أوروبا تُغيّر استراتيجيتها في الأزمة الأوكرانية

حول ضغوط واشنطن على حلفائها في أوروبا، كتب أندريه كوزماك، في "إزفيستيا":

يبحث القادة الأوروبيون عن الفرص، إن لم يكن لعرقلة الحل السلمي للصراع الأوكراني، فعلى الأقل المشاركة فيه. تحاول باريس ولندن فرملة دونالد ترمب والتدخل في المفاوضات مع روسيا. وبروكسل أعلنت استعدادها لمواصلة دعم كييف.

 

في الحادي والعشرين من فبراير/شباط الجاري، وفي قمة استثنائية للاتحاد الأوروبي (انعقدت بمبادرة من باريس)، أعلن إيمانويل ماكرون أن روسيا تشكّل “تهديدا وجوديًا” لأوروبا. لكنه عاد، في الرابع والعشرين من الشهر نفسه، وفي أعقاب اجتماع مع دونالد ترامب، إلى التأكيد على ضرورة العودة إلى الحوار مع روسيا والسعي إلى تسوية سلمية، يمكن تحقيقها “في غضون أسابيع قليلة”.

 

وفي الصدد، قال الباحث في معهد الاقتصاد العالمي والعلاقات الدولية، بافِل تيموفيف:

 

“ترددُ ماكرون ناجم عن تغير الوضع. وفي الوقت نفسه، لم يتغير الهدف الاستراتيجي، وهو تحقيق نتيجة يمكن تقديمها للجمهور كأنها هزيمة لروسيا. يشعر ماكرون بالقلق من رفض ترامب التضامن الأوروأطلسي في هذا السياق، فضلاً عن ضرورة تحمّل أوروبا المسؤولية المالية عن كييف وتقديم المساعدة العسكرية لها. والآن، ومع ظهور المسار الروسي في السياسة الخارجية الأمريكية، فإن فرنسا وأوروبا قد تجدان نفسيهما على هامش عملية المفاوضات بالكامل. ومن الصعب أن نتخيل ما الذي يمكنهما تقديمه لروسيا”.

 

وأضاف تيموفيف أن “فرنسا منذ اللحظة التي انضمت فيها إلى الاستراتيجية الأوروبية الشاملة لدعم كييف بشكل مطلق، فقدت فرصة المطالبة بدور الوسيط. لدى باريس رغبة في البقاء في قلب الأحداث والتأثير فيها، لكنها تفتقر إلى أجندة إيجابية وأدوات للتأثير”.

 

المصدر: روسيا اليوم