لكل من يمر عبر الشارع الرئيسي للعاصمة التونسية هذه الأيام، ستلفت نظره صورة كبيرة تجمع الشهداء السيد حسن نصر الله، والشهيدين إسماعيل هنية، ويحيى السنوار، وقد ذيلت الصورة بعبارة “أناروا بدمائهم الطريق إلى فلسطين وكتبوا بدمائهم وثيقة الانتصار”.
هذه الصورة التي تحمل معاني كبيرة، هي واجهة للقاعة التي تحتضن معرضاً للصور تحت عنوان: “تضامناً مع الشعب الفلسطيني”، والذي تنظمه (اللجنة الوطنية للتضامن مع الشعب الفلسطيني)، ويهدف إلى تسليط الضوء على الإبادة الجماعية التي يرتكبها “جيش” الاحتلال الإسرائيلي في غزة.
ويقول عابد الزريعي، أحد المنظمين وناشط سياسي فلسطيني، إن مثل هذه المعارض: “انخراط من المجتمع المدني ضمن حملة الإسناد المعنوي لفكر المقاومة”، مضيفاً “رغم شراسة وإجرام الاحتلال وبعض الانكسارات، فإن مثل هذه الفعاليات الرمزية كهذا المعرض ضرورية لاستنهاض الأمة عبر التأكيد أن إجرام العدو لن ينجح في تثبيط الشعوب والناشطين”.
واختار القائمون على المعرض ترتيباً خاصاً لعرض الصور بحيث تحمل كل واحدة منها رسالة وفكرة مختلفة. هكذا سيرى الزائر عن يمينه صوراً للقادة التاريخيين للمقاومة الفلسطينية بدءاً بشهداء “الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين” وحركة “حماس” و”الجهاد الإسلامي”، وباقي القادة الذين اغتيلوا خلال العقود الماضية. إلى جانبهم وضعت صور القادة الشهداء خلال ملحمة “طوفان الأقصى” على جبهات الإسناد كافة، كما خصصت مساحة خاصة بشهداء اليمن.
وفي الجانب الآخر من المعرض، خصصت مساحة هي الأكبر، تضمنت صوراً توثق أشكال الجرائم الإسرائيلية ضد المدنيين، خاصة النساء والأطفال. صور مؤلمة تؤكد بشاعة هذا الاحتلال ويقف الزائر أمامها متأثراً. هذه كانت حال أحد زوار المعرض الذي قال وهو يحاول حبس دموعه: أين الأمة وحكامها من كل هذا؟ كيف يمكن السكوت على استهداف الأطفال والأبرياء؟”.
كما خصص المعرض مجموعة من الصور لتكريم وشكر الدول التي عملت على مقاضاة كيان الاحتلال في المحكمة الجنائية الدولية، خاصة دولة جنوب أفريقيا. حيث يؤرخ جزء من هذه الصور لجلسات المحكمة في لاهاي.
ولم ينس منظمو المعرض الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال، حيث يقف الزائر أمام صور عدد منهم، وعلى رأسهم الأسير مروان البرغوثي.
وتضمن المعرض مقولات تاريخية للقادة التاريخيين للمقاومة مثل جورج حبش، وياسر عرفات، والسيد حسن نصر الله، تؤكد جميعها أن المقاومة فكرة لا تموت وأن تحرير القدس يتطلب تضحيات كبيرة. وبما أن المعرض ينتظم في تونس فقد تم تعليق صور شهداء تونس الذين ارتوت أرض جنوب لبنان وفلسطين المحتلة بدمائهم.