتكى أن “شحنات البضائع والمواد الخام إلى الشركات في “إسرائيل” عالقة في المطارات في العالم منذ أسابيع، ولا يستطيع المصدرون المحليون الذين من المفترض أن يسلموا البضائع إلى العملاء في الخارج العثور على رحلات جوية متاحة تسمح لهم بالوفاء بمواعيد التسليم التي التزموا بها”.
ونقل موقع “كالكاليست” عن مسؤولين في الصناعة وفي قطاع الشحن في حديثهم عن الفوضى في النقل الجوي قولهم إنها “غير عادية وغير مسبوقة في حجمها، بطريقة تورط الشركات بالتأخير والتخلف في عمليات الإنتاج، وفي تسليم المنتجات والأضرار التي لحقت بالمنتجين، والسمعة والقدرة على المنافسة إلى درجة فقدان العملاء والعقود الجديدة والإيرادات”.
وأكد أن استمرار الحرب ووضعها غير المألوف، بسبب كثرة الساحات التي يتم منها توجيه وابل الصواريخ والقذائف والطائرات بدون طيار نحو “إسرائيل”، خلق سلسلة من العراقيل والاضطرابات في الطيران الإسرائيلي.
وشرح أن أزمة الطيران اتخذت منحى آخر نحو الأسوأ عندما أعلنت العشرات من شركات الطيران الأخرى التي لا تزال تعمل في “إسرائيل” عن تعليق رحلاتها في نهاية تموز/ يوليو الماضي، في أعقاب “مقتل” (استشهاد) القيادي في حزب الله فؤاد شكر في بيروت ورئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في طهران.
وأضاف: “الجزء الأكبر من نشاط الطيران في “إسرائيل” خلال هذه الفترة يقع على عاتق الشركات المحلية العال وأركيع والطيران الإسرائيلي، التي تواصل الطيران، ولكنها مكتظة، وأسطولها من الطائرات محدود، ولا توفر الإجابة اللازمة لاحتياجات السوق في النقل الجوي للبضائع”.
وأفاد مسؤولون كبار في الصناعة وفي قطاع شحن البضائع بأن انخفاض حجم نشاط الطيران في العام الماضي أدى إلى ارتفاع سعر النقل الجوي من نحو 3 يورو لكل كيلوغرام من البضائع إلى نحو 9 يورو، ويحذرون من أن الانخفاض المستمر في العرض، ومعه ارتفاع الطلب، قد يؤدي إلى مزيد من الارتفاع في الأسعار.
وبحسب الموقع، “وعلى خلفية الاستعدادات الإسرائيلية لهجوم محتمل على إيران، رداً على وابل الصواريخ التي أطلقتها عليها قبل نحو أسبوعين ونصف أسبوع، تخشى الصناعة أن يؤدي التدهور الأمني الاضافي إلى تفاقم الوضع”.
ونقل عن أحد المصدرين قوله: “بعد أن تهاجم “إسرائيل”، تهدد إيران بالرد، ومن ثم سترد “إسرائيل” على الرد، ولن يكسر أحد هذه الدورة التي لا تطاق، فيما يقف الاقتصاد بالفعل عاجزاً في مواجهة الوضع المتدهور والحلول المعدومة”.