عراقجي: التحرك الأوروبي يتعارض مع توجه إيران إلى التعاون مع وكالة الطاقة الذرية

أكد وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، أنّ الجمهورية الإسلامية ستتخذ الرد الملائم على الخطوة الأوروبية، التي وصفها بـ"غير الفنية"، في إشارة إلى المشروع المقدَّم ضد ايران في الوكالة الدولية للطاقة الذرية، مشدّداً على أنّ ذلك "سيدخلنا في مسار معقَّد".

2024-11-22

وحذّر عراقجي في حوار مع الميادين من أنّ “الضغوط لن تؤدي إلى النتيجة الملائمة، ولن تثني إيران عن قرارها التعاون الإيجابي مع الوكالة”، مضيفاً أن “لدينا إرادة حقيقية للتعاون مع الوكالة وحل المشكلات العالقة، لكن التحرك الأوروبي يتعارض مع هذا التوجه”. وأعلن “محاولة طهران إيجاد أرضية تفاهم مشتركة لحل المشكلات العالقة”، لافتاً إلى أنّ المدير العام لوكالة الطاقة الذرية، رافاييل غروسي، “كان متفائلاً، ورحب بهذا التوجه”. وأوضح عراقجي أنّ “الهدف من دعوة غروسي إلى طهران كان فتح صفحة جديدة من التعاون بين إيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية”، مشيراً إلى أنّ “الزيارة كانت سياسية”.

 

وفي سياق متصل، أعلن عراقجي أنّ موضوع الملف النووي الإيراني محاط بتعقيدات كبيرة قياساً بالسابق، معتبراً ألا فرصة للجلوس مع مجموعة 5+1 حول طاولة المفاوضات لأن كثيراً من الوقائع قد تغير. وقال “علينا أن ننتظر ونرى طبيعة القرارات التي ستتخذها الإدارة الأميركية الجديدة”، مؤكداً أنّه إذا عاودت الإدارة الأميركية الجديدة سياسة الضغوط القصوى والسياسات العدائية فإنّ موقف طهران واضح. وبيّن عراقجي أن ليس لدى إيران في الوقت الحالي أي قناة اتصال مع الإدارة الأميركية الجديدة، فيما يتمّ مع الإدارة الأميركية الحالية في حال الضرورة عبر السفارة السويسرية في طهران.

 

وفيما يتعلّق بردّ إيران على الاعتداء الإسرائيلي الأخير، أعلن عراقجي بان الرد حتمي وقطعي، لكن ظروفه وتوقيته وشكله مرتبطة بالظروف المناسبة، مضيفاً أنّ إيران لن تتأخر في الرد ولن تستعجل، وأنّ عملية “الوعد الصادق 3” ستُنفذ. أمّا عن استهداف المنشآت النووية، فشدّد عراقجي على أنّ ذلك خطأ كبيراً و”موقفنا ثابت وواضح في هذا الشأن”، قائلاً “في اللحظة التي يهاجم فيها الكيان منشآتنا النووية سنرد بالمثل”، ومعتبراً أنّ الاحتلال قد لا يلجأ إلى هكذا خطوة وصفها بـ “الجنونية”.

 

على صعيد العلاقات العربية، أكد وزير الخارجية الإيراني أنّ علاقة بلاده مع السعودية في وضعية جيدة جداً، موضحاً أنّ هذه العلاقات استندت إلى أسس الثقة المتبادلة والتعاون المشترك. وأضاف “لدينا مع السعودية مواقف متقاربة ووجهات نظر متطابقة تجاه تطورات المنطقة ونعتقد أن علاقتنا تمضي في المسار الصحيح”. وبيّن أنّ العلاقة الجيدة مع السعودية تركت آثاراً إيجابية على تطور علاقات إيران مع بقية الدول العربية، لافتاً إلى أنّ العلاقة مع البحرين أصبحت جيدة، و”قررنا استئناف العلاقات الدبلوماسية بين البلدين”.

 

ومن جهة المستجدات في المنطقة، قال عراقجي إنّها “تعيش ظروفاً خاصة واحتمال توسع الصراع قائم وهناك حاجة ملحة إلى التشاور”، محذراً من أنّ هناك تهديداً جاداً من الكيان الصهيوني وهو لن يتوانى عن ارتكاب أي جريمة. ورأى، على ضوء ذلك، أنّه “من الطبيعي أن تشعر بلدان المنطقة بالقلق من احتمال تكرار الجرائم التي تحدث في غزة وفي مناطق أخرى”.

 

في شأن لبنان والمقاومة وزيارته الأخيرة قبل أيام، أوضح عراقجي أنّ زيارته إلى بيروت جاءت في وقت حساس جداً وكان الهدف الأساسي منها إعلان دعم إيران الكامل للمقاومة. وقال: ” لن ندع المقاومة وحيدة في هذه الظروف وسندعمها بكل الوسائل الممكنة”، لافتاً إلى أنّ الحديث عن أن إيران تركت حزب الله وحيداً يأتي في إطار الحرب النفسية الإعلامية الغربية.  وأشار إلى أنّ المقاومة في لبنان كيان مستقل يحظى بقاعدة شعبية عريضة ونحن فقط جهة داعمة ومساندة، مضيفاً أنّ حزب الله لديه حضور فاعل في الساحات السياسية والاجتماعية والثقافية في لبنان وهي حقيقة لا يمكن إنكارها.

 

وأعرب عراقجي عن يقينه بأن حزب الله سيحظى بمكان أرفع وأسمى مما كان عليه في السابق في لبنان والمنطقة. وبشأن المفاوضات، قال عراقجي إنّ الولايات المتحدة تجري تحركات وتمارس نشاطات في المنطقة بهدف التوصل إلى وقف لإطلاق النار”، مشيراً إلى أنّ مبعوثها أجرى مفاوضات جادة وأساسية مع رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه برّي. وتابع، في هذا السياق، أنّ المفاوضات تجريها الحكومة اللبنانية وبرّي، آمِلاً التوصل إلى وقف لإطلاق النار، ومبيناً أنّ “أميركا تسلمت الملاحظات بانتظار إعلان هل ستُقبل أم لا”. وشدّد عراقجي على أنّ إيران لن تدع المقاومة وحيدة في هذه الظروف وسندعمها بكل الوسائل الممكنة، مشيراً إلى أنّ طهران لها دور كبير في إيجاد وتعزيز الفكر المقاوم لذلك يعتبرها الكيان العدو الرئيسي له في المنطقة.

 

على صعيد غزّة والمقاومة والمفاوضات، قال عراقجي إنّه “لن يكون لدينا أي مانع أمام التوصل إلى أي اتفاق لوقف النار في غزة ولبنان وسندعم أي قرار يُتخذ”. وبينما هناك “جهود مكثفة لوقف إطلاق النار في غزة، لكنها لم تصل حتى الآن إلى نتيجة”، وفق ما أوضح. وإذا أمل عراقجي أنّ تثمر الجهود والضغوط الدولية إجبار الكيان على وقف إطلاق النار والجرائم في غزة، إلا أنّه أشار إلى أنّ الكيان ليس جاداً في التوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة لأن ذلك يعني فشلاً ذريعاً وهزيمة للحكومة. وشدّد وزير الخارجية الإيراني على أنّ حركة المقاومة الإسلامية، حماس، لا تزال قائمة في قطاع غزة و”تهاجم القوات الصهيونية المحتلة”.

 

وبشأن قطر، أعلن عراقجي أنّ وقف إطلاق النار في غزة كان في مقدمة ما ناقشه مع وزير الخارجية القطري، إضافة إلى جهود منع توسيع دائرة الحرب. وقال إنّ “وزير الخارجية القطري أكد لنا عدم وجود أي نيات لإغلاق مكاتب حركة حماس في الدوحة وما يطرح هو شائعات”، مضيفاً أنّ ذلك كان يرمي إلى الضغط على القيادة السياسية لحماس وعلى الحكومة القطرية.

 

فيما “ستخرج المقاومة منتصرة وهذا الكيان أصبح منبوذاً ودول المنطقة باتت تعترف بخطأ التطبيع معه”، وفق ما شدّد عراقجي.

المصدر: ارنا