وتأتي زيارة الرئيس اللبناني إلى القاهرة في ظل تحديات إقليمية وداخلية معقدة يواجهها لبنان، لاسيما استمرار الاحتلال الإسرائيلي لمناطق في جنوب لبنان، والعدوان المستمر الذي يستهدف المدنيين الأبرياء ويُدمر البنية التحتية بشكل كبير.
ومن المتوقع أن يلتقي الرئيس عون نظيره المصري الرئيس عبد الفتاح السيسي لبحث سبل تعزيز التعاون الاقتصادي والسياسي بين البلدين، إلى جانب مناقشة الدعم المصري المستمر للبنان في مواجهة الأزمات السياسية والاقتصادية والإنسانية التي يمر بها.
وكشفت مصادر مصرية أن المباحثات المصرية اللبنانية ستتناول التطورات الإقليمية، بما في ذلك الانتهاكات الإسرائيلية المستمرة لاتفاق وقف إطلاق النار، وضرورة انسحاب القوات الإسرائيلية من الأراضي اللبنانية المحتلة، وتمكين الجيش اللبناني من بسط سيطرته على كامل الأراضي اللبنانية.
وتكتسب هذه الزيارة أهمية خاصة كونها تأتي في إطار جهود الرئيس اللبناني لتوطيد العلاقات مع الدول العربية، حيث سبق له زيارة عدة دول خليجية مثل السعودية والكويت وقطر، بهدف حشد الدعم للبنان، وتشير مصادر إعلامية إلى أن عون سيعبر خلال الزيارة عن شكره لمصر على دورها البارز ضمن اللجنة الخماسية الداعمة للبنان، بالإضافة إلى لقاءات محتملة مع أمين عام جامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط.
في سياق متصل، أكد الرئيس عون في تصريحات سابقة التزامه بحصر السلاح بيد الدولة اللبنانية، مشددا على أن السلم الأهلي يعد “خطا أحمر”، في إشارة إلى الضغوط الدولية لنزع سلاح حزب الله عبر مفاوضات وليس بالقوة. كما يتوقع أن يتطرق الحوار مع القادة المصريين إلى قضايا إعادة الإعمار في لبنان بعد الدمار الواسع الذي خلّفته الحرب الأخيرة مع إسرائيل، والتعافي الاقتصادي الذي يعد أولوية لاستعادة الثقة بالدولة اللبنانية.