وفي مقال له، كتبها على موقع القناة 12، أضاف بريك: “جولة أخرى من الحرب في غزة ستعرض حياة جميع الأسرى للخطر، وستزيد من الإصابات في صفوف قواتنا، وفي أوساط المدنيين الغزيين. علاوة على ذلك، قد يُعلن العالم أننا مجرمو حرب. نعم؛ سيتحد العالم العربي ضدنا، ويقضي على حصانتنا الوطنية، وسيستمر وضعنا الاقتصادي في التدهور، ما سيؤدي إلى تراجع الجيش. سنبقى وحدنا في العالم، كما يُقال “شعب يهودي يعيش منفردًا”، مع ترامب غير المتوقع الذي قد يتركنا في أي لحظة”.
وتابع: “أكثر شيء مفاجئ هو أن المستويين العسكري والسياسي الجديدين، في الجيش “الإسرائيلي”، قد وقعا في فخّ بنيامين نتنياهو ووزير “أمنه” (الحرب) إسرائيل كاتس، وينفذون ما يطلبونه بدقة. بدلًا من إعادة بناء جيشنا وتحضيره للتهديدات المستقبلية على الحدود الشرقية، على الحدود مع مصر، في الضفة الغربية، على الحدود اللبنانية، حيث لم نتمكّن من هزيمة حزب الله؛ وبدلًا من إنشاء حرس “وطني” ضد “المتطرفين”، فإن المستويين السياسي والعسكري الجديدين يواصلان إطلاق الشعارات بشأن هزيمة حماس بشكل مطلق”.
بحسب بريك، هم لم يفهموا بعد أنه من أجل هزيمة حماس يجب عليهم زيادة حجم الجيش، وزيادة قوات “يهلام” (وحدة هندسية) لكي يتمكّنوا من تفجير الأنفاق، وبعد ذلك فقط يمكن أن يتم الحسم. ويقول: “هدم المنازل في قطاع غزة وتدمير البنى التحتية لحماس فوق الأرض لم يساعدنا أبدًا في الاقتراب من هزيمتها، والتي تقيم في مدينة مكونة من مئات الكيلومترات تحت الأرض. من مخبأها تحت الأرض، تخرج لتقتل المئات وتجرح الآلاف. ومع ذلك، القادة العسكريون الجدد، بتوجيهات من المستويين السياسي والعسكري، يريدون أن يقودونا إلى جولة جديدة من القتل والحزن من دون أي إنجاز ملموس”.
كما أردف: “أيها القراء الأعزاء، قولوا لي: على من يمكننا الاعتماد هنا؟ هل تبقّى لنا أيّ “حراس بوابة في الدولة؟” – المقصود قادة المؤسسة الأمنية- كان يجب على رئيس أركان الجيش الجديد إيال زمير أن يقف بثبات ويعرض أمام المستويين السياسي والعسكري الوضع الحقيقي للجيش. كما كنا جميعًا نتوقع منه، وأن يوضح لهم الحقيقة كما هي، من دون تزيين أو تجميل. وكان يجب عليه أن يقاتل بكل قوته من أجل التقدم إلى المرحلة “ب” من الاتفاق لتحرير جميع الأسرى وإنقاذ حياتهم، من دون خوف حتى لو كلّفه ذلك منصب رئيس الأركان. علاوة على ذلك، كان يجب على رئيس الأركان أن يمنع المستويين السياسي والعسكري من الاستمرار بالوهم بأن الجيش قادر على هزيمة حماس والإيرانيين، كما كانوا يريدون سماعه”.
بريك وصف تصريحات رئيس الأركان الموجهة إلى الجمهور بشأن أهمية تحرير الأسرى على أنه أولوية، بـ”غير الجدية”، وعّدها “أقوالًا تقال من باب الواجب أو لتقديم الوعود التي لا تنفذ. وكلماته تتناقض تمامًا مع موافقته على تجديد الحرب في غزة”. وسأل: “هل اختار رئيس الأركان الجديد إيال زمير الاستسلام منذ بداية مسيرته؟ إذا كانت الإجابة نعم، فما الذي سيحدث مستقبلًا؟”، واستدرك: “أنا دعمتُ تعيين إيال زمير بكل قوتي، لكنني لم أتخيّل أنه سيستسلم أمام رئيس الحكومة ووزير الأمن (الحرب)، لأنهما يتخذان قرار الاستمرار في الحرب من أجل البقاء في السلطة على حساب حياة الأسرى وأمن “الإسرائيليين”.
ونصح بريك الاستمرار في المفاوضات والدخول في المرحلة “ب” كما تمّ الاتفاق، وتحرير جميع الأسرى دفعة واحدة وإنهاء الحرب، ورأى أن الجيش يجب أن يستعد لحرب كبيرة يمكنه فيها الهجوم والحسم.
ختامًا، خلص بريك إلى أنه: “في النهاية، إذا مات الأسرى في الأنفاق، فالمسؤولية عن وفاتهم ستقع على عاتق المستويين السياسي والعسكري الذين اختاروا الاستمرار في الحرب من دون هدف أو غاية، ولن تحقق أي إنجاز”. وقال: “هذا الخيار الفاشل سيؤدي إلى موت الأسرى الذين ما يزال من الممكن إنقاذهم. وكل يوم يمر ويؤجل فيه الحديث عن المرحلة “ب” من الصفقة، يضع حياة هؤلاء في خطر أكبر، ويقربهم أكثر من الموت”.